كيف تجعل مشاركتك في المنتدى باباً لكسب الحسنات ودخول الجنة؟!
إخواني وأخواتي الكرام أعضاء هذا المنتدى المتميز..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أرجو من الله أن تكونوا جميعاً في أحسن حال وأتم صحة وعافية..
انطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم: (الدال على الخير كفاعله) وقوله: (من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً...) وسن سنة يعني أحيا سنة عن الرسول صلى الله عليها وسلم نساها الناس، فلما فعلها قلده الناس ففعلوها .. يكون بذلك قد أحيا السنة..
تخيلوا أن يكون لهذا الرجل أو هذه المرأة أجر من عمل بهذه السنة ومن قلدهم فعمل بها.. إلى يوم القيامة.. تخيلوا هذا الثواب العظيم..
انطلاقاً من ذلك أرجو منكم جميعاً إخواني أن تسمحوا لي في هذه المشاركة.. أن أستعرض معكم بعض النقاط البسيطة والسهلة التي قد تعيينا جميعاً على نيل رضا الرحمن عز وجل وكسب الحسنات.. ودخول الجنة.. أثناء تصفحنا لهذا المنتدى.. دون أن نضيع وقتاً أو نبذل جهداً.. وأرجو أن تتحملوا إطالتي فوالله ما أردت إلا الخير لي ولكم..
أولاً: استحضار النية الحسنة أثناء وضع مشاركاتك أو ردودك على الإخوة أعضاء المنتدى..
فقد قال صلى الله عليه وسلم: »إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى...« .. قال أهل العلم أن هذا الحديث من أهم الأحاديث التي يدور حولها الدين وقال عنه الشافعي رحمه الله أن فيه ثلث العلم، وبه بدأ الإمام البخاري كتابه صحيح البخاري.. لماذا كل هذا يا إخواني؟.. لأن النية لو صلحت صلح العمل.. وعمل بلا نية لا قيمة له.. فالنية تحول العادة إلى عبادة.. وعدم استحضارها يحول العبادة إلى عادة..
وإليكم يا إخواني بعض هذه النوايا الحسنة التي لو استحضرناها أثناء تصفحنا لهذا المنتدى أصبح عملنا هذا تقرباً إلى الله وكسباً للحسنات وسبباً لدخولنا الجنة:
1 ــ إفادة الناس ونفعهم:
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس«، فأنت عندما تكتب موضوعاً أو تعليقاً تفيد به إخوانك الأعضاء وتنفعهم به.. تصبح من خير الناس بنص الحديث.
2 ــ إعانة الناس وتفريج كرباتهم:
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته«، وقال: »من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة«.. وكلنا مجرب أنه لو حدثت له مشكلة لحوض السمك في بيته أو لطائر يرعاه أو لحيوان يربيه يصيبه الهم والقلق.. وكم تكون سعادته عندما يساعده أحد إخوانه الأعضاء ويوجهه إلى حل مشكلته.. تخيل أنه بحلك لمشكلة أخيك وتفريج كربته هذه يفرج الله عنك كربة من كرب يوم القيامة..
3 ــ إدخال السرور على إخوانك:
ففي الحديث الأول تكملة وهي: »وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم«، فلا شك أن بحلك لمشكلة عضو أو بتعليق جميل مهذب مشجع لمشاركة أعجبتك تدخل بها السرور على قلبه .. بذلك تكون عملت عملاً من أحب الأعمال إلى الله عز وجل.
4 ــ التفكر في بديع صنع الله عز وجل..
أثر عن الصحابي الجليل أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: «تفكر ساعة خير من قيام ليلة» (أي صلاة قيام الليل).. وكان الإمام الغزالي رحمه الله يعتبر التفكر أحد المنجيات العشرة الكبرى وذكر ذلك في كتابه (إحياء علوم الدين)، فلا شك يا إخواني أننا خلال مشاركاتنا في المنتدى يعرض علينا إخواننا الأكارم أعاجيب خلق الله سبحانه وتعالى.. مما يدفعنا ويدعونا إلى التفكر في بديع صنعه سبحانه وتعالى.. استحضر يا أخي ويا أختي هذه النية.. تكن فترة بقائك في المنتدى خير من قيام ليلة..
5 ــ نشر العلم النافع وتعليم الناس الخير..
