منتديات تو زوو متخصصون في عالم الحيوان وتربية المخلوقات الجميلة ويضم منتدانا أكبر وأروع تجمع لهواة تربية الحيوانات والطيور والأسماك والأحياء المائية والزواحف والبرمائيات ولمتابعي تحركات الحشرات والمفصليات ولمحبي الزراعة والعناية بالنباتات كما نوفر لكم من خلال سوق تو زوو الالكتروني الكبير عرض سلعكم بالمجان وبعد ذلك كله تستريحون في استراحة الهواة متمنين لكم طيب الاقامة لدينا


تابعنا على تويتر تابعونا على فيسبوك العضو المميز
تحميل تطبيق توزوو على Ios تحميل تطبيق توزوو على Android

اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك كل جديد


العودة   منتديات تو زوو > :::: منتدى هواة الحيوانات :::: > قسم هواة القطط

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
قديم 06-09-2007, 08:51 AM   #1
mooza
هاوي
 
الصورة الرمزية mooza






Talking ( تكالب القطط ) قصة من الأدب القططي

--------------------------------------------------------------------------------

عندما يضيقُ بكَ الزمانُ والمكانْ ويصيبكَ من الحياةِ مللْ،وعندما تنهالُ عليكَ الأحزانُ كحممِ البركانْ فتعجزُ الأسبابُ وتتخلى عنك الحِيَل، عندها أَنْشِئْ لنفسكِ عوالم من خيالْ.. تأخذكَ بعيدا وتنسى معها كل أمرٍ جللْ، وعندها ليس لأحد عليك حق السؤالْ إنْ أنت خرْقَنْةَ العادي أو طويت المحالْ عجينةً في يدكْ،ليس لأحد حق السؤال إن أنت كلّمت الحيوان وأسمعت من به صممْ، أو غيرت شكل الكتابة فجعلت الهوامش أمتانْ وألغيت الترقيم بين الجمل،ليس لأحد حق السؤال فهذا عالمك وأنت سيده وهذه مملكتك،قصـتك،وأنت بارئها، انت الضحية فيها وأنت البطل.

عوالم قصصية
قصة من الأدب القططي : بعنوان


( تكالب القطط )
size]
أحداث هذه القصة وقعت بالفعل في" حارة كَرْمُوشْ" القريبة جدا من حارة النَّوَرْ المعروفة في الأعوام من ألفين وأربعمائة وخشبة وحتى عام ألفين وأربعمائة وعشر خشبات، ولما لهذه القصة من أحداث مأساوية ونهاية دموية فقد لقيت صدى كبيرا في الشارع القططي و كتب عنها الكثير الكثير من قريب وبعيـد، وتعددت الروايات، وإليكم الآن القصة كاملة كما روتها الجدة نوفــة(1) باعتبارها الأقرب إلى الحدث.

