منتديات تو زوو متخصصون في عالم الحيوان وتربية
المخلوقات الجميلة ويضم منتدانا أكبر وأروع تجمع لهواة تربية الحيوانات والطيور
والأسماك والأحياء المائية والزواحف والبرمائيات ولمتابعي تحركات الحشرات
والمفصليات ولمحبي الزراعة والعناية بالنباتات كما نوفر لكم من خلال سوق تو زوو
الالكتروني الكبير عرض سلعكم بالمجان وبعد ذلك كله تستريحون في استراحة الهواة
متمنين لكم طيب الاقامة لدينا
04-06-2020, 10:32 PM
#1
هاوي جديد
ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ }
{ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا
تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ
إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }
[ النحل : 92 ]
تفسير بن كثير
هذا مما يأمر اللّه تعالى به وهو الوفاء بالعهود والمواثيق
والمحافظة على الأيمان المؤكدة .
ولهذا قال :
{ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا }
[ النحل : 91 ]
ولا تعارض بين هذا وبين قوله :
{ وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ }
[ البقرة : 224 ]
وبين قوله تعالى :
{ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ }
[ المائدة : 89 ]
أي : لا تتركوها بلا كفارة،
وبين قوله عليه السلام فيما ثبت عنه في الصحيحين
أنه عليه الصلاة والسلام قال :
( إني , واللّه ! إن شاء اللّه , لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيراً منها ,
إلا أتيت الذي هو خير وتحللتها )
وفي رواية :
( وكفرت عن يميني )
لا تعارض بين هذا كله ولا بين الآية المذكورة ههنا
وهي قوله :
{ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا }
[ النحل : 91 ]
لأن هذه الأيمان المراد بها : الداخلة في العهود والمواثيق ،
لا الأيمان التي هي واردة على حث أو منع ؛
ولهذا قال مجاهد في قوله :
{ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا }
[ النحل : 91 ]
يعني : الحلف ، أي : حلف الجاهلية .
ويؤيده ما رواه الإمام أحمد عن جبير بن مطعم قال :
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم :
( لا حلف في الإسلام ،
وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة )
[ رواه أحمد ومسلم عن جبير بن مطعم مرفوعاً ]
ومعناه :
أن الإسلام لا يحتاج معه إلى الحلف الذي كان أهل الجاهلية يفعلونه ،
فإن في التمسك بالإسلام كفاية عما كانوا فيه .
وقال ابن جرير، عن بريدة في قوله :
{ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ }
[ النحل : 91 ]
قال: نزلت في بيعة النبي صلى اللّه عليه وسلم ،
كان من أسلم بايع النبي صلى اللّه عليه وسلم على الإسلام .
فقال :
{ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ }
[ النحل : 91 ]
هذه البيعة التي بايعتم على الإسلام
{ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا }
[ النحل : 91 ]
لا يحملنكم قلة محمد وكثرة المشركين
أن تنقضوا البيعة التي بايعتم على الإسلام .
وقوله :
{ إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ }
[ النحل : 91 ]
تهديد ووعيد لمن نقض الأيمان بعد توكيدها.
وقوله :
{ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا }
[ النحل : 92 ]
قال السدي :
هذه امرأة خرقاء كانت بمكة كلما غزلت شيئاً نقضته بعد إبرامه .
وقال مجاهد وقتادة : هذا مثل لمن نقض عهده بعد توكيده .
وهذا القول : أرجح وأظهر ، سواء كان بمكة امرأة تنقض غزلها أم لا .
وقوله :
{ أَنْكَاثًا }
[ النحل : 92 ]
أي : أنقاضاً ،
{ تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ }
[ النحل : 92 ]
أي : خديعة ومكراً
{ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ }
[ النحل : 92 ]
أي : تحلفون للناس إذا كانوا أكثر منكم ليطمئنوا إليكم ،
فإذا أمكنكم الغدر بهم غدرتم ، فنهى اللّه عن ذلك لينبه بالأدنى على الأعلى .
قال ابن عباس :
{ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ }
[ النحل : 92 ]
أي: أكثر ،
وقال مجاهد :
كانوا يحالفون الحلفاء فيجدون أكثر منهم وأعز ،
فينقضون حلف هؤلاء ويحالفون أولئك الذين هم أكثر وأعز فنهوا عن ذلك .
