يمكن لكل من يشاهد طائر الشروش ان يتعرف عليه في الحال وكثيراً ما يشاهد هذا الطائر على مقربة من السواحل العمانية. ولسوء الحظ تندر مشاهدة فصيلة النحام ذي الريش الوردي رائع الجمال لأنه لا يتكاثر في السلطنة. ومعظم طيور هذه الفصيلة التي يمكن أن تشاهد في حالات نادرة تكون من صغار النحام المهاجرة من الشمال. ويبدو هذا الطائر غريباً أثناء طيرانه إذ أنه يبقي رقبته ممدودة إلى الأمام ويحافظ على توازنه عن طريق ساقية الطويلتين.
(الفلامنجو) واحد من أكثر طيور العالم شهرة وجمالاً، فهو الطائر المختال الذي يمضي حياته على ضفاف البحيرات في تسوية ريشه، وتحريك سيقانه الرفيعة لأداء تعبيرات واستعراضات فريدة من نوعها، تعلم الإنسان منها أصول (الرقص التعبيري)، كما سجلت باسمه موسيقى شهيرة في أسبانيا .
يعيش الفلامنجو على ضفاف المياه المالحة والمناطق الحارة من العالم ويمكن تمييزه بسهولة بواسطة عنقه الطويل وريشه الوردي ومنقاره المعقوف، أما صغاره فيكون لونها بنياً أو رمادياً ثم يتحول لونها تدريجياً إلى الوردي بتقدم العمر، ولهذا فهو طائر جميل محظوظ وختامه وردي!
لماذا لون طائر الفلامنجو وردي؟
يستمد طائر الفلامنجو أو النحام لونه الوردي من طعامه المفضل وهو القريدس (الجمبري) وإذا لم يحصل هذا الطائر على كفايته من الطعام فإنلونه يكمد ويصبح رماديا باهتا...
يعيش الفلامنجو في المناطق المدارية وشبه المدارية في بحيرات الصوديوم على شواطئ البحيرات والمحيطات، وفوق المياه الراكدة والأجزاء الضحلة من البرك المالحة في مناطق مختلفة من أوربا وآسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية والبحر الكاريبي وهو يعيش في مستعمرات ضخمة قد تضم أنواعاً مختلفة من هذا الطائر المهدد بالانقراض.
طيور تكره الهجرة!
وجميع أنواع طائر الفلامنجو تعيش في المناطق المدارية الإستوائية وبالنسبة لطائر الفلامنجو الأصغر وهو النوع الأفريقي من هذا الطائر فهو يعيش في الشرق والجنوب الغربي وفي الغرب من قارة أفريقيا والقليل منه يعيش في الهند.
أما طائر الفلامنجو الأكبر، وهو النوع الأكثر انتشاراً من بقية الأنواع، فيوجد في شمال غرب الهند وفي الشرق الأوسط وفي غرب البحر المتوسط وفي أفريقيا حيث لا يعتبر الفلامنجو من الطيور المهاجرة، ولكنه يضطر أحياناً للهجرة نتيجة لتغيرات الطقس وانخفاض مستويات الماء في موطنه فيبدأ في البحث عن أماكن جديدة أكثر ملاءمة له ولذلك فإن مستعمراته قد لا تكون مستقرة بشكل دائم في مكان واحد.
وعندما يرغم الفلامنجو على الهجرة فهو يفضل الطيران في ظلال الليل تحت سماء صافية خالية من الغيوم، ويمكنه الطيران بسرعة 50 60 كم، أما عندما يهاجر في النهار فإنه يطير على ارتفاعات عالية ليهرب بعيداً عن أعدائه، وأولها طيور العقاب، وأغلب طيور الفلامنجو المهاجرة تعود إلى أماكنها الأصلية من أجل التكاثر، وبعضها قد ينضم بعد عودته إلى مستعمرات أخرى مجاورة بحثاً عن الغذاء.
ويستخدم الطائر منقاره المعقوف في استخلاص الطعام من الماء والطين، إذ يقف على الشاطئ ويدس رأسه تحت سطح الماء بحيث يكون الفك السفلي أعلى من الفك العلوي ويصبح منقاره مقلوباً ومفتوحاً ثم يحرك رأسه من ناحية إلى أخرى بالقرب من سطح الماء لالتقاط طعامه.
ويقوم الطائر هنا بعملية فريدة من نوعها هي الغذاء بطريقة (الفلترة) حيث يدفع برأسه إلى الطبقة الطينية من قاع الماء ثم يحرك فكه العلوي، ليدفع الماء والوحل بما فيه من غذاء إلى الفك السفلي عديم الحركة ثم يطبق منقاره على كمية من الماء بما تحتويه من غذاء فيقوم بعملية تصفية للماء بواسطة دفع لسانه اللحمي الكبير خلال منقاره طارداً الماء من الفتحات المميزة الموجودة بين فكيه ويتبقى الخلاصة بما تحتويه من غذاء داخل منقاره، فيتناول الحيوانات الصغيرة والطحالب وهو الطائر الوحيد الذي يستخدم هذه الطريقة في الطعام وتسمى (بالتغذية المفلترة) وتشكل الطحالب الحمراء والخضراء المزرقة والداياتوم الغذاء الرئيسي للفلامنجو، كما يأكل اليرقات والأطوار التي تليها من حياة الحشرات الصغيرة، والقشريات والرخويات والأسماك الصغيرة.
بتمنى ما يكون الموضوع مكرر