عندما أيقن علاءْ أنه لن يستطيع الإنجابَ من سمرْ- خطيبتهْ- أو حتى من غيرها صـُدِمَ واكتئبْ وأصابهُ إحباطٌ شديدْ جعلهُ يُقفلُ دُكانهْ ويلزمُ البيتْ شهوراً طِوالْ " لماذا أعملْ. ولمنْ. وبأيِّ نفـْسٍ ألاقي الناسَ والأطفالْ وما تركهُ لي أبي يضمنُ ليَ العيشَ في يُسْرٍ وسعـةْ لمَ أصلاً كلّ هذا العناءْ وكل شيءٍ بالنسبةِ لي قد انتهى". هكذا كان يُحدِّثُ نفسهُ دوما ويتساءلْ " هلْ لو أني تزوجتُ رُبما قبل خمسة عشرَ عام ْ هل كان سيحدثُ لي ما حدثْ.؟! يلومُ نفسهُ مرةً ويلومُ أباهْ وكثيراً كثيراً ما كان يلعن الزمنْ وفي
إحدى الليالي بينما هوَ ساهرٌ كعادتهْ سمعَ صوتَ خَرْبشةٍ على البابْ تبعهُ مواءُ قطـطْ ، فـَتحَ البابْ ثلاثُ قططٍ صغيراتْ ترتجفُ من البردْ، استغربَ الأمرْ ونظرَ حولهُ قطةٌ كبيرةٌ ترمُقهُ بنظراتْ وبحزنٍ شديدْ تنظرُ إلى القططْ ثم ذهبتْ. لمْ يكن يحب القططَ كثيراً لكنهُ مع هذا الطقسْ لم يجد بُدّاً من إدخالها "سأضعُها في البرندة ْ وأقفلُ عليها البابْ وفي الصباحْ سأرجعها مكانها فربما تأخذها أمها ، لكنهُ لم يتذكر كلامهُ هذا إلا بعدَ ثلاثةِ أيامْ وقدْ ماتتْ من الجوع ِ والعطشْ، وبالحالْ فتحَ البرندةْ وأحضر لها الطعامَ والماءْ فشبعتْ وارتوتْ، لكنهُ وعند خروجهْ نسيَ البابَ مفتوحاً فتبعتهُ القططْ، شاوحَ بيدهِ عليها فهربتْ وتفرقتْ وما أنْ أدارَ وجْههْ حتى تبعتهُ مجدداً، شاوحَ بيدهِ مراتٍ ومراتْ وفي كلّ مرةٍ كانتْ تتبعهْ وبنفس الترتيبْ؛ يميناً الشقراءْ البيضاءُ في الوسطْ يليها الرقطاءْ والتي يبدو عليها أنها الأصغرْ، ومع إصرارها العجيبَ هذا يبدو أنّ الأمرَ أعجبهْ؛ فراحَ يُكثرُ من التحركْ والوقوفْ؛ خطوتان إلى اليمينْ ثلاثٌ إلى الشمالْ وينظرُ خلفهُ بابتسامْ فيجدها تتبعهْ.. يرجعُ إلى الخلفْ فتفزعُ وتهربْ لكنها أيضا تعود وتتبعه،ْ يركضْ ويتنـقـّـلُ بين الغرف؛ من النوْمْ إلى الصالونْ فالصُّفرةْ ثم المطبخْ ويختبأ خلفَ البابْ فتجدُهْ أيضاً.. يركضُ أسرع فأسرعْ ويختبأ خلف الكنبةْ لكنها عندما تأخرتْ قليلا ظن أنها أضاعته وأنه انتصر عليها أخيراً فجلسَ ليرتاحْ وما أنْ جلسْ حتى انقضتْ عليه، واحدةْ تتعربشُ على قدميهْ وأخرى تمسحُ جسدها في بطنهْ وثالثةْ تلعقهْ . أحبها كثيراً كثيراً وتعلق بها كما تعلقتْ هيَ بهْ، مَـلـئتْ عليه حياتهْ وفراغ بيتهْ؛ فكان يلاعبها، يُحضر لها علب السردين والتونهْ من دكانهْ ويصحبها في نزهاتْ، عاملها فعلا كبناتهْ؛ فكان يروي لهن قصصا عند النومْ يُحمّيهن ويسرّحُ شعرهنْ بل حتى أنه إنتقى لهن أسماءْ.(2)
فَلُتَ عِيَارْ سَمَرْ. وأصبحتْ تُكثرُ الخروجَ من البيتْ وتقابل الشّبّانْ ولم تترددْ أبدا في أن تقفز من الشباكْ أو تتعربشَ من فوق السطحْ على شجر الجيرانْ محاولة الخروج . علاء المسكينْ لم ينتبهْ للأمرْ وعندما أخبروهْ قال باستهزاءْ " إنهن مجرد فتياتٍ صغيراتْ، أستغربُ فعلا كيف تفكرون، هنّ فعلا صغيراتْ فهو لم يرى أيّ انتفاخٍ في صدورهنْ أو أي فَتَلانٍ هنا وهناكْ، لكنهُ وعندما كثُرَ الكلامْ يبدو أنهُ لم يصلْهُ من طراطيشهْ ما يجعلهُ يتيقّظُ وينتبهْ لتصرفاتِ سمرْ؛ فهو مثلا لم يتْبعها مرةً ليعرفَ أين تذهب وتختفي أو حتى يمنعها من الخروجْ وهو أيضا لم يوبخها مرةً لتأخّرِها المستمرْ. على الأغلبْ. على الأغلبْ وكما أعتقدْ أنهُ لم يُرِدْ أن يفتِّحَ أعينهن على مثل هذه المواضيعْ فيُفسدَ أخلاقهنْ خاصةً إذا ما تبينْ أنّ كل ما قيل كان مجرد أوهامْ.. اشاعاتْ تسعى للنيلِ من سمعتهْ وسمعة فتياتهْ.. أجمل فتيات الحي .

