اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك كل جديد

العقرب الأمبراطوري · 22-07-2005, 06:32 AM

البروفيسور.. دب البندا.. القرد

بقلم : آه ليه

بان ون شي في بروفيسور في كلية علوم الحياة التابعة لجامعة بكين، ومدير مركز حماية ودراسة البندا والحيوانات البرية التابعة لجامعة بكين، وعضو المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي. حصلت دراسات البندا التي يشرف عليها على الجائزة الأولى لجائزة (( التقدم العلمي )) التي أسستها لجنة الدولة للعلوم والتكنولوجيا وجائزة (( الإنجازات العلمية الخاصة )) التي أسسها صندوق البندا الأمريكي، وجائزة (( سيارات فورد )) لحماية البيئة.
دخل البروفيسور بان ون شي في يوم تتطاير فيه الثلوج من شهر مارس 1985? بثلاثة تلاميذ له، إلى اامنحدارات الجنوبية لجبال تشينلينغ لبدء دراسات لدب البندا. وفي مدة أكثر من عشر سنوات من ذلك، دخلوا أكثر من مرة في أعماق الغابات في شنشي وسيتشوان قياما بدراسة حركات البندا وحياته وبيئته والضغط على بقائه والأزمة التي وقع البندا فيها ووراثية فصائله. وساهموا مساهمة بالغة في حماية البندا، وأصبح هو وزملاؤه فطاحل علماء البندا في العالم.
في السنوات العشر الأخيرة، التحقت جماعة وجماعة من الدارسين بصف بان ون شي الدراسي، ويعمل هؤلاء طوال السنة في أعماق غابات الجبال. لقد تغدوا على كل ما اصطدموا به من الصعوبات الطبيعية والمعوقات الاصطناعية، وتحملوا كل ما أزعجهم من الوحدة والافتقار. في الشتاء اللاذع، لم يستطيعوا تناول وجبة واحدة من الطعام الساخن. أحيانا يلحقون بدب البندا المجهز بالطوق اللاسلكي طول اليوم وهم يحملون على أكتافهم آلات دراسية ثقيلة. في عامي 1994 ?1996? قضى البروفيسور وزملاؤه 5 أشهر من الأزمنة الشتائية في الكهوف الباردة داخل الغابات المغطاة بالجليد والثلوج من أجل مواصلة تسجيل أحوال حياة أولاد البندا.
قال البروفيسور : " كلما عرفنا أكثر فأكثر من صعوبات حياة البندا، نشعر أكثر فأكثر بثقل مسئوليتنا في حمايته. تدفعنا هذه المسؤولية إلى تسلق الجبال وعبر الأنهار واجتياز الأودية سنة من بعد سنة بلا ندامة. " ومن سوء الحظ أن الدارس تسنغ تشو البالغ عمره 21 سنة، لقي مصرعه سقوطا من الجرف في اليوم الـ 39 بعد دخول جبال تشينلينغ للبحث عن آثار البندا، أي يوم من شهر مارس 1995.
بدأ البروفيسور عام 1996 بحوثا علمية لقرد اللانجور الأبيض الرأس، وهو حيوان نادر تنفرد به الصين، والغرض هو حماية هذا الحيوان المشرف على الانقراض عن الأرض.
في شهر ديسمبر من هذا العام، دخل البروفيسور مع تلاميذه في معسكر مهجور قائم في محافظة تشونغ تسوه بقوانغشي، وجدوا فيه مياه الشرب واللمبات الكهربائية. وفي واد قريب من المعسكر، وجدوا قرود اللانجور تتحرك على الجرف الجبلي الكلسي. وعلى هذا النحو، بحث البروفيسور نهائيا عن موقع مثالي لدراسة اللانجور بعد أن تنقلوا من هنا إلى هناك في أنحاء قوانغشي لمدة 3 أشهر.
يهوى اللانجور حياة في المغارات الثابتة على الأجرفة الكارستية المنحدرة. من زوايا مختلفة يراقبون حركات قرود اللانجور بالمنظار صباحا ومساء كل يوم، ويسجلون عددها. وحتى مارس 1998? أتموا الالتحاق الشامل بقرود اللانجور الموجودة في المنطقة المحيطة بالمعسكر التي وصلت مساحتها إلى 8 كيلومترات مربعة. وسجلوا كل القرود البالغ عددها 211 قردا من 20 جماعة. قال البروفيسور لمراسل الصين المصورة مسرورا : " أنجزنا عملا مثيرا. "
على جدران المعسكر لوحة أبدعتها رسامة من بكين بتعاون مع تلاميذ البروفيسور. رسمت الرسامة فوق اللوحة عشرات أنواع الحيوانات المشرفة على الانقراض، منها دب البندا، قرد اللانجور، الدلفين النهري الأبيض الظهر من الصين, والشمبانزي من أفريقيا، وطير الببغاء من أمريكا الجنوبية، وطائر البطريق من القطب الجنوبي, والدب الأبيض من القطب الشمالي. وتتوسطها وجوه الإنسان والغابات المقطوعة والمداخن والجبال الخضراء ومياه البحر. قال البروفيسور : " أعتقد بأن المأزق الذي وقعت فيه الحيوانات البرية، صنعه الإنسان في عمليات صنع حضارة الزراعة وحضارة الصناعة منذ قرون طويلة. غير أن الإنسان يستطيع أيضا أن يصنع حضارة جديدة لمساعدة الحيوانات المسكينة على الخروج من المأزق حتى يتعايش الإنسان والطبيعة في انسجام. أسمي هذه الحضارة ((حضارة بيولوجية )). وهذه اللوحة هي تشرح وجهة نظري بصورة كاملة. "
بذل البروفيسور جهده البالغ في عشرات السنين الماضية، من دراسة دب البندا إلى دراسة قرد اللانجور، من أجل تحقيق الحضارة التي يحلم بها في اللوحة، ويمكن القول: قد رأى البروفيسور اليوم اشراقة هذه الحضارة.

آه ليه، مراسل الصين المصورة في زيارة البروفيسور بان ون شي

صورة نادرة لولد البندا، التقطها البروفيسور بان ون شي شخصيا

دب محبب

الأم ترضع ولدها

تناول الطعام

منقول