حبيت اضيف لكم قصة واحد صاد هر بري بالكويت :
بقلم : نعمان علي بسام علي طاهر خلف اليافاوي
----------------------------------------------------------
خلال زيارتي الأخيرة إلى دولة الكويت في أواخر شهر ديسمبر 2006 وأوائل شهر يناير 2007 ، قمت بعدة زيارات علمية إلى حديقة حيوانات الكويت بالعُمرية ، على طريق المطار ، في الأيام التالية : يوم الجُمعة 29.12.2006 (يوم الوقوف على جبل عرفات) ، ويوم الإثنين 01.01.2007 (ثالث أيام عيد الأضحى المُبارك ورأس السنة الميلادية) ، ويوم الثلاثاء 02.01.2007 ، ويوم السبت 06.01.2007 .
وتبلغ مساحة حديقة الحيوان 180.000 متر مُربع ، وقد تم إفتتاحها لأول مرة في ربيع عام 1968 ، وكانت تابعة حينئذ إلى وزارة الأشغال العامة ؛ وفي العام 1983 أصبحت حديقة الحيوان تابعة إلى الهيئة العامة لشئون الزراعة والثروة السمكية . وبعد الغزو العِراقي للكويت ، بقيت القليل من الحيوانات حية في حديقة الحيوان . وقد تم إفتتاحها من جديد في فبراير 1993 ؛ ثم تم تحديثها وإعادة إفتتاحها بحلتها الجديدة في 20 فبراير 2002 . وتحوي حديقة الحيوان ، حسب آخر الإحصاءات الرسمية ، 195 نوعاً مُختلفاً من الحيوانات مُقسمة كالآتي : 62 نوعاً من الثدييات ، 113 نوعاً من الطيور ، 17 نوعاً من الزواحف ، 3 أنواع من المفصليات ؛ ويبلغ العدد الإجمالي لحيوانات الحديقة حوالي 1850 حيواناً . وتبلغ أسعار تذاكر الدخول 500 فِلس لزوار الفترة النهارية ، و250 فِلس لزوار الفترة الليلية ، والدخول مجاناً للأطفال تحت عمر السنتين .
وقد قابلت خلال زياراتي المُتعددة لحديقة الحيوان العديد من المسؤولين والإداريين والعاملين ، والذين أبدوا الكثير من التعاون معي وسهلوا أمور زياراتي ودراساتي لحيوانات الحديقة ، وأخص بالذكر رئيس قسم المجموعة الحيوانية المُهندس جاسم محمد علي بوفتين ، والذي زودني بالكثير من المعلومات القيمة حول حديقة الحيوان وحيواناتها.
وقد أخبرني المُهندس جاسم بوفتين عن قصة السيد "حمود" ، والذي جاء إلى حديقة الحيوان يوم الإثنين 2 أكتوبر 2006 جالباً معه قطاً برياً اصطاده من بر الكويت ، من أجل بيعه إلى حديقة الحيوان بسعر أربعين ديناراً كويتياً. وقد رفضت مُديرة حديقة الحيوان السيدة نبيلة العلي شراء هذا القط البري الذكر ، مُعللة بعدم وجود الأنثى معه !. وقد قام المُهندس جاسم بوفتين بتصوير هذا القط البري داخل قفصه الصغير بواسطة الكاميرا الموجودة بهاتفه النقال ؛ وقد زودني مشكوراً بنسخة من الصورتين المُلتقطتين .
وقد تبين لي من خلال فحص الصورتين أن هذا القط البري ما هو إلا هِر الرمال العربي النادر الوجود . وقد أهتممت بهذا الموضوع كثيراً ، وأردت معلوماتٍ أكثر ؛ فقام الأخ جاسم بوفتين مشكوراً بتزويدي برقم هاتف صائد القط البري السيد "حمود" ، لأتابع بقية الموضوع معه . وبعد رُجوعي إلى محل إقامتي الحالية في الشارقة بدولة الإمارات العربية المُتحدة.
قمت يوم الأحد 21.01.2007 بالإتصال بالسيد حمود حطاب حمود الرشيدي في الكويت ، وقد قام بإخباري بكافة التفاصيل الدقيقة المُتعلقة بصيد "القطو البري" (القط البري) حياً . حيث ذكر لي أنه في حوالي الساعة 2.00 صباحاً من يوم الإثنين 2 أكتوبر 2006 ، وأثناء وجوده في رحلة بالسيارة مع "الربع" (الأصدقاء) في بر صحراء الكويت قرب الحدود العراقية ، رأوا فجأة عيون تلمع في الظلام ، وهي تعكس مصابيح السيارة ، ورأوا حيواناً يمشي ، ثم توقف هذا الحيوان فجأة عن الحركة ، وأعتقدوا في البداية أنه "حِصني" (ثعلب) أو كلب ، فأوقفوا السيارة بجانبه ، ونزل منها السيد حمود الرشيدي مُسرعاً ، ورأى أمامهُ قطاً برياً ، وكان القط مُتسمراً في مكانهِ ، ولم يحاول الهرب ، ومُحاولاً "الهجوم" للدفاع عن نفسه ، وكان "ينفخ" (يُصدر صوتاً تهديدياً ويُكشر عن أنيابه) و"يشمخ" (يقف وقفة القط التهديدية) ، فرمى السيد حمود الرشيدي نفسه على القط البري مُحاولاً إمساكه ، فأمسكهُ بسُهولة .
ثم أخذوه ونقلوه معهم في السيارة ، وبعد ذلك وضعوه في قفص صغير . وقرر السيد حمود بيعه إلى حديقة الحيوان، من أجل أن يتم عرضه كواحد من حيوانات البيئة الكويتية ، رغم إعتقاده بأن هذا القط البري قد دخل الأراضي الكويتية قادماً من العراق ؛ وبالفعل توجه السيد حمود إلى حديقة الحيوان بالعُمرية ، وعرضه على المسؤولين هناك ، وتم إخباره بأنهم سيشتروه منه لو أحضر الأنثى ! فرجع إلى بيته خائباً ، ووضع القفص وبداخله هِر الرمال خارج البيت بمكان تصلهُ أشعة الشمس ، مع وجود الظِل ، ووضع على أرضية القفص الرمل والتربة ، كي تشابه بيئته الطبيعية ، وقدم لهُ لحماً نيئاً وعِظاماً وماءاً ، وقد كان جائعاً ، وكان يأكل جيداً حتى أنه كان يأكل العِظام ، ولكنه كان يأكل عندما يكون لوحده ، وبدون أن يُراقبه أحد .
وبعد ذلك قرر السيد حمود الرشيدي بيعه إلى المتحف العِلمي التربوي ، ولكن ذلك لم يتم ، بسبب موت هذا الهر الرملي بعد أربعة أيام من صيده
---------------------------------------------