وَقَعَ المحظورْ. وهربتْ سمرْ مع ذلك القطِّ المُرقّطْ من حارةِ النّوَرْ والذي يبدو عليهِ وكأنهُ قد ضُرِبَ ألْفَ موسْ، علاءُ المسكينْ لم يحتمل الخبرْ وبكى دماً نادماً على تجاهلهِ للموضوعْ، ثم أَقْسمَ بعدها ألا يُدخلَ قطاً غريباً إلى البيتْ لأيِّ سببْ بلْ حتى لو كان ابن وزيرْ، ثم راح يلعنْ سَلْسَفيلَ ذلك اليومْ الذي أدخلهُ فيهْ. وكانَ كلما تذكرها أو الْتَـقَتْ عيناهُ صوَرها التي غطتْ الجدرانْ، احْمَرَّ وجههْ. فاضَ الدّمُ في عروقهْ. فراحَ يسبُّ ويلعنْ وتارةً يبكي.. وفي احدى تلك المراتْ حملَ سكيناً وتوجّهَ مباشرةً إلى حارة النورْ عازماً النيّةْ وحالفاً ألفَ يمينْ على ألا يخرجَ منها إلا وقد غَسَلَ عارهُ بيده فيا قاتلْ يا مقتولْ، ومنادياً على ذلك القطْ بأنْ يخرجْ ويُريهِ وجههْ لو كانَ فعلا قطاً رجلاً وفتوةْ كما يزعم ويدّعي. لكنهُ وعندما أحاطتْهُ بعضُ القططْ وهمّتْ بالانقضاضِ عليهْ خانتْهُ شجاعتهْ فهربْ.. لا بل أسعفهُ جبنهْ فلوْ بَقِي لنتّفوهُ تنتيفْ.