وقوله :
{ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ }
[ النحل : 92 ]
قال ابن جرير :
أي : بأمره إياكم بالوفاء بالعهد
{ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }
[ النحل : 92 ]
فيجازي كل عامل بعمله من خير وشر.
تفسير الجلالين
{ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ } : أفسدت , { غَزْلَهَا } : ما غزلته ,
{ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ } : إحكام له وبرم ,
{ أَنْكَاثًا } : حال , جمع : نكث وهو ما ينكث , أي : يحل إحكامه
وهي امرأة حمقاء من مكة كانت تغزل طوال يومها ثم تنقضه ,
{ تَتَّخِذُونَ } : حال من ضمير ,
{ تَكُونُوا } : أي : لا تكونوا مثلها في اتخاذكم
{ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا } : هو ما يدخل في الشيء وليس منه أي : فسادا أو خديعة ,
{ بَيْنَكُمْ } : بأن تنقضوها , { أَنْ } : أي : لأن , { تَكُونَ أُمَّةٌ } : جماعة ,
{ هِيَ أَرْبَىٰ } : أكثر , { مِنْ أُمَّةٍ } : وكانوا يحالفون الحلفاء ,
فإذا وجد أكثر منهم وأعز نقضوا حلف أولئك وحالفوهم
{ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ } : يختبركم , { اللَّهُ بِهِ } : أي : بما أمر به من الوفاء بالعهد
لينظر المطيع منكم والعاصي أو يكون أمة أربى لينظر أتفون أم لا ,
{ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }
[ النحل : 92 ]
في الدنيا من أمر العهد وغيره بأن يعذب الناكث ويثبت الوافي.
تفسير الطبري
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى :
{ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا
تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ }
[ النحل : 92 ]
يَقُول تَعَالَى
ذِكْره نَاهِيًا عِبَاده عَنْ نَقْضِ الْأَيْمَان بَعْد تَوْكِيدهَا , وَآمِرًا بِوَفَاءِ الْعُهُود ,
وَمُمَثِّلًا نَاقِض ذَلِكَ بِنَاقِضَةِ غَزْلهَا مِنْ بَعْد إِبْرَامه وَنَاكِثَته مِنْ بَعْد إِحْكَامه .
وَلَا تَكُونُوا أَيّهَا النَّاس فِي نَقْضِكُمْ أَيْمَانكُمْ بَعْد تَوْكِيدهَا
وَإِعْطَائِكُمْ اللَّه بِالْوَفَاءِ بِذَلِكَ الْعُهُود وَالْمَوَاثِيق .
{ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ }
[ النحل : 92 ]
يَعْنِي : مِنْ بَعْد إِبْرَام .
وَكَانَ بَعْض أَهْل الْعَرَبِيَّة يَقُول : الْقُوَّة : مَا غُزِلَ عَلَى طَاقَة وَاحِدَة وَلَمْ يُثْنَ .
وَقِيلَ : إِنَّ الَّتِي كَانَتْ تَفْعَل ذَلِكَ اِمْرَأَة حَمْقَاء مَعْرُوفَة بِمَكَّة .
ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 16512 –
* حَدَّثَنَا الْقَاسِم
قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج .
عَنْ اِبْن جُرَيْج , قَالَ : أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن كَثِير :
{ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ }
[ النحل : 92 ]
قَالَ : خَرْقَاء كَانَتْ بِمَكَّة تَنْقُضهُ بَعْد مَا تَبْرُمهُ . 16513 –
* حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى
قَالَ : ثنا إِسْحَاق , قَالَ : ثنا عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر ,
عَنْ اِبْن عُيَيْنَة , عَنْ صَدَقَة , عَنْ السُّدِّيّ :
{ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا
تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ }
[ النحل : 92 ]
قَالَ : هِيَ خَرْقَاء بِمَكَّة كَانَتْ إِذَا أَبْرَمَتْ غَزْلهَا نَقَضَتْهُ .
