ملاحظات عامة على الببغاء الرمادي
يعتبر الببغاء الرمادي الأفريقي أحد أشهر الطيور الموجودة حاليا في العالم ، ليس فقط لمقدرته الفذه على التقليد والمحاكاة ولكن كذلك لطبائعه المبهجة وصفاراته الغزيرة المتنوعة ، التي تدخل السرور والإعجاب لدى النفوس وهو معروف منذ فترة طويلة - أكثر من 500 عام - ولقد كان في السابق يقتصر إقتناءه على المقتدرين ، نظرا لإرتفاع ثمنه ، بإعتباره من رموز الوجاهة والسلطة ، لكنه الآن متوافر بأسعار معقولة ، وهناك خبر عن أول ببغاء رمادي جاء للقارة الأوربية في عهد هنري السادس عشر في القرن السادس عشر
إذا كان لديك الإلمام الكافي بالطيور ، فإن الببغاء الرمادي الأفريقي يعد هو الأفضل من بين الطيور التي تربى في المنزل ، وليس من السهل بالنسبة للهاوي المبتدئ تفهم ذلك ، إذ إنه لابد من الإدراك العميق لمختلف الأمور أو الأشياء التي تؤثر فيه ، والإلمام التام بكافة خصائصه وطبائعه وعقليته ونفسيته ، ومن ثم التوافق معها للوصول للحلول المثالية دون كلل ، وسيتطلب ذلك كثيرا من الخبرة والجدية والمتابعة ، وإذا لم تكن مستعدا بالقدر الكافي فإن ببغاء صغير جاهز مدرب سلفا ربما يحقق طلبك
يوصف الببغاء الرمادي بأنه طائر مدلل ومتذمر ، وهذا يعني أنه لابد من توافر كافة متطلباته وإلا فإنه سيبدي الإستياء بشكل واضح ، وهو كثير الشك يريد أن يطمئن قبلا وبدرجة كافية ، وهذا يدل على أنه طائر حذر ووقائي ، فمثلا إذا اقتربت منه بقصد ملاطفته ولم يكن مدربا أي أنه ما زال غشيما يتصرف بطبيعته ، فإن رد فعله الفوري سيكون الصراخ المزعج ، إذ يصدر ضوضاء عنيفة بشكل بشع حتى تبتعد عنه ، والاسم المحلي لهذا الصوت هو جعير ، وربما لهذا السبب فإن تطور المقدره الكلامية لديه غير متوازنة ، ويدل سلوكه على أن له طبائع عصبية ، وهذا ما يجعله دائما يفكر بطريقة نقد عنيفة ، لكل ما هو حوله ، وعليك أن تكون حذرا دائما ، فالطيور المتهيجة تذبذب بؤبؤ عينيها بطريقة سريعة ، وقد ترفع ريش مؤخرة العنق في إشارة قوية على التحفز أو قرب الإنقضاض ، وستكون عضه قوية محتملة الحدوث إذا لم يتفاداها ، وهو لا يهاجم إلا من يلمسه فقط
تبع للوصف الفائت فالببغاء الرمادي معروف على انه طائر معقد ، يجعل الأولوية بإستمرار للاحتمال السيء الأبعد على الشيء الجيد القريب ، وبذا فهو بحاجة ماسة لكي يطمئن من قبل صاحبه على أن كل ما حوله على ما يرام ، وللأسف فإن هذه الصفة ستجعله طائرا إنطوائيا إذا لم تفطن إليه لذا توصف الببغاء الرمادية بأن طريقة تفكيرها ذات توتر وعصبية عالية ، بالرغم من كونها طيورا محببة وجذابة في نفس الوقت