كلّ ذلكْ جعلهُ لا يترددُ أبداً في تزويجِ ابنتهِ ياسمينْ من أوّلِ طارقِ بابْ، لكنهُ وعندما عَلِمَ أنها تذهبُ إلى حارةِ النّوَرْ لتُقابلَ أختها هناكْ.. تنطَّطّتْ كل سعادين الدنيا في وجههْ ورَكِبَهُ ألْفُ عِفريتْ؛ فتارةً يتخيّلُ شكْلها وقد أطاحوها الأرضْ واعتدوا عليها لتصبحَ مِبْراةً لكلّ أقلامهمْ، ومرةً يتخيّلها بثوبِ الزّفافْ وبقربها قطٌّ نوريٌ آخرْ.. لا تليق عليه أبدا بدلةٌ نظيفةٌ وأنيقةْ.
كلّ ذلكْ جعلهُ يصحو من نومهِ فزعاً ليتوجهَ مباشرةً إلى أشهرِ معرضٍ للطيور والحيوانات الأليفةْ قائلا للبائعْ : " أُريدُ قطاً محترماً.أديبا.من عائلةْ وابن ناسْ. يليقُ بنسبي وبمنزلةِ ابنتي الرفيعةْ، وبالحالْ أَحضَرَ لهُ قطا سِياميا جميلا جميلا، فأعجبهُ واشتراهْ ، وعند خروجهْ رأى في قفصٍ قطا مرقطا يُشبهُ تماما القطَّ النوريْ خاطفَ ابنتهْ فأرادَ أن يقتنيهْ. نعم. ليحبسهُ ويعذبهْ.. ينتقمُ منهُ كلما تذكرَ سمرْ، لكنهُ خَشِيَ أن يكون فعلا نوريا لئيما فيكونْ كمنْ أحضرَ الدُّبّ إلى كَرْمِهْ.
تزوّجَ العريسانْ وياليتهما لم يفعلا، فمنَ اليومِ الأوّلْ ابتدأت المشاكلْ وكان صياحُ سمرْ يعلو في كل ليلةٍ ليُسمعَ الجيرانْ،أبعد الجيران. ثم أصبحتْ تُكثرُ الخروجَ كل ليلةٍ ولوقتٍ متأخرْ وعندما مَسَكَها أبوها متلبسةً وهيَ بصحبةِ إحدى الشبابْ جرَّها من شعرها وبدأ بالصياح و الضرب : " أَزَوّجْتُكِ لتفعلي بي كل هذا وتجلبي لي العار؟! فردّتْ عليه في غضب : أزوّجْتَني..هه.. أتحسبهُ عليّ زوجْ.رجلْ ؟! أنت لا تعرفُ شيئا يا أبي.. أنت لا تعرف شيءْ.. إنهُ يا أبي.. إنهُ.إنه ينامُ من المغربْ ولا يفيق إلا بعد العصرْ فقط ليأكلَ ويشربْ، أنت لا تعرف شيء.. أنا مازلت حتى الآنْ ..... فأسْكَتَها أبوها بعد أن فهم أنها مازالت بِكْرا عذراءْ وأنه حتى الآنْ لم يمسسها . وبالحالْ حمله علاء من رقبتهْ ليرجعه إلى المعرض لكنهُ وجد الطريق أقربْ إلى حارة النورْ فرماه هناك – كيدا- ، وما أجملها من هديةْ. وكم سَعِدَ زُعران الحارةْ بهذا الضيْفْ القادم هذا العزيز الغالي؟!، وهي الحارة التي أُشتُهِر رجالها بعشقهم الشديدْ للذكورْ- الفتيان منهم - حتى أنه وجد ميتا بعد ساعةٍ متأثرا بحبِّهمْ .

