الهر" السنور" .. نظرة عامة
الهر" السنور" .. نظرة عامة
(شرعية / لغوية / أدبية / طبية / نفسية / سلوكية )
الهر والجمع هررة ، والأنثى هرة . أو السِنـَّور بكسر السين وفتح النون المشددة ، وجمعه سنانير .ـ
حيوان متواضع ألوف خلقه الله تعالى لدفع الفأر ، وكنيته أبو خداش وأبو غزوان وأبو الهيثم وأبو شماخ ، والأنثى أم شماخ . وله أسماء كثيرة .ـ
ومن الطرائف قيل إن أعرابياً صاد سنوراً فلم يعرفه ، فلقاه رجل فقال الرجل للأعرابي : ما هذا السنور ؟ ولقي آخر فقال : ماهذا الهر ؟ ثم لقي آخر فقال : ما هذا القط ؟ ثم لقي آخر فقال : ما هذا الضيون ؟ ثم لقي آخر فقال : ماهذا الخيدع ؟ ثم لقي آخر فقال : ماهذا الخيطل ؟ ثم لقي آخر فقال : ماهذا الدم ؟ فقال الأعرابي : أحمله وأبيعه لعل الله تعالى يجعل لي فيه مالاً كثيراً .. فلما أتى به إلى السوق ، قيل له : بكم هذا ؟ فقال : بمائة ، فقيل له: إنه يساوي نصف درهم ، فرمى به وقال : لعنة الله ، ما أكثر أسماءه وأقل ثمنه !!ـ
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله أن الهرة خلقت من عطست الأسد ، فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لما حمل نوح عليه السلام في السفينة من كل زوجين اثنين ، قال له أصحابه : وكيف نطمئن أو تطمئن مواشينا ومعنا الأسد ؟ . فسلط الله عليه الحمى ، فكانت أول حمى نزلت في الأرض ، فهو لايزال محموماً . ثم شكوا الفأرة ، فقالوا : الفويسقة تفسد علينا طعامنا وشرابنا ومتاعنا ، فأوحى الله تعالى إلى الأسد فعطس فخرجت الهرة منه ، فتخبأت الفأرة منها ) رواه الإمام أحمد في مسنده ، وهو حديث ضعيف لأنه مرسل .ـ
والهر ظريف لطيف يمسح بلعابه وجهه ، وإذا تلطخ شيء من بدنه نظفه ، وهو في آخر الشتاء تهيج شهوته ، فيتألم ألماً شديداً من لذع مادة النطفة فلا يزال يصيح حتى يلقي تلك المادة .ـ
وإذا جاعت الأنثى أكلت أولادها ، وقيل : إنها تفعل ذلك لشدة محبتها لهم وأنشد الجاحظ أو الحميري يقول :ـ
جاءت مع الاشفين في هودج # تزجى إلى النصرة أجنادها
كـــأنــها فـــي فعلــــها هـــرة # تــــريد أن تــــأكل أولادها
وإذا بال الهر ستر بوله حتى لا يشم رائحته الفأر فيهرب ، فيشمه أولاً فإذا وجد رائحته شديدة غطاه بحيث يواري الرائحة والجرم ، وإلا اكتفى بأيسر التغطية . وقيل : أن الله ألهم الهر ذلك ؛ ليتنبه قاضي الحاجة من البشر فيغطي ما يخرج منه .ـ
وإذا ألف الهر منزلاً منع غيره من الهررة الدخول إلى ذلك المنزل ، وحاربه أشد محاربه وهو من جنسه ، علماً منه بأن أربابه ربما استحسنوه وقدموه عليه ، أو شاركوا بينه وبينه في المطعم . وإن أخذ الهر شيئاً مما يخزنه أصحاب المنزل عنه هرب علماً منه بما يناله منهم من الضرب . وإذا طردوه تملقهم وتمسح بهم علماً منه بأن التملق يخلصه ويحصل له العفو والإحسان - وهذا من ذكاء الهر فسبحان من خلقه - .ـ
وقد جعل الله تعالى في قلب الفيل الفرق منه ، فهو إذا رأى هراً هرب . وحكي أن جماعة من أهل الهند هزموا بذلك .ـ
والهر أو السنور ثلاث أنواع : أهلي ووحشي وسنور الزباد ، وكل من الأهلي والوحشي له نفس غضوبة يفترس ويأكل اللحم الحي ويناسب الإنسان في أمور : منها أنه يعطس ويتثاءب ويتمطى ويتناول الشيء بيده . وتحمل الأنثى في السنة مرتين ومدة حملها خمسون يوماً . والوحشي حجمه أكبر من حجم الأهلي .ـ
وأما سنور الزباد فهو كالسنور الأهلي لكنه أطول منه ذنباً وأكبر جثة ووبره إلى السواد أميل وربما كان أنمر ويجلب من بلاد الهند والسند ويتميز سنور الزباد بنمو غدد عطرية في ابطيه وفي باطن أفخاذه وباطن ذنبه وحوالي دبره فيؤخذ من هذه الأماكن بملعقة صغيرة أو بدرهم رقيق فيصنع منه الطيب ... وهذه صورته :ـ
ومما ورد في السنة من ذكر الهرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بها فقال : ( دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض ) . وقالت عائشة رضي الله عنها : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم تمر به الهرة فيصفي لها الإناء فتشرب ، ثم يتوضأ بفضلها ) . وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يشرب قائماً فقال صلى الله عليه وسلم : ( قه أيسرك أن يشرب معك الهر ) قال: لا . قال : ( فقد شرب معك الشيطان ) . ومما ورد أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الهرة لا تقطع الصلاة إنما هي من متاع البيت ) .ـ
