الخيل في القرآن الكريم
قال تعالي :
والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون ([سورة النحل آية: 80].
ويكفي في شرف الخيل أن الله تعالى أقسم بها في كتابه فقال: (والعاديات ضبحاً )وهي خيل الغزو التي تعدو فتصيح أي: تصوت بأجوافها.
لقد مر ذكر الخيل في أكثر من آية من آيات القرآن الكريم كلها ترفع من قدرها على غيرها من الحيوانات الأخرى كما أشارت الى فضل الخيل وتكريمها وارتباطها بصفة الخير وعدها الله من أعظم مخلوقاته تكرَ’ ، وتفر’ ، وتعدو ، وتروح.
ثم قرن عز وجل القوة بالخيل والخيل بالقوة : (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل)
الخيل في الأثر
و فيما كتبه الدميري عن الخيل.
قال ابن رشيق في عمدته في باب منافع الشعر ومضاره أن أبا الطيب المتنبي لما ذهب إلى بلاد فارس ومدح عضد الدولة بن بويه الديلمي وأجزل جائزته رجع من عنده قاصداً بغداد وكان معه جماعة فخرج عليهم قطاع طريق بالقرب من بغداد فلما رأى الغلبة فر هارباً فقال له غلامه: لا يتحدث الناس عنك بالفرار أبداً وأنت القائل:
الخيل والليل والبيداء تعرفني والحرب والضرب والقرطاس والقلم
فكر راجعاً وقاتل حتى قتل فكان سبب قتله هذا البيت.
وقال زكريا بن محمد بن محمود القزويني ( 600 682 ه ) في كتابه عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات : قال محمد بن السائب الكلبي إن الصافنات الجياد التي عرضت على سليمان عليه السلام كانت ألف فرس ورثها من أبيه داود عليه السلام فلما ألهته عن الصلاة حتى توارت بالحجاب عرقبها فوقد عليه قوم من الأزد وكانوا أصهاره فلما فرغوا قالوا: يا نبي الله! أرضنا شاسعة زودنا ما يبلغنا إليها فأعطاهم فرساً من تلك الخيل وقال: إذا نزلتم منزلاً فاحملوا عليه غلاماً واحتطبوا فإنكم لا توورون ( أي: توقدون ) ناركم حتى يأتيكم بطعام، فساروا بالفرس وكانوا إذا نزلوا منزلاً حملوا عليه غلامهم للقنص فلا يفوته شيء من ظبي أو بقر أو حمار إلى أن قدموا إلى بلادهم فسموا ذلك الفرس زاد الراكب وزعموا أن خيل العرب من إنتاجه.
أول الفرسان:
وأول من ركب الخيل إسماعيل عليه السلام ولذلك سميت بالعراب.
الخيل في الشعر
جاء الشعراء ليخلدوا الخيل بأشعارهم ، ويتغنوا بمفاتنها ، ويفخروا بشجاعتها واقدامها .. فوصفوها بأجمل الاوصاف ولم يدعوا عضواً من أعضائها الا وصفوه حتى عرف الكثير منهم بوصافي الخيل ، كأمرىء القيس ، وابي داود الايادي ، وطفيل الغنوي ، وزيد الخيل الذي سماه الرسول صلى الله عليه وسلم بزيد الخير بدلاً من زيد الخيل .
يبقى امرؤ القيس أكثر الشعراء افتتاناً بالخيل ، وعشقا لها إذ يجد نفسه وصورته في صورتها, فهو فارس ، وملك وابن ملك ، ولهذا ينثر كل الصفات الحميدة من شجاعة وإقدام وقوة على حصانه نثراً, حيث يقول :
الخير ماطلعت شمس وما غربت
مطلب بنواصي الخيل معصوب
ً قد أشهد الغارة الشعراء تحملني
جرداء معرفة اللحيين سرخوب
...
_ ويقيها عنترة بنفسه ، وهي تراثه :
أتقي دونه المنايا بنفسي
وهو يغشى بنا صدور العوالي
فاذا مت كان ذال تراثي
وسخالاً محمودة من سخالي
فجواد عنترة هو خليله وصاحبه وصديقه الذي يقيه بنفسه ويصله على أي حال من سحيل ومبرم :
أقيه بنفسي في الحروب وأتقي
بهاديه اني للخيل وصول
...
_ وهي عند المتنبي كالصديق الصادق المخلص المجرب إذ يقول :
وما الخيل إلا كالصديق قليله
وان كثرت في عيني من لايجرب
وهي عنده أفضل مكان وأعز في هذه الدنيا ، كما الكتاب عنده خير جليس وأنيس :
أعز مكان في الدنيا سرج سابح
وخير جليس في الزمان كتاب
_ وما ثبته في المعركة التي قتل فيها إلاقوله :
الخيل والليل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
الخيل في المنام
والخيل في المنام كما قال الدميري: قوة وزينة وعزة وهي أشرف ما ركب من الدواب.
فمن رأى في المنام عنده شيئاً منها نال قوة وعزّاً , وربما دل ذلك على اتساع حاله وإدرار رزقه
وانتصاره على أعدائه. ومن رأى خيلاً تتطاير في الهواء فإنها فتنة.
معلومات مثيرة عن الخيل
تستطيع الخيل أن تنام واقفة بواسطة توتر رباط ليفي يسمى (الرباط الضابط) .
_ تتميز المهرة بكونها أشجع من الحصان وأكثر تحملاً للمشاق وأسهل انقياداً وأقل حمحمة وصهيلاً ولهدا كان المقاتلون يفضلونها في القتال الشديد ونصب المكامن .
_ تقسم الخيل من حيث حجومها واستعمالاتها إلى: (أ) الخيل الثقيلة. (ب)الخيل الخفيفه . (ج)الخيل البونيه.
_ يحسن من الخيل أن تجرَ ذيلها عند الوقوف, ويقبح منها ذلك عند الجري بل عليها أن ترفعه, وهو من علامات قوتها ونشاطها.
(الحاسة السادسة لدى الخيل)
إضافة للحواس الخمس المعروفة عند بني البشر يتميز الحصان
بقدرة خاصة للإحساس بالخطر والتعرف على المكان والرفيق ولذا
يفسر العديد من الخبراء ذلك بالحاسة السادسة
إلى جانب ذلك تتميز بقوة حاستي الشم والرؤيا
واتمنى ان يكون الموضوع حاذ اعجابكم
تقبلو تحياتى لكم
اخوكم حسن العمري