تزوّجتْ ياسمينْ ممن كانت تحبّ وتهوى وبمباركة أبيها علاءْ، لكنها وبعد ثلاثة أعوامْ لم تستطعْ المسكينةُ الانجابْ فأخذها أبوها إلى أشهرِ طبيبٍ مختصْ وبعد الفحصْ تبينَ أنّ حالتها ميؤسٌ منها وأنها حتى لو سافرت إلى الخارجْ لتتعالجْ فلن تستطيع الانجاب، لكنهُ أبقى في نفسهِ بصيصَ أملْ عندما أخبرهْ أنّ طبيبا بشريا مشهورا سيزورُ قريبا البلادْ ليجرّبَ دواءهُ الجديدْ ويُجري تجاربهُ على بعض القططْ، ولأنك عزيزٌ عليْ - قال الطبيب – سأضع اسم ابنتك على رأس الأسماءْ، ففرحت ياسمين لكنّ علاء رفض الفكرة تماما بل قال باستياء: ابنتي أنا قطة تجارب ؟! مستحيل.أبدا. على جثتي .فاليبحثو لهم على قطة أخرى، لكنْ مع إصرار يا سمينْ وبكائها الدائمْ - والذي لا يَقْدِرُ عليه طبعا - اضطر أخيرا أن يوافقْ، وبدأت التجاربْ والزياراتْ وبعد الزيارة الأولى وأثناء عودتهمْ قابلَ صديقا قديما من أيام الدراسةْ وبصحبتهِ زوجتهُ والأولادْ فتعرّفَ عليهم جميعا وعندما سألهُ صديقهْ عن هذا الذي يحملهُ بيدهْ قال بسذاجةْ "إنها ابنتي الوسطى ياسمين ألم تعرفوها؟! " فضحك الأولادُ عليهْ حتى الزوجانْ لم يستطيعا إخفاءها فأدرك علاء الأمرْ وتابعَ بارتباك " كنتُ أقصدْ أنها قطةُ إبنتي الوسطى ياسمين وليس إبنتي نعمْ فأنا لدي ولدينْ وثلاث بناتْ. نَعَمْ ولدين وثلاث بنات. وكلهم درستهم كليات وجامعات فصدقوه وبعد دقيقتين سلموا عليه وغادروا.
ولّعَتْ معْ علاءْ وكاد الدّخانْ أنْ يخرجَ من أُذنيْهِ وأنفهْ؛ فكيف لهذا الولدِ الساقطِ الهاملْ والذي كان ملطشةَ الأولاد في مدرستهْ أنْ يصبح له إمراة بهذا الجمال وأولاد يخزي العين كل واحد منهم فلقة قمر، وهو علاءْ. علاءُ المثابرْ. علاءْ مضرب الأمثال. مازال حتى الآن يربّي قططا حمقاءَ بلهاء لن تنفعه في شيء. آهٍ ياسخريةَ الأقدارْ، كم أنت ظالمةٌ يا حياة؟! تَمْتَمَ علاءْ ومن شدة غضبهْ أراد أن يرمي ياسمين في إحدى الحاوياتْ، لكنه لَجَمَ غضبه حتى وصل البيت فرماها على إحدى الكنبات ودخل غرفته وكعادته راح يسب ويلعن ويشتم يحدِّثُ نفسهُ يصوتٍ عالٍ " آه ما الذي فعلته بنفسي وحياتي. أين كنت كل هذا الوقت. كل هذه السنين. أين كنت ؟!. كنتُ أُربّي قططْ ، يا حماقتي وخيبتي الثقيلة، تبا لهذه القطط ، تبا لها،0 أنْستني نفسي وحياتي فلم أعْرض نفسي على أي طبيبْ، حتى ذلك الطبيب الذي كنا عنده اليوم لا أعرف كيف لم أعرض نفسي عليه. كيف نسيت ؟! تبا لها من الصبح سأطردها لا اريدها عندي لا أريدها . ولسوء حظهْ سمعته ياسمين والمسكينةْ لم تدري ماذا تفعل؛ هل تبقى في البيت وتنتظرْ حتى يطردها ؟ لا بالحالْ أسرعت إلى حارة النّوَر لتخبرأختها ، وأختها الذكية بدل أن تذهب إلى أبيها لتهدّأ الوضعْ..لا الغبيةْ أخبرت زوجها، وزوجها - كما تعلمون - كان يقف على شعرةْ وينتظرْ مثل هذا التّماسْ بينهما.. مثل ذلك اليوم الذي تطلبُ فيه سمر رأيه و مشورتهْ، وبالحال دقّ على صدرهِ كالنّشامى وبإشارةٍ منهْ كان جيشا كبيرا قد تشكّلْ؛ أوّلهُ عند سمرْ وآخرهُ على أسوار بيت علاءْ، وهناك رأوهُ هائما على وجهه يبكي وينادي : " ياسمــينْ. أين أنتِ يا أبي. أين أنتِ؟. أخفتي مني. خفتي من أبيكِ حبيبكْ. أصدّقتي ما قُلتْ ؟. لا يا ابنتي لا تخافي وارجعي.. أنتنّ كل ما لدي. وعندما رأى علاء النوريَّ وصحبهْ هرع إليه وفي لهث قال: " أرأيت ياسمين. أذهبتْ عندكم؟ هيا أرسل كل أصدقاءك ليبحثوا عنها ويجدوها. هيا ". وعندما رأى أفراد الجيش لَهَفَ علاء على ابنته وكم هو طيبٌ ومسكينْ.. تردّدَ الشرفاء منهم بل انسحبوا فالأمر لا يعدو عن كونه مجرد خلافٍ بسيطْ بين أب وابنتهْ وليس كما أفهمهم .لكنْ ما تبقّى من الجيش لم يكن يكفي ليقتل علاء فقط بل وليرجع فلسطينْ أيضا ، وبضربةِ قطٍّ واحدْ انقضوا عليه جميعا وأكلوه ولم يُبقوا منه إلا قفاه؛ فهي بالنسبة إليهم منطقة مقدسة ممنوعة المساس، وبالحال دفنوها في حاكورة البيت مع أشلائه وعظامهْ0 طبعا بعد أن أحكموا إغلاقها بالأكياس.


