ان كنت لاتعرف كيف تساعد طائرك، فلا تزيد معاناته!
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نسعين..
السلام عليكم ورحمة اله وبركاته..
منذ مدة طويلة وانا اتصفح المنتديات المختصة بالطيور وبعض مايدور في وسائل الاتصال الإجتماعي و كنت أركز دائما على الأمور الطبية، و أتابع استفسارات الهواة و الردود عليها، و الذين عادةً ما يرددون العبارات التالية: ((الحق على طيرك اذا تأخرت خلاص ماله علاج )) او ((اذا أصابه هذا المرض سوف يموت بشكل بطيء))، (( انتبه لاتعطيه أبره بيموت)) وغيرها، وكثيراً مايعلقون النتائج السلبية لممارساتهم الخاطئة "بمناعة الطائر" لأنه حسب رأيهم "اذا مرض الطائر ولم يقاوم جسمه المرض فسوف يموت ولن ينفع معه أي علاج"، بل هناك آراء وممارسات حقيقة تؤلم القلب، وانت تتابع معاناة الطائر بينهم، فلا هم اعتنوا به كما يفترض أن يكون، ولا هم تركوه في حاله يعاني مابه.
وكمثال وهو مع الأسف شائع بكثرة: يسأل المربي عن مضاعفات الإسهال - أعزكم الله - فتجد الردود اكثر من تشخيص، ولكن العلاج واحد "منقوع الثوم"!!
الثوم في الأساس من المأكولات الضارة بالببغاوات وهي في حال سليمة فكيف بها وهي مريضة!! ثم إن مايقتل الببغاء حال الإسهال هو حالة الجفاف الشديد بسبب فقدانه للسوائل والتي يجب عليه أن يعوضها عن طريق الأكثار من شرب الماء وهذا سوف يصبح صعباً أو مستعصياً عليه بسبب طعم ورائحة الثوم فيه!!
ومثال ءاخر: تجد مربي ما يصف أعراض مرض ما لطائره؛ ثم تأتي الوصفات على طريقة (يجب توفير العلاج الفلاني وضع 5 قطرات بالمشربية لمدة ثلاثة أيام)!
فأتسائل: هذه الـ 5 قطرات كم تساوي مل بالضبط؟ و وكل (مل) كم فيه من (مج) من تركيز الدواء ؟
و كم حجم المشربية؟ الا تختلف مشربية القفص الوسط عن الكبير!
ثم كم الكمية التي سيشربها الطائر؟ وكم مره سوف يشرب؟
باختصار كم هي كمية العلاج التي يجب ان تصل لجسم الطائر؟ هل من الممكن حصرها بهذه الطريقة؟!!
اظن أنكم فهمتم الآن مدى الخلل الحاصل بهذه الوصفة !!..
أعزائي الكرام مسألة علاج الطيور ليس بالتجربة عليها او بالتخمين، وايضاً ليس بقراءة عدة سطور على صفحات الانترنت، ويجب أن تعلموا انه لا يقاس بعدد السنوات التي قضاها المربي في هذه الهواية سواءاً طالت أو قصرت!! فتربية الطيور هواية تزداد المعرفة فيها مع الممارسة ومحاولة فهم سلوكيات الطيور والتعامل معها.
أما علاج الببغاوات فهو جزء من "الطب البيطري" بمعنى أنه علم يدرس أولاً ثم تأتي الممارسة والخبرة بعد ذلك.
ولكي يتم العلاج بالشكل الصحيح لابد من تطبيق النقاط التالية:
1- أولاً المعلومات: لابد من معرفة نوع الطائر، وعمره، والدولة المصدرة له، وحالته الصحية سابقاً، وتاريخ وصولة، وشرح الأعراض الحالية بالتفصيل.
2- يجب أن يفحص أكلينيكياً بشكل كامل من اعلى رأسه حتى ءاخر ذيله.
3- يجب عمل فحوصات مخبرية اذا دعت الحاجة لها.
4- لابد أن يكون التشخيص دقيق جداً ولا يختلط بعلامات مرض ءاخر والتي غالباً ما تتشابه.
و كل تلك الخطوات السابقة لابد أن تكون على يد شخص متخصص في الطيور، وليس في المواشي كما هو حال الأغلبية العظمى من البياطرة لدينا بكل أسف؛ ثم بعد هذه المرحلة نأتي إلى مرحلة العلاج:
1- يجب ان يكون الدواء أولاً مخصص لعلاج هذا المرض، وأن يكون مخصص للطيور، وليس لحيوانات أخرى من فصيلة أخرى.
2- أن يستخدم العلاج حسب تعليمات الشركة المنتجة، وليس حسب اجتهاد الاخصائي، فالدواء المخصص للحقن الوريدية لاينفع أن يعطى عن طريق الفم، وقد وقفت على عدة حالات منها. والله المستعان.
3- يجب أن تكون الجرعة التي تصل لجسم الطائر دقيقة (وهذه في غاية الأهمية) وتعطى في الأوقات المحددة على عدد الأيام المطلوبة.
اذا لم يتم الالتزام بكل تلك الخطوات، بالتأكيد لن يتعافى الطائر، بل انها ستكون مصدر ضرر له، زيادة على المرض الذي يعانيه، بل انها قد تكون هي سبب وفاته. فهذه الإدوية هي مستحضرات كيميائية إما أن تستخدم بشكل صحيح و إلّا فأن أضرارها قاتلة.
والمثال الذي يجب يطبقه كل مربي يتقي الله بهذه المخلوقات المغلوبة على أمرها، أن تُفحص على أيدي مختص يحترم أمانة العمل أمام الله ثم يحترم أمانة العلم، وإلا فل يقول الله أعلم، ويترك الاستشارة والعلاج لمن يعلم. فإن قام بتشخيص حالة الطائر مثلاً بـ إلتهاب بالجهاز الهظمي، يفترض فحص عينه من الطائر وعمل مزرعة للميكروبات، فإن اشتبه مثلاً بوجود "قاردياً" مثلا يجب عليه فحص عينه من الطائر، وعند وصف الدواء فلازول مثلاً (ميترونايدازول) فيجب عليه حساب الجرعة الطبية بدقه وكتابة الوصفة الصحيحة كالتالي:
العلاج الموصى به بالنسبة للببغاوات 25 مج لكل 1 كج وزن/ مرتين في اليوم لمدة 14 يوم
فإن كان وزن الطائر نصف كج/ إذن هو يحتاج الى 12.5 مج
وعلى افتراض أن علبة الدواء تحوي 125 مج / 5 مل
فإن كل 1 مل يساوي 25 مج
بالتالي فهو يحتاج إلى 1/2 نصف مل والذي يحتوي 12.5 مج وهو المطلوب
يوضع في فم الطائر مباشرة عن طريق الأبرة مرتين في اليوم ولمدة 14 يوماً. ولا بأس من تخفيفها بعصير مثلاً حتى يتقبلها الطائر.
مع ملاحظة انه بعد صرف الدواء لابد من المراجعه لإعادة تقييم الحاله ومراجعة نتائج العينات في حال تأخر نتائجها.
أما غير هذا فهو ليس إلا فلسفة لا تفضي إلا إلى الإضرار بالطائر وهدر للوقت و المال.
والسلام ختام.
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة : nossa بتاريخ 02-10-2017 الساعة 01:53 AM.
السبب: إظافة الختم والتقييم
|