اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك كل جديد

~~مشرف منتدى القطط~~ · 29-06-2006, 11:37 AM

علماء أميركيون ودوليون يدرسون إنفلونزا الطيور في الطيور البرية
مشاريع تعاونية تبدأ في الصين والمكسيك

من شارلين بورتر، محررة الشؤون العلمية في نشرة واشنطن

بداية النص

واشنطن، 2 حزيران/يونيو، 2006- يتوجه علماء أميركيون وصينيون مختصون بالنباتات والحيوانات البرية، في أوائل حزيران/يونيو الحالي، إلى بحيرة كنغهاي النائية في غرب الصين لتنفيذ مشروع مشترك يتعلق بوجود فيروس إنفلونزا الطيور الممرض جداً في نوع من الإوز يعرف باسم بارهيدد (Barheaded Geese).

وكان تفشي فيروس H5N1 الفتاك في هذه الطيور المهاجرة في منطقة تلك البحيرة في العام 2005 من أوائل الأدلة التي ارتكزت إليها النظرية القائلة بأن تنقل الطيور المهاجرة يمكن أن ينقل الفيروس الممرض في رحلات عبر القارات.

وقد أعلن الدكتور توم ديليبرتو، المنسق القومي لشؤون أمراض النباتات والحيوانات البرية في دائرة خدمات فحص صحة النباتات والحيوانات في وزارة الزراعة الأميركية (أفيس) أن الدائرة انضمت إلى معهد علم الأحياء في أكاديمية العلوم الصينية في المشروع الذي يشرف الدكتور ديليبرتو على الأبحاث المتعلقة به.

وقال ديليبرتو، وهو طبيب بيطري للحيوانات البرية، لنشرة واشنطن، إن البحاثة سيعملون للعثور على إجابات لعدد من الأسئلة التي أثارها اكتشاف أكثر من 500 طائر بري ميت في بحيرة كنغهاي في العام 2005.

وأورد كأمثلة على تلك التساؤلات: "هل يستوطن ذلك الفيروس ذلك النظام البيئي؟ وإن كان الأمر كذلك، فأين يتم اختزانه، ما هي أنواع الحيوانات التي يعيش فيها، وهل ما زال فيروس نشطاً في ذلك النظام البيئي؟"

وتشكل بحيرة كنغهاي نقطة توقف مهمة للطيور المهاجرة على أحد مسارات طيرانها بين آسيا وأوروبا. وعندما تم اكتشاف فيروس H5N1 في حيوانات برية هناك، طرح بعض الخبراء النظرية القائلة إن الطيور حملت المرض معها من الجنوب حيث كانت قد أُصيبت به أصلا.

وبعد أشهر من اكتشاف تلك الطيور الميتة، بدأ فيروس H5N1 بالانتشار بسرعة من آسيا، فظهر أولاً في آسيا الوسطى ثم في روسيا ومن ثم في أوروبا الشرقية والغربية والشرق الأوسط وإفريقيا. وفي حين أنه لم تبلغ سوى 10 دول عن وجود الفيروس في طيور برية أو داجنة فيها في أواسط العام 2005، ارتفع عددها حتى أصبح الآن أكثر من 50 دولة.

وقال ديليبرتو إن التعاون الأميركي-الصيني سيساعد العلماء المتخصصين بالحيوانات البرية على فهم ما يحدث للفيروس في بيئة معينة، وما إذا كان يستطيع المحافظة على نشاطه في تلك البيئات لفترات طويلة.

هذا وقد عملت أفيس في آسيا أيضا مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لمساعدة الحكومة الكمبودية على وضع برنامج مراقبة لإنفلونزا الطيور في الطيور البرية. وينتظر وضع برامج مماثلة في بلدان أخرى في المنطقة.

* الطيور البرية في أميركا الشمالية

قال ديليبرتو إن دائرته تعمل في أميركا الشمالية مع نظراء في الحكومة المكسيكية لتحسين رصد ومراقبة الطيور المهاجرة.