( بعد أسبوعين )


عَجِزَتْ سمرْ وياسمينْ ما زالتْ تحاولْ ،أما النوريْ فرغم نوْرَنَتِه وشراستهْ فلمْ يستطع أن يثْقِبَها ثقبا واحدا بأسنانهْ. خسارةْ كل هذه العلب المكدّسةْ من السرديين والتُّونهْ.. خسارةْ أنْ تُتركَ هكذا ونحن نتضوّر من الجوعْ – قالت سمرْ – فأرْدفَ زوجها " بالنسبة لي لا يروقُ لي إلاّ اللحم الطازجْ. تهلّلَ وجهُ سمرْ وقالت "إذنْ فهل ستشتري لنا لحما طازج ؟". أَشْتري. لِمَ أشتري واللحمُ في كل مكان؟! قال النوريْ ثم غابَ ساعةً وعاد حاملا و مُحَمّلا بالأكياسْ. فشمَّرتْ سمرْ وياسمينْ سالَ لُعابها وهجمتا الاثنتين لتفتحا الأكياس. صرخت سمر وأغمي عليها وياسمين استفرغت بعدها صامت شهر وأقسمت أن تصبح نباتية، استغرب النوري ونظر بالأكياس فلم يرى لا أشباحا ولا عفاريت إنه العشاء،خساره أن تذهب عليهما هذه الوجبة الشهية من الجرذان والصراصير، قد إنتقيتها بعناء لا ضير سآكلها أنا


( بعد 10 أيام )

على مضض ولأن الجوع كافر خرجت سمر مع زوجها ليعلمها اصطياد الجرذان. ولكن وبعد تدريب طويل وتجارب عديدة قام بها زوجها.. هربت سمر من أول تجربة ومن فأر صغير وبدا الأمر وكأنه هو من يطاردها،وليس هي.

( بعد خمسة أيام )
الأخوات الثلاث.في إحدى الحاويات.يتقاتلنْ على قطعة عظم. لتحظى بها سمرْ ثم تعود المسكينة وتدعو أختاها ليشاركاها الطعام الدسم. كم هي طيبة حنونة.

( بعد يومان )

على الطريق يفترشن الأرضْ ويتحدثن بأسى. \\عفوا احذف \\
على الطريق تفترش الأرض وتتحدث بأسى وأيديها على خدودها أو تراها تعضها ندما(3):

