السيد ملوكان

[سلوم 2014]

السيد ملوكان هو ببغاء نوع كوكاتو ملوكان أفضل ببغاوات الكوكاتو في تقليد الكلام على الإطلاق وإن كان تقليده لحركات البشر وأفعالهم أكثر من تقليده لكلامهم وهو أضخم ببغاوات الكوكاتو البيضاء على الإطلاق أيضاً فهو يزن ٩٠٠جرام ويبلغ طوله من الرأس إلى الذيل ٥٢ سم وهذه حقائق ،
أما رأيي الشخصي فهو أفضل الببغاوات البيضاء والخضراء والحمراء وتلك المنظومة المتكاملة من الألوان
إذاً هو أفضل الببغاوات جمعاء لأنها اكتملت فيه أوصاف لم تكتمل في غيره
فهو ببغاء راكد لا تفزعه الأصوات ولا تذعره وجوه الغرباء والأشياء الجديدة كتغير المكان أو الخروج إلى الحديقة وتغير الروتين كما تذعر الببغاوات الأخرى
وهو ببغاءٌ ودود وحنون وحبُّوب يحب الأطفال ويحبونه ويحب الحضن ويعشق المساج والتدليك خاصةً تحت الجناح من جميع أفراد الأسرة وليس صاحبه فحسب وكثير من الببغاوات تعمد إلى اتخاذ أحد أفراد الأسرة صديقاً لها فقط وأما الآخرين فأعداء محاربون وتكون بعيدة كل البعد عن هذه الحميمية مع أفراد الأسرة كلهم،
أما السيد ملوكان فهو ببغائي الخاص أخذته غر صغير لم يكتمل ريشه
أسميته السيد ملوكان وكنيته أبو منقار ودلعته ملُّوكي
أطعمته السيرلاك بأصابع يدي خشية أن تأذيه إبرة الغر أو يبلع أنبوبها كما حدث لكثير من المربين حتى بلغ الفطام وبلغ مبلغ الببغاوات فكان نعم الببغاء وأمنية كل مربي
أحببته حباً عظيماً وأحبني ربيته أحسن تربية وأدبته أحسن تأديب وغرست في وجدانه قيماً عليا فهو لا يذرق في أي مكان في البيت ولا وهو فوق غاربي وهذا مكانه المفضل حتى ينزل أو أذهب به إلا الحمام وأقول له أذرق فيستجيب للأمر فوراً
أفهمته أن منقاره للأكل فقط وشيئاً من اللعب ففهم وعلمته أن أسرتنا هي أهله وسربه فعلم
إذا رآني أقرأ كتاباً سكن وإذا ناديته استجاب لندائي
حدثت أصحابي عنه حتى رفعته إلى مقام الإنسانية ،
عشنا زمناً لا ننكر من أمره شيء حتى جاء أحد هؤلاء الأصحاب الذين طالما حدثتهم عنه و وضع عندي زوجٌ من طيور الحب وكان يريد السفر لأمر طارئ وكان يعرف حبي للطيور وعنايتي بها
فاندش أبنائي من هذه الطيور الصغيرة ولكل جديد دهشه
فغضب السيد ملوكان وهو حليم وصاح صيحةً لم أسمع مثلها قط وصرخ صرخةً دوت في أرجاء البيت وعضني وطارد أبنائي وعض كل من وصل إليه منقاره ثم خالفنا وهجم على هذه الطيور التي وضعت أمانة في عنقي وارتكب مجزرة مروعة قتل فيها الذكر وجرح الأنثى
فغضبتُ عليه غضباً لم أغضبه من قبل فزجرته ونهرته ثم استحضرت ما بقي معي من عنفوان الشعر وهجوته قائلاً :

أكـادُ أقـفـز حـيـن يـقـفـزُ صـارخـاً
من فـجعةٍ وأصيح حـين يصيحُ
أُصِبْت فما في الجسم موضع نقرةٍ
ولا موضع منقار يقال صحيـحُ
وفي كفي اليـمنىٰ من العض قرحـةٌ
تسيل وإحدىٰ الإصبعين ذبيحُ
فـلـلـه كـم قـد أٓطـعٓـمٓـتـكٓ أصـابعي
وأنـت صـغـيرٌ ما تـزال كسيـحُ
لَـعْـمــرُكَ مــا هــذا جــزائـي وإنــه
لفعلٌ قبيحٌ في العقوق صريحُ
وحَـاربـتَ بالمـنقـار إبـنـي وإبـنـتي
فكم من دمٍ فوق البلاط سفيحُ
غٓزٓوتٓ طيور الحب في عـقر دارهـا
وغـادرتٓ منـهـا هالـكٌ وجريـحُ




️كوكاتو ملوكان حبٌ وحنان️