ومن قصص الهر والقضاء .. قال الشافعي : اختصم رجلان إلى بعض القضاة في هرة ادعى كل منهما أنها له وأن عنده أولادها ، فحكم القاضي أن توسط بين داريهما ثم ترسل فأي دار دخلت فهي لصاحبها . قال الشافعي : فانجفل الناس وانجفلت معهم ، فلم تدخل دار واحد منهما . قال الشافعي : فبطل قضاؤه .ـ
وقال مجاهد : جاء رجل إلى شريح القاضي يخاصم آخر في سنور فقال : بينتك ؟ قال : ما أجد بينة في سنور ولدته أمه عندنا . فقال شريح : اذهبا به إلى أمه فإن استقرت واستمرت ودرت ، فهو سنورك ، وإن هي اقشعرت وازبأرت وهربت فليست بسنورك .ـ
وحكم أكل القط لا يجوز على الصحيح ، وهو حيوان طاهر لحديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( الهرة ليست بنجسة إنما هي من الطوافين عليكم والطوافات ) .ـ
واختلف في حكم بيعه وفي حل ثمنه على قولين : الجواز والتحريم ؛ فأما المجيزون فاحتجوا بأنه طاهر منتفع به ووجد فيه جميع شروط البيع ، فجاز بيعه كالحمار والبغل . وأما من قال بالتحريم فاستدلوا بحديث ابن الزبير قال : سألت جابراً رضي الله عنه عن ثمن الكلب والسنور ، فقال : نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك . وهو حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه .ـ
وحكم قتل الهرة فيه تفصيل ؛ فإذا كانت الهرة ضارية بالإفساد فقتلها إنسان في حال إفسادها دفعاً جاز ولا ضمان عليه ، كقتل الصائل دفعاً ، وينبغي تقييد ذلك بما إذا لم تكن حاملاً ؛ لأن في قتل الحامل قتل لأولادها ، ولم يتحقق منهم جناية .ـ
وأما قتلها في غير حالة الإفساد ، ففيه وجهان : أصحهما عدم الجواز ويضمنها .ـ
وقد ورد ذكر الهر أو السنور في أمثال العرب ، فقالوا : " أبر من هرة " أرادوا بذلك أنها تأكل أولادها من شدة الحب لهم ، قال الشاعر :ـ
أما ترى الدهرَ وهذا الورى # كــهرة ٍ تــــأكل ُ أولادَهـــــا
وقالوا : " فلان لا يعرف هر من بر " يعني لا يعرف الهر من الفأر أو قيل : لا يعرف من يكرهه ممن يبره .ـ
وقالوا : " أثقف من سنور " والثقف الأخذ بسرعة يعني سريع الاختطاف .ـ
وقالوا : " كأنه سنور عبدالله " يضرب لمن لا يزيد سناً إلا زاد نقصاناً وجهلاً . وليس المراد هراً معيناً ، بل كل هر قيمته في صغره أكثر منها في كبره .. لذلك يقول الفرزدق :ـ
رأيت الناسَ يزدادون يومـاً # فيوماً في الجميل ِ وأنتَ تنقص ُ ـ
كمثل ِ الهرِّ في صغر ٍ يغالى # به حتى إذا ما شبَّ يرخــــــص ُ ـ
وللهرة قصص مع الصالحين والأعلام حتى أن بعضهم رثى هرة ً له قد قتلت في قصيدة عددها خمسة وستون بيتاً ، سنأتي على ذكر بعضها في رسائل قادمة ؛) إن شاء الله ..ـ
والهرة في المنام يعبر بأنه خادم حافظ ، فإن خطف شيئاً فهو لص الدار ، وخدشه وعضه خيانة الخادم ، وقال ابن سيرين : عض الهر مرض سنة ، وكذلك خدشه ، والهر إذا لم يكن يأمو فهو سنة فيها راحة لمن رآه ، والهر الوحشي سنة فيها تعب ونصب ، ومن باع هرة فإنه ينفق ماله ، وقالت اليهود : الهر يعبر بالغمازين واللصوص لأن فيها المنفعة والمضرة .ـ
وقال أرطاميدورس : الهر في المنام امرأة خداعة صخابة ، وعض الهر مرض في تلك السنة .ـ
ومن الرؤيا المعبرة أن ابن سيرين أتته امرأة فقالت : رأيت كأن سنوراً أدخل رأسه في بطن زوجي فأخذ منه قطعة ، فقال ابن سيرين : قد سُرق لزوجك ثلثمائة وستة عشر درهماً ، قالت : صدقت فمن أين لك هذا ؟ قال : من هجاء حروفه في الحساب الجمل فالسين ستون والنون خمسون والواو ستة والراء مائتان ، فصار المبلغ ثلثمائة وستة عشر درهماً ، فاتهموا عبداً كان في جوارهم ، فضربوه فأقر بالمال ، ومن رأى كأنه أكل لحم سنور ، فإنه يتعلم السحر والله تعالى أعلم .ـ
وإلى الجزء الثاني من هذا الموضوع ألقااااكم ...ـ
إعداد :ـ
Lolly CaT
من مجموعة عرش القطط
throne_cats
المراجع :ـ
حياة الحيوان الكبرى لكمال الدين الدميري 808هـ
__________________
::
::
::
عجبتُ ممن يشكو الهموم والأحزان ،،
وتعاقب مصائب الدهر والأزمان ،،
ويرجو السعادة .. من الرحمن ،،
وهو يبارزه بالمعاصي والآثام
فيامن وجعت قلبي .. ادخل هنا واعرف كيف تؤتى السعادة !!
----- [FONT="Times New Roman"][SIZE="3"][COLOR="Blue"][B][CENTER]زورونا
الرابط مخالف ..!
التعديل الأخير تم بواسطة : MrLiOn بتاريخ 29-04-2006 الساعة 03:53 PM.
|