الصقور الباز !
كان بادغيت، وهو متخصص في الصقور بمركز علم الأحياء الوقائي التابع لكلية ويليام آند ميري الامريكية، يقوم بملاحقة أحد صغار ذكور الصقور، على وشك القدرة على الطيران، عن طريق استخدام جهاز إرسال مصغر ثبت على ظهره، يقوم الجهاز، الذي يعمل بالطاقة الشمسية، بإرسال إشارات لأقمار صناعية تراقب الطقس فوق مدار قطبي، الأمر الذي يسمح لبادغيت ومستخدمي الانترنت باقتفاء تحركات الطائر. يأمل مركز علم الاحياء في تركيب 18 جهاز إرسال مماثلا على صغار صقورالباز هذا العام، وذلك قبيل مغادرتها أعشاشها مباشرة، وسيتمكن الباحثون من الحصول على معلومات جديدة حول المسافات التي تقطعها هذه الطيور في أسفارها، وما إن كانت تهاجر والأماكن التي تحط بها.
يقول ميتشيل بايرد، المدير الفخري للمركز،"يبلغ عمر هذا الصقر الصغير نحو36 يوما، نأمل ألا يتمكن من الطيران الآن، في العادة، يتمكن الذكور من الطيران بعد 42 يوما من مولدها، غير أن بعض الصغار كهذا ربما يكتمل نموها مبكرا في بعض الأحيان".
استعد البالغون من ذكور الباز لشق طريقهم القصير عبر المستنقع للوصول إلى أعشاشهم في برج جرى تشييده في عام 1980م، في محاولة من العلماء لاستقدام صقور الباز من جديد إلى فيرجينيا. كانت صقور الباز قد انقرضت بالكاد في فرجينيا حينئذ، بعدما هلك معظمها بسبب المبيد الحشري دي. دي. تي..الذي أدى لإضعاف قشرة بيضها إلى درجة التكسر، ومنذ مطلع الستينيات لم تشهد الولاية أي توالد لها.
عشّشت صقور الباز في البرج لمدة عام، وشهدت أعدادها انتعاشا بطيئا ومنتظما، للحد الذي أدركت فيه ولاية فريجينيا 17 زوجا من المواليد في العام الماضي،أزيلت هذه الطيور من القائمة الفيدرالية للأنواع المعرضة للخطر في عام 1999، غير أن فيرجينيا ما تزال تعتبرها مهددة.
أنتجت جزيرة كوب حوالي 25 من صغار الباز، في الشهر الماضي، عندما تحمل بادغيت غضب الأب والأم أثناء قيامه بفحص العش، الذي يشابه في شكله بيتا للكلب، وجد احدى البيضات وقد فقست، وأخرى على وشك الفقس إضافة لبيضتين أخريين.
كان صغيرا واحدا قد كتبت له النجاة، وهو قد صعد إلى البرج من أجله.
بلغ بادغيت العش وأمسك بالصغير، الذي سرعان ما صب جام كأكأته "كي كي كي"مشاركا أبويه الصراخ، كانت الريح تتقاذف ريشه الأبيض الناعم.
قال بريان واطس، مدير المركز"لو تأخرنا يومين فقط لكان هذا الطائر قد غادرعشه وغدا متحفزا للقفز"، قادت النزعة إلى القفز من الأماكن المرتفعة إلى مصائب في عدة أعشاش لصقور الباز فوق الجسور على طرق هامبتون، فبينما يكون الصغار مهيئين للطيران، فإنهم لا يستطيعون السباحة، ولذلك فقد قام الباحثون بأخذ العديد من الصغار من الأعشاش الخطرة لتنشأ في أعشاش بوادي شيناندوه،الموطن التقليدي للصقور اللاحمة.
أثار أحد هذه الطيور دهشة العلماء في الصيف الماضي. أوضح جهاز الارسال المصغرالمثبت على ظهره أنه انتقل إلى بلتيمور، ثم غامر بالذهاب عدة مرات إلى مدينة نيويورك، وزيارة مين، واوهايو، وبحيرة اونتاريو، قبل أن يعود مرة أخرى إلى بلتيمور، قال بايرد"لم تكن لدينا أية فكرة حول أنها تقوم برحلات كهذه، لتقطع مائتي ميل في يوم واحد، إن الباز يعني الجوال، وما اجدره بالاسم".
مع ذلك، فإن طائري جزيرة كوب ما كانا ليسافرا بعيدا عن صغيرهما المستغيث، مال الصغير للهدوء بعد وضعه داخل حاوية للحيوانات الأليفة ذات لون بنفسجي، وأثناء إنزاله بحبل ثم نقله إلى بقعة جافة على الشاطئ، وبينما كان واطس ممسكاً بالصغير، قام بادغيت بتثبيت جهاز الإرسال على فرش أشبه بالبردعة مصنوع من النيوبرين (مطاط صناعي) والبوليستر، وربطه حول صدر وظهر الطائر.
أطلق جهاز استقبال تم ضبطه على التردد الصحيح صوت زامور أشبه بالصوت الذي يصدر عن موديوم حاسوب أثناء اتصاله بخط هاتفي، أصدر جهاز الاستقبال إشارة عند استجابة أربعة أقمار صناعية حوالي عشر دقائق من الأفق إلى الأفق، وسوف تمكن الاشارات الأربع الصادرة في اتجاه واحد الباحثين من تحديد مواقع الطيور داخل مساحة لا تتعدى 150 ياردة.
قال برايدر"هذا أمر مثير للغاية، انه سيوفر لنا معلومات للمرة الأولى حول المكان الذي تقصده عندما يكسوها الريش مباشرة" أو حينما تنشىء ريشاً يؤهلها للطيران.
فرغ بادغيت من تثبيت طرفي الفرش إلى بعضهما ببرشام، وهو اسلوب أسرع مقارنة مع استخدام غرز لرتق جانب الفرش. أطلق واطس قبضته عن أحد جناحبي الصغير للتأكد من أن ريشه غير عالق بأي شيء.
قال بادغيت"سنطلق على هذا الطير اسم بيكر"، في إشارة إلى الراحل بول بيكر، وهو مهندس طيران قام بتصميم طائرة "القرصان" وكان أحد جيران بايرد وداعما لمركز علم الأحياء الوقائي.
__________________
Lover
|