قصة
--------------------------------------------------------------------------------لغة القطط
كان حمدان رجلا طيبا محبوبا بين جيرانه لايفعل الا الخير وكان ودودا محبا لزوجته مجتهدا في عمله فكان يقوم في الصباح الباكر ولا يعود لبيته الا متأخرا يغسل همومه مع زوجته ويلقي بجسمه المنهك علي السرير ليسترد عنفوانه ويستعد ليوم جديد من العمل.
وكان حمدان يملك جملا ويقوم بنقل البضائع عليه ويتقاضي أجرا مقابل ذلك وكان هذا الجمل هو رأس ماله لا يملك غيره وكان جمدان يلاحظ دائما أنه عندما يخرج كل يوم يجد قطتين ينتظرانه أمام المنزل وتنظران له حتي يتواري عنهما … فقرر في نفسه أن يتعلم لغة القطط فذهب الي شيخ معروف عنه أنه يعلم لغة القطط وطلب منه أن يعلمه لغة القطط فرفض الشيخ وحذره من ذلك وقال له لا لن أعلمك فقد خلقنا الله لكل منا مهمته في هذه الحياة ياحمدان دع الملك للمالك وأصر حمدان فاستجاب له الشيخ وقال له أود ألا تندم علي ذلك .. فرح حمدان بتعلمه للغة القطط واصبح يعلم حوار القطط وفي صباح اليوم التالي قام حمدان فصلي الفجر وأخذ جمله ومشي لعمله وهو خارج من البيت سمع الحوار بين القطط سمع القطة الصغيرة تكلم القطة الكبيرة وتقول لها أنا جائعة فقالت لها اصبري اليوم سيعود السيد حمدان من عمله بالجمل وسيقع الجمل عند دخوله بسبب هذا الحجر وسيذبحه حمدان وسنأكل ونشبع فجري حمدان وأدخل الجمل مرة أخري ورفع الحجر من أمام البيت ثم خرج الي عمله وعاد ودخل الجمل ولم يقع فأبتسم حمدان في نفسه وقال لولا أنني أعرف لغة القطط كان الجمل قد وقع وذبح الآن .. وفي اليوم التالي سمع حمدان القطتين تتكلمان فقالت الصغيرة للكبيرة لم يمت الجمل بالأمس كما قلتي لأن حمدان رفع الحجر وكأنه سمعك وأنا جائعة اليوم جدا فقالت لها القطة الكبيرة اصبري اليوم ستقع زوجة حمدان من علي السطح أثناء نشر الملابس المغسولة وستموت ويقام سرادق عزاء كبير وسيكون الأكل كثيرا فنأكل حتي نشبع فرجع حمدان الي البيت فوجد زوجته تستعد لنشر الملابس فجري وأخذ منها الملابس ونشرها هو وخرج بعد ذلك الي عمله وعاد ونظر لزوجته وابتسم وقال لنفسه ماذا لو كنت لا أعلم لغة القطط كانت ماتت زوجتي الحمد لله فقد أنقذتها .. وفي اليوم الثالث وحينما هم حمدان بالخروج وجد القطتين تتكلمان مرة أخري فسمع الصغيرة تقول للكبيرة لقد فقدت الثقة في كلامك فقد أنقذ السيد حمدان زوجته من الموت وأنا قد اشتد بي الجوع ولن أصبر أكثر من ذلك فقالت لها القطه الكبيرة اصبري اليوم لن يستطيع حمدان انقاذ نفسه وسوف يموت هو نفسه اليوم بغد عودته وسيقام سرادق عزاء كبير وسنأكل حتي نشبع فردت عليها هذه آخر فرصة لكي بعد ذلك فلن أصدقكي أبدا فجع حمدان من كلام القطتين وبكي بكاءا شديدا وهرع الي الشيخ فحكي له ما حدث فقال له الشيخ : ألم أحذرك ياحمدان اليوم تدفع ثمن التدخل في ارادة الله اذهب فاستغفر ربك فقد حان ميعاد موتك وستأكل القطط ..حتما فقد فداك الله بالجمل فلم ترضي بقضاء الله وأنقذت الجمل وفداك الله بزوجتك فلم ترضي بقضاء الله وأنقذتها واليوم ماذا أنت فاعل … ألم أقل لك دع الملك للمالك
__________________
----------------------------------
------------------------------------------
|