اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك كل جديد

~~Egyptian Eagle~~ · 25-07-2013, 04:15 AM

اعضاءنا و زوار نا محبي الخيول العربيه

اقدم لكم هذا الموضوع عن تاريخ احدى اهم و اجمل سلالات الخيول العربيه الاصيله

و هو الخيل العربي المصري

وفي هذا الموضوع سوف نتحدث عن تاريخ الخيل في مصر من عهد الفراعنه و كيف دخلت الى مصر وصولا الى وقتنا الحالي بشكل مختصر

الخيول في عهد الفراعنه

كانت الدوله المصريه القديمه دوله قويه وذات شان عظيم في الزراعه و الفلك و الهندسه و الطب , حيث اهتم الفراعنه بكل هذه العلوم و ابدعوا فيها , ولهم من الاثار التي ما زالت موجوده الى وقتنا هذا
و لكن مع مرور الوقت ضعفت الدوله المصريه القديمه نتيجة للصراعات الداخليه , و كان هذا هو الوقت المناسب لغزو الهكسوس و احتلالهم لمصر وبالاخص شمال مصر حيث الدلتا و الاراضي الخصبه , و من هنا تبدأ القصه...

قصة نشأة الخيول في مصر

دام احتلال الهكسوس لشمال مصر ما يزيد عن 100 عام بسنوات قليله , و طيلة ذلك الوقت كان الفراعنه في الجنوب يحاولون تحرير شمال مصر و اعادتها مره اخرى الا ان كل المعارك التي خاضها ملوك مصر بائت بالفشل الذريع , فظل الفراعنه يبحثون عن اسباب هذا الفشل , وعدم قدرتهم على هزيمة الهكسوس هؤلاء الرعاه الذين لا اصل محدد لهم , على عكس الفراعنه الذين لهم قوة وبأس في القتال , و كانت نتيجة هذا البحث الحثيث و الدراسه المكثفه للهكسوس هي استخدامهم الخيول
نعم الخيول , فقد كانوا فرسانا ماهرين في ركوب الخيل و القتال من فوق ظهورها , و هنا قرر ملوك الفراعنه الاستعانه بالخيول حتى تكون موازين القوه متساويه , و لكن المصريين القدماء ليس فرسانا , و لم يعلموا الكثير عن الخيول , فكانت فكره العجلات الحربيه , و هي عجلات يجرها الخيول يقاتل بها المصريين
وبالفعل نجحت الفكره و استطاع الملك احمس الاول هزيمة الهكسوس و طرهم من مصر , بل و طاردهم ملوك الفراعنه الذي جاءوا بعد احمس الاول في الصحراء حتى تم القضاء عليهم تماما

ومن هنا بدأت الدوله المصريه الحديثه , و بدا معها معرفة المصريين لاهميه هذا الحيوان الجميل , فقام ملوك الفراعنه باستقدام سلالات الخيول النقيه و الغاليه من الشرق ( شبة الجزيره العربيه ) و الاهتمام بها بل وصل الامر بهم ان ملوك الفراعنه كانوا يبنوا اسطبلات ملكيه خاصه بخيول الملوك و الامراء لدرجة ان الفرعون كان يصنع لكل حصان له قناع , وسرج من الذهب الخالص محفور عليه وجه الفرعون
كما استخدم المصريين القدماء الخيول في جر المحاريث الزراعيه و النقل حيث اكشتف المصري القديم قوة الحصان و قدرته العاليه التحمل

و اطلق المصريون القدماء على الخيول اسم "سسم" و هو الاسم الهيروغليفي للحصان , اما الانثى اسمها "سسمت" , ومن هذا الاسم القديم تم اشتقاق اسم "السايس" المعروف في مصر بانه راعي اسطبل الخيل

استمر اهتمام الفراعنه بالخيل و الحرص على انتقاء السلالات النقيه و القويه , وبلغ ذروة الاهتمام بها في عهد رمسيس الثاني حيث كان يختار الخيول القويه فقد كان خيل واحد من خيول رميسيس الثاني يحتاج الى 3 من الخدم الاشداء لكبحه عن طريق مسكها من اللجام
و كان الفراعنه يفضلوا استخدام ذكور الخيل في الحروب و القتال اما الاناث فكانت في الاسطبلات الملكيه للتزاوج و انتاج الخيول القويه
و رمسيس الثاني كان يهتم باصالة الخيول التي يمتلكها و قد سطر بخط يده كلمات تنم عن حبه الشديد للخيل و اعتناءه بها ,و هذا نص مما كتب
لقد حاربت بيدي وتصديت لملايين الشعوب، وقوتي في طيبة ومنف تمثلت في خيولي العظيمة، والتي كانت في يدي عندما كنت وحيدًا في خضم العدو المرتجف، لذلك فإن غذاءهم يقدم لهم أمامي كل يوم بالقصر
استمر اهتمام ملوك الفراعنه بالخيل لاهميتها بالنسبه لهم في حروبهم لتوسيع رقعة الدولة المصريه القديمه
و ذلك عن طريق انتقاء السلالات و تربيتها و تغذيتها و تدريبها تدريبا جيدا لخوض الحروب
و قد ذكر ان نبي الله سليمان عليه السلام كان يستقدم الخيول المصريه الى الشام لنقاء سلالتها و قوتها و جمالها