* آه يا أختي لو تعلمين كم أنا نادمة ويائسة لو كنت أعلم أنه سيطردنا ويرمينا رمية الكلاب هذه ما تزوجته أبدا ولا رضيت فيه. أنا السبب في كل هذا نعم. يا ليتني سمعت كلامك يا أبي يا ليتني.
- لا تلومي نفسك يا أختي هكذا وتحرقي دمك. فأنا السبب نعم أنا. أنا لو لم أتعجل قليلا وأخبركم بما سمعته من أبي ساعتها في تلك الليلة المشئومة لما حصل ما حصل. لو أني تريثت قليلا.لو أني.
* لقد تجاهلنا كل أفعاله نسينا أنه أبونا من علمنا وربانا وحاسبناه على كلمة قالها في نوبة غضب.
- كنت أعلم أنني لو انتظرت حتى الصباح لوجدته قد أعد لي فطوري و حليبي ثم صالحني بنزهة أو شوكولاه. رحمه الله كان قد وعدني بكمبيوتر.رحمه الله.
* آه يا أختي
- آه يا أختي
عندها أخرجت أختهما الصغرى والتي لم يعرف لها اسم حتى الآن أو أي دور في هذه القصة سوى في نون النسوة والتي تبين فيما بعد أنها كانت خرساء0 أخرجت من صدرها صورة أبيها وعندما رأتها أختاها ضمتاها وبدأت بما لا ينتهي من البكاء.
.................................................. .................................................. ...
الملاحظات والاختلاف في الروايات

* لم يعرف حتى الآن اسم للقطة الصغرى أخت سمر ولا حتى في أي رواية بل حتى أن بعض الروايات أهملت ذكرها تماما وأوردت أنها قطتان تلك التي رباها علاء وليس ثلاث.
* يقال ان زوج ياسمين والذي كان اسمه ماهر كما ورد في رواية الصحفية هبة سافر إلى الخليج بعد أن هجر ياسمين زوجته لأنها وبعد ثلاث سنوات لم تنجب له أية أولاد. وهناك في الخليج تزوج من فليبينية كانت تعمل مربية أطفال وتقبض بالدولار لكنه طلقها بعد أن طردت من العمل.
* في مقابلة أجرتها إذاعة " بِسْ بِسْ سي" ويقال أيضا " راديو وتلفزيون القطط " مع أم وائل- القط السيامي الذي تزوج ياسمين- قالت بعد أن دعت على علاء دعوات فظيعة وتشمتت من الطريقة التي مات بها، قالت: " إن ما حصل مع علاء نتيجة طبيعية ونهاية حتمية لكل متجبر ظالم فالله لا يرمي طوبا ولا حجارة والجزاء من جنس العمل فما ذنب ابني ضناي الوحيد طفلي المدلل أن يرميه إلى زعران النور ليموت بتلك الطريقة البشعة، أليس في قلبه رحمة، أقلبه حجر؟! لقد دعوت عليه في ليلة القدر أن ينتقم الله منه ويموت بنفس الطريقة وفي ليلة ليس فيها ضوء قمر.فاستجاب الله لدعاي.
* المرة الوحيدة التي ذكر فيها اسم القط النوري- صهر علاء – كانت في رواية الصحفية والقاصة رقيـّة حيث كان اسمه "هاني" / غريب كل هذه الشراسة والفتوة واسمه هاني/. ليس غريبا على رقية فهي دائما تغالي ويبالغ في تحقيقاتها الصحفية فهي مثلا نسبت إلى قومها القطط انهم هم من وجدوا "ماوْكلي " فتى الأدغال واعتنوا به وربوه. اقول لك لا يا سيدتي خطأ. الفئران هم من ربوه وتبنوه.كما هو معروف.وليس القطط.
* وأختنا رقية أيضا هي الوحيدة التي وقفت في صف القطط؛ فعلاء دوما متجبر ظالم ليس في قلبه رحمة وهذي هي طبيعة كل البشر. أما النوري هاني فقد كان قطا مسكينا أليفا وودودا؛ الفئران تأكل عشاءه.كما أنها ادعت أن علاء كان يفعل أشياء مريبة لبناته القطط، أشياء يخجل المرء على ذكرها. وأن أفعاله هذه هي السبب في هروب سمر من بيتها مع هاني وأن هذا السبب نفسه هو الذي حدا بهاني أن يشكل جيشا كبيرا من القطط لمحاربة علاء الحقير السافل وينتقم لبنات جنسه./ تبين فيما بعد أن الصحفية رقية لم تتكلم بهذه الحمية عن النور دفاعا عن أخوالها. لا... أبدا تكلمت بهذه الحمية فقط للأمانة العلمية فطبيعة عملها تقتضي ذلك/ في الحقيقة أنا صدقتها..هههه.
* لا أعرف إن كان الأمر جديا وصحيحا أم أنها مجرد مزحة، فقد جاءني في البريد الالكتروني ومن شخص مجهول أن كل ما كتبت بالفعل كان صحيحا لكن القصة لم تنتهي عند هذا الحد فموت علاء وطرد سمر وياسمين من بيتهما ليست هي النهاية الدموية والمأساوية التي ألهبت المشاعرفكانت حديث الشارع والإعلام ، لذلك هنالك نهاية أو بالأحرى قصة أخرى.

