السلام عليكم
من العادات المألوفة في مجتمعنا انه ايام الجمع من كل اسبوع
يكون سوق الحيوانات والطيور مزدحما بالمارة والمتبضعين
ويكون موقع للقاء الهواة في كل المجالات
وتبادل الخبرات بين المربين وطرح الاسئلة فيما بينهم وايجاد الحلول التجريبية
وليس النظرية لكل الاسئلة المطروحة
ويوجد في السوق مقهى مقسم بدون قصد على حسب الهوايات
فكل منضدة يتحلق حولها مجموعة هواة يتقاسمون حب هواية واحدة
فالذي يريد الحصول على اية معلومة ،سؤال،استفسار
يدخل الى هذه المقهى فيجد ضالته
سواء بالسؤال المباشر او الجلوس والاستماع الى الاحاديث الملونة والمزخرفة بتلون الطيور والحيوانات
في احدى الجمعات وعند زيارتي للسوق العتيد
جذب انتباهي جمهرة من الناس متحلقين حول شخص صوته يعلو على الجميع
فدفعني الفضول للاستماع لما يدور من حديث وربما الى الخطبة التي يلقيها متصدر الجمع
كان يقول بصوت عال وثقة راسخة موجها الكلام الى احد الحضور
لاحبيبي هذه المواصفات لاتنطبق عليه وللتاكد اقرا المصدر الفلاني
بالحقيقة سحرني هذا الكلام فالرجل يبدو متمكن من الهواية بثقة ويعزز اجوبته بالمصادر
فبقيت متسمرا في مكاني استأنس بأطراف الحديث
الى ان سمعته رفع عقيرته بصوت مرتفع وكأنه يدعو الناس الى الحضور حتى يبهرهم بخبرته ودرايته بالحمام صاح او صرخ قائلا
لاحبيبي لايجوز مسك الفراخ الا بعد مرور شهر على التفقيس
لان لو حصل ذلك لكان الابوين يتركان الافراخ
بسبب الرائحه البشرية التي تبقى على الفراخ عند مسكهم
هنا جحظت عيناي وارتفع حاجباي من الصدمة والدهشة
فهذة المعلومة خاطئة ويعرف ذلك كل من مارس تربية الحمام ونتج عنده فرخين متباينين في الحجم حيث يضطر المربي يوميا ان يرفع الفرخ الاكبر
حتى يعطي مجال للابوين لاطعام الفرخ الاصغر
والنتيجة ان الابوين لا يتركان الصغار
وبما ان حبل الكذب قصير فأن المعلومات الخاطئة اصمت اذني وهوة يتحدث بها مثل
لاحبيبي لاتنظف العش الذي فيه صغار فأن الابوين يهجرانه وربما يقتلان الافراخ
وهذه معلومة ثابت خطأها بالتجربة
الى ان جائت الضربة القاضية على يد طفل ذو 8 سنوات تقريبا ساله
عمو عندي زوج حمام واحد فقط ولكنه يتشاجر دائما
فأستفسر الخطيب
كيف يتشاجران
اجاب الطفل
احدهما يضع منقاره في فم الاخر ويحاول قلع لسانه بحيث ان رأسيهما يرتعشان بقوة
هنا اطلق خطيبنا ضحكة عالية جعلت الرقاب البعيدة تلتفت وقال
لاحبيبي هذا ليس شجار وانما تزاوج
هنا الذكر يدخل منقاره في فم الانثى ليطعمها
عند هذا الحد خيم السكون على المكان وكأن على رؤوسنا الطير
وتبادل الحضور النظرات مدهوشين وانفض الجمع بسرعة كبيرة امام دهشة ووجوم
الخبير المزعوم
هنا اتضح لنا ان الرجل ليس فقط لايعرف شيئا عن الحمام
وانما لم يقتني ولازوج واحد
لانه لايعرف طريقة قُبَل الحمام التي يعرفها الطفل الصغير الذي تعايش مع الحمام
وهي ببساطة ان الانثى تدخل منقارها في فم الذكر ليطعمها
وقد ابتليت منتدياتنا العربية بمثل هؤلاء الدجالين