وَقَالَ آخَرُونَ : إِنَّمَا هَذَا مَثَل ضَرَبَهُ اللَّه لِمَنْ نَقَضَ الْعَهْد ,
فَشَبَّهَهُ بِامْرَأَةٍ تَفْعَل هَذَا الْفِعْل .
وَقَالُوا : فِي مَعْنَى نَقَضَتْ غَزْلهَا مِنْ بَعْد قُوَّة , نَحْوًا مِمَّا قُلْنَا .
ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 16514 –
* حَدَّثَنَا بِشْر
قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله :
{ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا }
فَلَوْ سَمِعْتُمْ بِامْرَأَةٍ نَقَضَتْ غَزْلهَا مِنْ بَعْد إِبْرَامه لَقُلْتُمْ : مَا أَحْمَق هَذِهِ !
وَهَذَا مَثَل ضَرَبَهُ اللَّه لِمَنْ نَكَثَ عَهْده . 16515 –
* حَدَّثَنَا الْقَاسِم
قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد :
{ وَلَا تَكُونُوا كَاَلَّتِي نَقَضَتْ غَزْلهَا مِنْ بَعْد قُوَّة }
[ النحل : 92 ]
قَالَ : { غَزْلهَا } : حَبْلهَا تَنْقُضهُ بَعْد إِبْرَامهَا إِيَّاهُ وَلَا تَنْتَفِع بِهِ بَعْد .
* حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو
قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى .
* وَحَدَّثَنِي الْحَارِث
قَالَ : ثنا الْحَسَن , قَالَ : ثنا وَرْقَاء .
* وَحَدَّثَنِي الْمُثَنَّى
قَالَ : ثنا أَبُو حُذَيْفَة , قَالَ : ثنا شِبْل , جَمِيعًا ,
عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد :
{ كَاَلَّتِي نَقَضَتْ غَزْلهَا مِنْ بَعْد قُوَّة }
[ النحل : 92 ]
قَالَ : نَقَضَتْ حَبْلهَا مِنْ بَعْد إِبْرَام قُوَّة .
* حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى
قَالَ : ثنا إِسْحَاق , قَالَ : ثنا عَبْد اللَّه , عَنْ وَرْقَاء ,
عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد : مِثْله : 16516 .
* حَدَّثَنِي يُونُس
قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد ,
فِي قَوْله :
{ وَلَا تَكُونُوا كَاَلَّتِي نَقَضَتْ غَزْلهَا مِنْ بَعْد قُوَّة أَنْكَاثًا }
[ النحل : 92 ]
قَالَ : هَذَا مَثَل ضَرَبَهُ اللَّه لِمَنْ نَقَضَ الْعَهْد الَّذِي يُعْطِيه ,
ضَرَبَ اللَّه : هَذَا لَهُ مَثَلًا بِمَثَلِ الَّتِي غَزَلَتْ ثُمَّ نَقَضَتْ غَزْلهَا ,
فَقَدْ أَعْطَاهُمْ ثُمَّ رَجَعَ , فَنَكَثَ الْعَهْد الَّذِي أَعْطَاهُمْ .
وَقَوْله : { أَنْكَاثًا } يَعْنِي : أَنْقَاضًا ,
وَكُلّ شَيْء نُقِضَ بَعْد الْفَتْل فَهُوَ أَنْكَاث, وَاحِدهَا : نِكْث حَبْلًا كَانَ ذَلِكَ أَوْ غَزْلًا ,
يُقَال مِنْهُ : نَكَثَ فُلَان هَذَا الْحَبْل فَهُوَ يَنْكُثهُ نَكْثًا ,
وَالْحَبْل مُنْتَكِث : إِذَا اِنْتَقَضَتْ قُوَاهُ .
وَإِنَّمَا عُنِيَ بِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِع نَكْث الْعَهْد وَالْعَقْد .
