أحد لغات النحل لغة الرقص
النحل حشرة اجتماعية متخصصة أهم مفردات لغتها، متعلقة بالتفاهم على جمع الغذاء، والغرض الرئيسي من هذه اللغة هو إفهام أفراد الخلية بوجود غذاء خارجي مع تحديد بُعده واتجاهه. ولغة النحل ليست لغة صوتية، لكنها تعتمد على حركات خاصة منظمة تعرف بالرقصات. وفَهم اللغة يعتمد على حواس أخرى غير الإبصار. كحاسة اللمس والشم والتذوق.. وإصدار أصوات مميزة بواسطة نبضات عضلات الطيران عند النحلة الراقصة لتنبه النحلات القريبات منها ضمن الخلية وتدعوهن لمشاهدة وحضور الرقصة للتعرف على مكان الغذاء المستكشف.... ومن عادة النحل في أثناء الرقص كما في مناسبات أخرى أن تتبادل النحلة المستطلعة الغذاء الجديد الذي وجدته مع رفيقاتها للتعرف عليه وعلى رائحته وهذا ما يزيد من حماس
النحل بعد أن يتعرف على الغذاء الجديد وقد ذاق طعمه وعرف مذاقه فيسعى مع النحلة في البحث عنه في الموقع المكتشف..... الرقصة الدائرية: تشبه كتابة رقم ثمانية / 8 / باللغة الأجنبية... وبهذه الرقصة تُفهم النحلة المستطلعة أخواتها بالخلية أن الغذاء موجود في الجوار والمسافة قريبة لا تتجاوز الـ 100 متر. دون تحديد لاتجاه معين وغالباً ما يقترب النحل المجاور من النحلة الراقصة ويسير خلفها مقرباً قرون استشعاره من جسمها ليعرف نوع الحركة ويشم رائحة الغذاء.
....الرقصة الاهتزازية: عندما تكون مسافة الغذاء بعيدة عن موقع الخلية، لابد للنحلة أن تبحث في المساحات الواسعة. للوصول إلى موقع الغذاء. وحيث لا تفيد الرقصة الأولى( الدائرية) نظراً لاتساع المساحة وبُعد المكان، توجب وجود حركة راقصة ثانية. وهي: عند عودة النحلة إلى خليتها محملة بالغذاء الذي وجدته على بُعد أكثر من مائة متر، فإنها تعلن ذلك من خلال سيرها بخط مستقيم لمسافة قصيرة من أعلى إلى أسفل وبالعكس وأثناء سيرها تهز بطنها بشدة، والنحل يتلقى الرسالة المطلوبة.
سرعة الرقصة تحدد مكان الغذاء:
لوحظ أن سرعة الرقصة تزداد كلما كان الغذاء أكثر قرباً، وتقل كلما بَعُد مصدر الغذاء، وكمثال على ذلك :
الغذاء على بُعد مائة متر: تتم النحلة 40 لفة كاملة في الدقيقة.
أما إذا كان على بُعد 2000متر تتم النحلة 13 لفة بالدقيقة
(كلما قلَت سرعة الرقصة... دلَ ذلك على أن مصدر الغذاء بعيد جداً)
(كلما طال زمن الرقصة ... دلَ ذلك على وفرة الغذاء المكتشف)
ويعتقد أن ذلك ينتج عن الجهد المبذول. و عن مدى استهلاك السكريات أثناء الرحلة.
اتجاه الشمس ...اتجاه الغذاء:
النحلة لا ترقص خارج الخلية في الضوء حيث يمكن للنحل الآخر رؤيتها، لكنها تقوم بذلك داخل الخلية حيث الظلام الدامس....والجاذبية الأرضية هي الترجمة لعكس اتجاه الشمس، فإذا كان الغذاء في اتجاه الشمس تقوم النحلة المستطلعة المُحمَلة بالغذاء المكتشف، بأداء رقصتها ورأسها متجهاً إلى الأعلى بعكس الجاذبية، أما إذا كان الغذاء بعكس اتجاه الشمس فإنها تؤدي رقصتها ورأسها متجهاً إلى الأسفل.
أما إذا انحرف اتجاه مصدر الغذاء عن اتجاه الشمس ، فإن الرقص ينحرف عن الوضع الرأسي بنفس زاوية الانحراف عن الشمس واتجاهه
منقول للإفادة
|