فقد قال صلى الله عليه وسلم: »إن الله وملائكته وأهل السموات وأهل الأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في الماء ليصلون على معلمي الناس الخير«.. (يصلون يعني يستغفرون) والحديث لم يحدد علماً معيناً إنما ذكر تعليم الخير.. ومعكم أن المقصود من ذلك بالطبع تعلم العلوم الشرعية من عقيدة وفقه وحديث.. لكنه أيضاً يندرج تحته العلوم الدنيوية من طب وهندسة وزراعة وتجارة وكل علم يفيد البشر.. فهذه العلوم كما قال العلماء من (فروض الكفايات) يعني لو قام بها مجموعة من الناس سقطت عن كل الأمة، ولو لم يقم بها أحد أثمت كل الأمة.. فالأمة كلها تأثم لو لم تجد طبيباً يعالجها.. وهكذا. وكل علم يا إخواني يقرب إلى الله سبحانه وتعالى يندرج أيضاً تحت هذه العلوم..
ثانياً: بعض الملاحظات التي يجب أن ينتبه إليها الإخوة أثناء تصفحهم المنتديات:
1 ــ ذكر الله سبحانه وتعالى وتسبيحه..
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن.. سبحان الله وبحمده.. سبحان الله العظيم«.. وقال صلى الله عليه وسلم: »سبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض«..
يا أخي.. اجعل هذه الكلمات على لسانك دائماً وأنت تتصفح المنتدى وترى عجائب خلق الله.. كلما رأيت مشاركة من مشاركات الإخوة الأعضاء فيها شيء غريب .. قل سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.. سبحان الله والحمد لله.. تملأ ميزانك يوم القيامة بالحسنات..
2 ــ إفشاء السلام..
عندما تبدأ مشاركة لك في المنتدى أو تريد الرد على أحد إخوانك أو التعليق على موضوع كتبه اكتب أولاً (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته).. فقد ذكر الحديث الشريف في فضلها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: »لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا.. ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم.. أفشوا السلام بينكم«.. فبإفشاء السلام تزداد المحبة بينك وبين إخوانك.. فدائما ابدأ مشاركتك بالسلام واكتب (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)، اكتبها كاملة.. وإذا وجدت من كتبها كاملة أو غير كاملة رد عليه سلامه بها كاملة.. فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً في المسجد فدخل رجل فقال السلام عليكم، فقال صلى الله عليه وسلم: عشرة (أي عشر حسنات)، ثم دخل آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله فقال: (عشرون)، ثم دخل ثالث: فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقال: (ثلاثون).
تخيل يا أخي كل مشاركة تبدأ فيها بالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحصل على 30 حسنة .. يعني لو عندك 500 مشاركة كل مشاركة تأخذ منها 30 حسنة يكون عندك 15000 حسنة.. وكل من يرد عليك سلامك يأخذ أيضاً الحسنات..
أخي الكريم .. لا تدعها فوالله إنها باب عظيم لكسب الحسنات..
3 ــ التناصح، والرفق في التوجيه..
لو وجدت في أحد الأعضاء عيب معين أزعجك.. أو خلقاً لا يعجبك.. فانصحه برفق ولين (فما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه) بنص الحديث الشريف.. ويمكن أن يكون ذلك في رسالة خاصة ترسلها لهذا الأخ.. وليست على الملأ فهذا أدعى لأن يستجيب.. فقد قال الإمام الشافعي رحمه الله:
تعمدني النصيحة في انفرادي ٭٭٭ وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع ٭٭٭ من التوبيخ لا أرضى استماعه
فإن خالفتني وعصيت قولي ٭٭٭ فلا تحزن إذا لم تعط طاعة
فهذا يا إخواني ما خطر على بالي.. وأردت أن أوصله إلى إخواني عسى أن تستفيد جميعاً منه..
فيا أخي العزيز ويا أختي العزيزة.. لن تخسروا شيئاً أن تقفوا قبل أن تدخلوا إلى المنتدى لمدة نصف دقيقة فقط تستحضروا هذه النوايا وأكثر منها.. وبعد ذلك ادخلوا إلى المنتدى.. فتكون سبباً لكسبكم الحسنات ودخولكم الجنة..
وختاماً .. أعتذر عن إطالتي عليكم .. لكني والله ما أريد إلا الخير لنفسي ولكم.. وألا نضيع أوقاتنا وأعمارنا إلا فيما يفيدنا.. أرجو من الله العلي القدير أن يتقبل ذلك منا.. وأن يغفر لنا خطأنا وعمدنا وجهلنا وتقصيرنا..
هذا يا إخواني.. وما كان فيما ذكرت من خير فمن الله وحده.. وما كان فيه من نقص أو شر أو خطأ فمن نفسي ومن الشيطان.. وأعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون به إلى الجنة.. ويلقى بي في النار..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|