الببغاوات الرمادية طيور مقلدة موهوبة وذكية بدرجة فائقة ، يقابل ذكاء أحدها ذكاء طفل في الخامسة من عمره ، كما دلت الدراسات التي أجريت عليها ، وبالرغم من إيجابية هذه الميزة ، إلا إن مالك الببغاء الرمادي غير المدرب - وفي حالة عدم توافر الخبرة الكافية لديه ، سيقع في إشكال عدم التعامل الأمثل مع طائره ، ولقد أدى الجمع بين الذكاء العالي والحساسية المفرطة - الصفتان الأساسيتان اللتان يتمتع بهما الببغاء الرمادي ، إلى أنه لابد من وضعه تحت السيطرة والتحكم ، وهذا مثير للأعصاب في البداية أو عند عدم توافر الخبرة الكافية ، وهو من ضمن الطيور التي تكون علاقاتها الاجتماعية بشكل بطيء وحذر ، وهو لايخطو أي خطوة إلا بتأن وحذر ، ولذا فهو معروف بالطائر الثقيل الراسي ، وبمقارنته ببغاء اللوري أو الكنيور ، المقاربين له في الحجم ، سيبدو أيا من هذين الطائرين غشيما للغاية ، كالطائر المتهور المندفع أو الغبي ، في مقابل الببغاء الرمادي الحكيم الثقيل أو الراسي ، فمثلا إذا وضعت ببغاء الكنيور في قفص مفتوح الباب وتركته لوحده - في غرفة مغلقة - وقمت بمراقبة ما سيحدث دون أن يشعر بك الطائر ، فسيكون تصرفه التلقائي هو الاندفاع الفوري لخارج القفص ، معتقدا بأن هذا لاتصرف هو السبيل الأمثل للهروب ، لاحظ محدودية التفكير لديه ، بينما سيتصرف الببغاء الرمادي بطريقة مغايرة تدل على التفكير والتروي ، فهو لن يغادر القفص مفتوح الباب مباشرة ، بل سينظر هنا وهناك أولا ، وسيطمئن على إن كل شيء على ما يرام ، وسوف يفكر بالشكل التالي : هل أغادر ؟ أم لا ؟ لابد من إلقاء نظرة فاحصة لأرجاء الغرفة بأكملها وليس القفص فقط لمزيد من الاطمئنان ، وسوف يقدم الاحتمالات السيئة البعيدة : ماذا سيحصل لو سقطت ؟ وماذا لو جرحت ؟ وبطبيعة الحال سيستغرق كل ذلك وقتا ، وإذا غادر القفص فسيفعل ذلك تسلقا على قدميه وليس طيرانا بجناحيه ، كما إنه لن يذهب بعيدا ، إذ ربما يبقى لساعات طويلة فوق القفص ، وهو يعرف أن لا مغادرة سهلة بالنسبة له ، واذا فهو لن يغامر بتصرف طائش
إذا تم التفهم الكامل لكافة طبائع وخصائص ومواصفات الببغاء الرمادي النفسية والعصبية ، وتم التعامل الأمثل معها ، فسيكون هذا الطائر سلس ومحبب ، ومن السهل قيادته وتوجيهه الوجهه الملائمة ليكون طائرا ممتعا
ربما يكون الجفاف أوقلة الرطوبة في الغرفة أو المكان الموجود به الببغاء الرمادي ، السبب المباشر لتساقط أو تقليع الريش لديه ، إذ لابد من توافر دوش ماء على أساس مستمر ، فالرذاذ سينعشه ويجعله صحيا أكثر ، وسيقلل من مظاهر الحساسية لديه ، إذ أن الببغاء الرمادي في بيئته الطبيعية حزام غابات وسط أفريقيا يعتبر في بيئة ممطرة بشكل متكرر ، كما إن نسبة الرطوبة هناك مرتفعة ، وبذا فإنه إذا فقد مثل هذا الجو فسيتعرض لمشاكل عديدة ، ومن أسباب تساقط الريش كذلك سوء التغذية والحساسية المرضية والسلوكية ، وحوادث السقوط ، والتوتر الحاد أو عدم الأمان والإزعاج المتكرر ، وعدم التعامل الأمثل معه وفي جميع هذه الحالات ، فالتدخل الفوري مطلوب ، لكيلا يستفحل تقليع الريش ويصبح مزمنا
منقول من الموقع وقد وضعته لكي لمن لم ينتبه للمعلومات يشوفها هنا
|