....................................../الهوامش /.................................................. .....
1)- الجدة نوفة هي قطة أم الخير مربية علاء والتي كانت على اطلاع على كل ما يحدث في البيت كما كانت تسمع تحليل أم الخير وهي تنقل أخبار البيت لزوجها، حتى قتلها النوَر لأنها رفضت أن تُخَدّمَ على النوَر الغجر أولاد الشوارع – على حد قولها -.
2)- هنا بعد أن أصبح علاء يعامل القطط مثل بناته كان لزاما علينا أن نعاملها أيضا – نَحَويا- وكأنها عاقل لذلك قلنا " لهن " بدل لها وقلنا أيضا " يحمّيهن " و" شعرهن " بدل يحميها وشعرها.
3)- هنا وبعد أن طُرِدت القطط ( الأخوات) وأصبحت مشردة في الشارع - كباقي القطط -، هنا كان لابد بنا أن نجردها ونسحب منها صفة العاقل التي حملتها سابقا، هذا عدا عن أنها شاركت في موت أبيها وقتله ولو ضمنيا فهي ورغم أنها كانت مستاءة جدا إلا أنها لم تمانع، وحسب قانون الأحوال المدنية القططي المتعلق بالورث والتركة فقرة "ب" فانها لايحق لها أن ترث أي شيء من تركة أبيها علاء ولا حتى جنسيته أو صفته البشرية وما يندرج تحتها مثل صفة العاقل لذا فهي شرعا غير عاقل وتعامل من الآن فصاعدا بصيغة المفرد المؤنث. ولذلك قلنا " تفترش الأرض بدل يفترشن".
mooza غير متصل  
قديم 06-09-2007, 10:03 AM   #2
هاوية الكروان
هاوي متميز
 
الصورة الرمزية هاوية الكروان







رد: ( تكالب القطط ) قصة من الأدب القططي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mooza مشاهدة المشاركة
--------------------------------------------------------------------------------

صرخت سمر وأغمي عليها وياسمين استفرغت بعدها صامت شهر وأقسمت أن تصبح نباتية.
بناته = قطاوه !!


شنو يوديها طبيب عشان اهي عاقر !؟!؟!؟ ليش اهي انسان بالله !
وتصووم شهـر
وتنحاش من البيت من ورا ابوها
وتواعد قطوو

مع احترامـي لج لكــن القصـة خياليــه والاكثر من هذا انها تافهــا بالمـــــــــررررة
__________________


البيض بالبقسماط " شرح بالصــــور "





هاوية الكروان غير متصل  
قديم 06-09-2007, 10:07 AM   #3
مايا
هاوي متميز
 
الصورة الرمزية مايا






رد: ( تكالب القطط ) قصة من الأدب القططي

ايه معك حق يا هاوي الكروان

شي غريب
مايا غير متصل  
موضوع مغلق

Bookmarks


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

 

جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:36 AM.

الإدارة غير مسئولة عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء
فعلى كل شخص تحمل المسئولية تجاه مايقوم به من بيع أو شراء أو اتفاق أو اعطاء معلومات
 
 
 

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
الحقوق محفوظة لمنتديات تو زوو