وَقَوْله :
{ تَتَّخِذُونَ أَيْمَانكُمْ دَخَلًا بَيْنكُمْ أَنْ تَكُون أُمَّة هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّة }
[ النحل : 92 ]
يَقُول تَعَالَى ذِكْره :
تَجْعَلُونَ أَيْمَانكُمْ الَّتِي تَحْلِفُونَ بِهَا عَلَى أَنَّكُمْ مُوفُونَ بِالْعَهْدِ لِمَنْ عَاقَدُّتمُوهُ
{ دَخَلًا } يَقُول : خَدِيعَة وَغُرُورًا لِيَطْمَئِنُّوا إِلَيْكُمْ
وَأَنْتُمْ مُضْمِرُونَ لَهُمْ الْغَدْر وَتَرْك الْوَفَاء بِالْعَهْدِ وَالنُّقْلَة عَنْهُمْ إِلَى غَيْرهمْ
مِنْ أَجْل أَنَّ غَيْرهمْ أَكْثَر عَدَدًا مِنْهُمْ .
وَالدَّخَل فِي كَلَام الْعَرَب : كُلّ أَمْر لَمْ يَكُنْ صَحِيحًا ,
يُقَال مِنْهُ : أَنَا أَعْلَم دَخَلَ فُلَان وَدُخْلُلَهُ وَدَاخِلَة أَمْره وَدُخْلَته وَدَخِيلَته .
وَأَمَّا قَوْله :
{ أَنْ تَكُون أُمَّة هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّة }
[ النحل : 92 ]
فَإِنَّ قَوْله أَرْبَى : أَفْعَل مِنْ الرِّبَا , يُقَال : هَذَا أَرْبَى مِنْ هَذَا وَأَرْبَأ مِنْهُ ,
إِذَا كَانَ أَكْثَر مِنْهُ ; وَمِنْهُ قَوْل الشَّاعِر :
وَأَسْمَرَ خَطِّيّ كَأَنَّ كُعُوبه نَوَى الْقَسْب قَدْ أَرْبَى ذِرَاعًا عَلَى الْعَشْر
وَإِنَّمَا يُقَال :
أَرْبَى فُلَان مِنْ هَذَا وَذَلِكَ لِلزِّيَادَةِ الَّتِي يَزِيدهَا عَلَى غَرِيمه عَلَى رَأْس مَاله .
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل .
ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 16517 .
* حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى
وَعَلِيّ بْن دَاوُدَ , قَالَا : ثنا عَبْد اللَّه بْن صَالِح , قَالَ : ثني مُعَاوِيَة ,
عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله :
{ أَنْ تَكُون أُمَّة هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّة }
[ النحل : 92 ]
يَقُول : أَكْثَر .
* حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد
قَالَ : ثني أَبِي , قَالَ : ثني عَمِّي , قَالَ : ثني أَبِي , عَنْ أَبِيهِ ,
عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله :
{ أَنْ تَكُون أُمَّة هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّة }
[ النحل : 92 ]
يَقُول : نَاس أَكْثَر مِنْ نَاس 16518 .
* حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو
قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى
* وَحَدَّثَنِي الْحَارِث
قَالَ : ثنا الْحَسَن , قَالَ : ثنا وَرْقَاء
* وَحَدَّثَنِي الْمُثَنَّى
قَالَ : ثنا أَبُو حُذَيْفَة , قَالَ : ثنا شِبْل , جَمِيعًا ,
عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله :
{ أَنْ تَكُون أُمَّة هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّة }
[ النحل : 92 ]
قَالَ : كَانُوا يُحَالِفُونَ الْحُلَفَاء , فَيَجِدُونَ أَكْثَر مِنْهُمْ وَأَعَزّ ,
فَيَنْقُضُونَ حِلْف هَؤُلَاءِ وَيُحَالِفُونَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ هُمْ أَعَزّ مِنْهُمْ , فَنُهُوا عَنْ ذَلِكَ
. * حَدَّثَنَا اِبْن الْمُثَنَّى
قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْحَاق , قَالَ : ثنا عَبْد اللَّه , عَنْ وَرْقَاء ,
عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد .
* وَحَدَّثَنِي الْقَاسِم
قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج ,
عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله : 16519 .
* حَدَّثَنَا بِشْر
قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله :
{ تَتَّخِذُونَ أَيْمَانكُمْ دَخَلًا بَيْنكُمْ }
[ النحل : 92 ]
يَقُول : خِيَانَة وَغَدْرًا بَيْنكُمْ .