وتجدر الإشارة إلى أن الفيروس لم يظهر في نصف الكرة الغربي منذ بدء تفشي الوباء بين الطيور في آسيا في أواخر العام 2003، ولكن بعض المراقبين يتوقعون، في ضوء تحرك الفيروس السريع عبر أوراسيا في العام 2006، ظهوره في أميركا الشمالية في أي لحظة.

وقال ديليبرتو إن مراقبة المكسيك للطيور البرية ليست حالياً بمثل شمولية المراقبة المعتمدة في الولايات المتحدة وكندا، وعليه فإن الجهد الذي يتم التخطيط له الآن سيوسع البرنامج المكسيكي لضمان اكتشاف أول ظهور لفيروس H5N1 في أميركا الشمالية بسرعة.

وقال الطبيب البيطري الأميركي: "سيكون بإمكاننا الحصول على صورة تشمل جميع أنحاء القارة. وإذا دخل هذا الفيروس أميركا الشمالية في طيور برية، سيكون بإمكاننا تكوين فكرة عن القارة بأكملها."

وتتم في هذه الأثناء مراقبة مسارات هجرة الطيور المهاجرة على ساحلي المحيطين الهادئ والأطلسي بوصفها مسارات محتملة لإدخال الفيروس عن طريقها إلى أميركا الشمالية.

ولكن ديليبرتو أشار إلى أنه رغم أن قدراً كبيراً من الاهتمام انصب على الطيور البرية بوصفها الناقل لنوع أنفلونزا الطيور الممرض جداً عبر القارات، إلا أن إجراءات الأمن الحيوي (أو البيولوجي) الضعيفة تشكل هي أيضاً وسيلة محتملة جداً يتم من خلالها نقل الفيروس من منطقة إلى منطقة أخرى.

ومما تجدر الإشارة إليه أنه يمكن نقل فيروس H5N1 من مكان إلى آخر عن طريق شحن الطيور الداجنة، كما يمكن أن يبقى الفيروس حياً في الطين الذي ينتقل من مزرعة إلى مزرعة أخرى بعد أن يعلق في حذاء المزارع أو في رفرف دواليب السيارات. كما يمكن نقل الفيروس عن طريق ريش نُتف من طيور مريضة، أو من خلال الأقفاص الخالية التي كانت تعيش فيها طيور مريضة.

وقال ديليبرتو إنه من الضروري لذلك بذل تيقظ حقيقي للحيلولة دون انتقال الفيروس نتيجة لإجراءات الأمن الحيوي الضعيفة.

هذا وقد مثل ديليبرتو الولايات المتحدة في المؤتمر العلمي الدولي حول إنفلونزا الطيور والطيور البرية الذي عقد في 30-31 أيار/مايو الماضي تحت رعاية منظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة والمنظمة العالمية للصحة الحيوانية. (أنظر التقرير المتصل بالموضوع).

وقد خلص العلماء الثلاثمئة الذين شاركوا في ذلك المؤتمر إلى أن فيروس H5N1 انتشر بشكل أساسي عن طريق تجارة الطيور الداجنة، المشروعة وغير المشروعة. وفي نفس الوقت، جاء في موجز فاو حول المؤتمر أن خبراء من أكثر من 100 دولة ممن حضروا المؤتمر أقروا بأن الطيور المهاجرة لعبت دوراً ما في نقل الفيروس، وستواصل على الأرجح لعب ذلك الدور في المستقبل.

وقد حث المسؤولون الدوليون عن الصحة الحيوانية الدول المتقدمة على تقديم مزيد من المساعدة لتحسين الخدمات البيطرية في الدول النامية كي يتم تحسين مراقبة الحيوانات البرية التي تعتبر عنصراً حيوياً لاكتشاف المرض بسرعة.

ويمكن الاطلاع على آخر المستجدات المتعلقة بهذا المرض والجهود المبذولة لمكافحته بالرجوع إلى صفحة: "إنفلونزا الطيور" على موقع يو إس إنفو، وأيضاً باللغة الإنجليزية.