و مع مرور الزمن , و تعاقب السنوات ظل الاهتمام بالخيول ركنا اساسيا من اهتمامات حكام مصر سواء كانو من البطالمه ام الرومان الذين حكموا مصر بعد انتهاء عهد الفراعنه , لكن الملاحظ انه بعد انتهاء حكم الفراعنه لمصر ضعفت السلاله العربيه المصريه نتيجة اختلاطها بسلالات اخرى قادمه من اوروبا على يد الرومان
واصبح نادرا تواجد خيل مصري اصيل في هذه الفتره
حتى جاء نور الله ليضئ مصر و اهلها في عهد امير المؤمنين الفاروق عمر بن خطاب رضي الله عنه

الفتح الاسلامي لمصر

في عام 20 هجريا الموافق 641 ميلاديا كان الفتح الاسلامي لمصر ليشرق عليها نور الاسلام الذي اضاء ربوع مصر كلها , على يد عمرو بن العاص و انتهت المعارك بسقوط الاسكندريه اخر معاقل الروم و انسحابهم من كل مصر بدون رجعه , وهنا يبدأ فصل جديد من اهم فصول نشأة سلاله الخيول العربيه المصريه
من المعروف حب العرب الشديد للخيل وازداد الاهتمام بها بعد ظهور الاسلام , فقد ذكر الله الخيل في القراءن الكريم , قال تعالى
{وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} (60) سورة الأنفال

فكان اهتمام المسلمين بانتقاء السلالات النقيه و الحفاظ عليها و اكثرها و تحسينها , و من هنا وعند دخول الاسلام لمصر اعجب العرب ببعض انواع الخيول المصريه الاصيله التي هي بالاساس من اصل عربي , فتم التزواج بين الخيول العربيه الجزريه و الخيول المصريه

و ظل الاهتمام قائما بالخيول العربيه في مصر حتى كان عهد الدوله الايوبيه التي حكمت مصر و الشام وذلك لاهمية الخيول الهامه في التصدي للغزوات و الاطماع الخارجيه القادمه من اوربا في ذلك الوقت ,و لم يقف الاهتمام بالخيول فبعد ذهاب الدوله الايوبيه جاء عهد المماليك , وهم ايضا لم يقصروا او يتهاونوا في الاهتمام بالخيول فهي ذات اهميه لفرسان المماليك و رمز لقوة الدوله

وظل الحال هكذا حتى جاء العثمانين ودخلوا مصر , وقل بعد ذلك الاهتمام بالخيول شيئا فشيئا لتطور المعارك وظهور اساليب جديده جعل الاهتمام بالخيول فقط من اجل الاعمال اليوميه الروتينيه كنقل البضائع و الانتقال بين المدن , و هي كلها خيول مختلطه الانساب و اصبح تواجد خيل عربي اصيل في مصر شئيا نادرا
واصبح الاهتمام بالخيل العربي غير مهم بعد دخول الانجليز لمصر

لكن لحظه وسط كل هذا الزخم التاريخي هناك من حافظ على الخيل العربي في مصر و اهتم بنقاء السلاله العربيه في الخيول المصريه انهم قبيلة الطحاوية

قبيلة الطحاويه من بني سليم , موطنهم القديم في الحجاز بالمملكه العربية السعوديه و بعد ترحال طويل استقر بهم المقام في مصر و بالاخص في محافظة الشرقيه و مدنها مثل بلبيس , ابو حماد , كفر صقر
و عرف عن الطحاويه حبهم الشديد لتربية الصقور و الخيل , فهم صقارين ممتازين , وفرسان اشداء
لذا فان خيول الطحاويه هي خيول عربيه اصيله جاءوا بها من نجد , ويهتمون جدا بنقاء سلالة خيولهم لدرجه صاحب الفرس لابد ان يكون متواجدا اثناء ولدتها
وقديما لم يكن الطاحويه يكتبون شهادات نسب لخيولهم , لانهم يحفظون نسبا عن ظهر قلب , من هنا يتضح لنا مدى حبهم الشديد و تعلقهم بالخيول
وبالرغم من اصالة الخيول الطحاويه لم يتم الاعتراف بها دوليا كخيول اصيله وذلك بسبب ان احمد حمزه باشا وهو رجل دوله و وزير انذاك في مصر - ايام الحكم الملكي - كان يمتلك مزرعه للخيول لذلك لم تعترف منظمة منظمة الزراعة المصرية "EAO" باصالة الخيول الطحاويه و تبعا لذلك لم تعترف بها منظمة الخيول العربية العالمية "WAHO" كخيول اصيله , فقط خيول مزرعة احمد حمزه باشا هي المعترف بها
و نظرا لاصالة خيول قبيلة الطحاويه و هذا ما كان يعلمه جيدا احمد حمزه باشا قام بشراء 3 مهرات من قبلية الطحاويه و هي
- الصقلاوية الجدرانية (بنت بركات)
- الشويمة السباحية (فلة)
- الكحيلة الخلاوية (فتنة)
و اصبحت هذه المهرات هي النواه الحقيقه لانتاج الخيول العربيه المصريه المسجله و المعترف بها دوليا

ومع مرور الوقت اصبحت الخيول الطحاويه معترف بها و باصالتها و بنسبها دوليا , ولهم العديد من المزارع و مرابط الخيل في محافظة الشرقيه بجمهورية مصر العربيه , و يمثل انتاجهم اكثر من 80 % من الخيول العربيه المصريه الاصليه

يسمح بالنقل مع ذكر المصدر