{ أَنْ تَكُون أُمَّة هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّة }
[ النحل : 92 ]
أَنْ يَكُون قَوْم أَعَزّ وَأَكْثَر مِنْ قَوْم 16520 .
* حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى
قَالَ : ثنا أَبُو ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة :
{ دَخَلًا بَيْنكُمْ }
[ النحل : 92 ]
قَالَ : خِيَانَة بَيْنكُمْ 16521 .
* حَدَّثَنِي يُونُس
قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله :
{ تَتَّخِذُونَ أَيْمَانكُمْ دَخَلًا بَيْنكُمْ }
[ النحل : 92 ]
يَغُرّ بِهَا , يُعْطِيه الْعَهْد يُؤَمِّنهُ وَيُنْزِلهُ مِنْ مَأْمَنه ,
فَتَزِلّ قَدَمه وَهُوَ فِي مَأْمَن , ثُمَّ يَعُود يُرِيد الْغَدْر ,
قَالَ : فَأَوَّل بُدُوّ هَذَا قَوْم كَانُوا حُلَفَاء لِقَوْمٍ تَحَالَفُوا وَأَعْطَى بَعْضهمْ بَعْضًا الْعَهْد
فَجَاءَهُمْ قَوْم قَالُوا : نَحْنُ أَكْثَر وَأَعَزّ وَأَمْنَع ,
فَانْقُضُوا عَهْد هَؤُلَاءِ وَارْجِعُوا إِلَيْنَا ! فَفَعَلُوا ,
وَذَلِكَ قَوْل اللَّه تَعَالَى :
{ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَان بَعْد تَوْكِيدهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّه عَلَيْكُمْ كَفِيلًا }
[ النحل : 91 ]
{ أَنْ تَكُون أُمَّة هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّة }
[ النحل : 92 ]
{ هِيَ أَرْبَى }: أَكْثَر مِنْ أَجْل أَنْ كَانُوا هَؤُلَاءِ أَكْثَر مِنْ أُولَئِكَ نَقَضْتُمْ الْعَهْد
فِيمَا بَيْنكُمْ وَبَيْن هَؤُلَاءِ , فَكَانَ هَذَا فِي هَذَا ,
وَكَانَ الْأَمْر الْآخَر فِي الَّذِي يُعَاهِدهُ فَيُنْزِلهُ مِنْ حِصْنه ثُمَّ يَنْكُث عَلَيْهِ ,
الْآيَة الْأُولَى : فِي هَؤُلَاءِ الْقَوْم وَهِيَ مَبْدَؤُهُ , وَالْأُخْرَى: فِي هَذَا 16522
* حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن
قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثنا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول .
فِي قَوْله :
{ أَنْ تَكُون أُمَّة هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّة }
[ النحل : 92 ]
يَقُول : أَكْثَر , يَقُول : فَعَلَيْكُمْ بِوَفَاءِ الْعَهْد .
وَقَوْله :
{ إِنَّمَا يَبْلُوكُمْ اللَّه بِهِ }
[ النحل : 92 ]
يَقُول تَعَالَى ذِكْره : إِنَّمَا يَخْتَبِركُمْ اللَّه بِأَمْرِهِ إِيَّاكُمْ بِالْوَفَاءِ بِعَهْدِ اللَّه إِذَا عَاهَدْتُمْ ,
لِيَتَبَيَّن الْمُطِيع مِنْكُمْ الْمُنْتَهِي إِلَى أَمْره وَنَهْيه مِنْ الْعَاصِي الْمُخَالِف أَمْره
{ وَلَيُبَيِّنَن لَكُمْ يَوْم الْقِيَامَة مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }
[ النحل : 92 ]
يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَلَيُبَيِّنَن لَكُمْ أَيّهَا النَّاس رَبّكُمْ يَوْم الْقِيَامَة
إِذَا وَرَدْتُمْ عَلَيْهِ بِمُجَازَاةِ كُلّ فَرِيق مِنْكُمْ عَلَى عَمَله فِي الدُّنْيَا ,
الْمُحْسِن مِنْكُمْ بِإِحْسَانِهِ وَالْمُسِيء بِإِسَاءَتِهِ ,
{ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }
[ النحل : 92 ]
وَاَلَّذِي كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ فِي الدُّنْيَا
أَنَّ الْمُؤْمِن بِاَللَّهِ كَانَ يُقِرّ بِوَحْدَانِيَّةِ اللَّه وَنُبُوَّة نَبِيّه ,
وَيُصَدِّق بِمَا اِبْتَعَثَ بِهِ أَنْبِيَاءَهُ , وَكَانَ يُكَذِّب بِذَلِكَ كُلّه الْكَافِر ;
فَذَلِكَ كَانَ اِخْتِلَافهمْ فِي الدُّنْيَا الَّذِي وَعَدَ اللَّه تَعَالَى ذِكْره عِبَاده
أَنْ يُبَيِّنهُ لَهُمْ عِنْد وُرُودهمْ عَلَيْهِ بِمَا وَصَفْنَا مِنْ الْبَيَان .
تفسير القرطبي
قوله تعالى :
{ وَلَا تَكُونُوا كَاَلَّتِي نَقَضَتْ غَزْلهَا مِنْ بَعْد قُوَّة أَنْكَاثًا }
[ النحل : 92 ]
النقض والنكث واحد، والاسم النكث والنقض، والجمع الأنكاث.
فشبهت هذه الآية الذي يحلف ويعاهد ويبرم عهده
ثم ينقضه بالمرأة تغزل غزلها وتفتله محكما ثم تحله.
ويروى أن امرأة حمقاء كانت بمكة تسمى ريطة بنت عمرو بن كعب بن سعد
بن تيم بن مرة كانت تفعل ذلك، فبها وقع التشبيه ؛
قال الفراء : وحكاه عبدالله بن كثير والسدي ولم يسميا المرأة،
وقال مجاهد وقتادة : وذلك ضرب مثل، لا على امرأة معينة.
و { أَنْكَاثًا } : نصب على الحال. والدخل : الدغل والخديعة والغش.
قال أبو عبيدة : كل أمر لم يكن صحيحا فهو دخل.
{ أَنْ تَكُون أُمَّة هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّة }
[ النحل : 92 ]
قال المفسرون :
نزلت هذه الآية في العرب الذين كانت القبيلة منهم إذ حالفت أخرى،
ثم جاءت إحداهما قبيلة كثيرة قوية فداخلتها غدرت الأولى
ونقضت عهدها ورجعت إلى هذه الكبرى –
قاله مجاهد - فقال الله تعالى :
لا تنقضوا العهود من أجل أن طائفة أكثر من طائفة أخرى أو أكثر أموالا
فتنقضون أيمانكم إذا رأيتم الكثرة والسعة في الدنيا لأعدائكم المشركين .
والمقصود : النهي عن العود إلى الكفر بسبب كثرة الكفار وكثرة أموالهم .
وقال الفراء : المعنى لا تغدروا بقوم لقلتهم وكثرتكم أو لقلتكم وكثرتهم،
وقد عززتموهم بالأيمان. { أَرْبَى } : أي : أكثر؛ من ربا الشيء يربو إذا كثر.
والضمير في ( به ) يحتمل أن يعود على الوفاء الذي أمر الله به .
ويحتمل أن يعود على الرباء ؛
أي : أن الله تعالى ابتلى عباده بالتحاسد وطلب بعضهم الظهور على بعض،
واختبرهم بذلك من يجاهد نفسه فيخالفها ممن يتبعها ويعمل بمقتضى هواها؛
وهو معنى قوله
{ إِنَّمَا يَبْلُوكُمْ اللَّه بِهِ وَلَيُبَيِّنَن لَكُمْ يَوْم الْقِيَامَة مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }
[ النحل : 92 ]
من البعث وغيره.
والله جل جلاله اعلم
في الله اخوكم / مصطفى الحمد
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts
كود HTML معطلة
جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 10:38 PM .
الإدارة غير مسئولة عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء
فعلى كل شخص تحمل المسئولية تجاه مايقوم به من بيع أو شراء أو اتفاق أو اعطاء معلومات