المحلات و أصحابها و العاملين بها ..ما بين إنعدام الخبرة و الكذب

[نهر الأمازون]

قال صلى الله عليه و سلم ( من كتم علما يعلمه, جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار)

و قال السلف( من قال لا أعلم فقد أفتى)

و قد بدأت موضوعي بالحديث الشريف و الحكمة السابقة كإستهلال لقصة مرت بي يوم أمس أعرضها عليكم ختى يأخذ الجميع الحذر, و القصة كالتالي:

قمت قبل مدة بشراء لعبة لببغائي من محل معروف بجدة, وهي عبارة عن قطع خشبية ملونة معقودة بحبال بيضاء و يعلوها قطع جلدية و حبال خشنة (نفس حبال الغسيل) ملونة. وضعت اللعبة في القفص و كان الببغاء مغرما بها ف للأمانة, تركيبة اللعبة تشجع على العض و الجذب و اللعب.
في أحد الأيام, قمت بغسل الألعاب و كان من ضمنها هذه اللعبة و لاحظت أن يدي و حوض الغسيل إمتلئا بصبغة زرقاء نشعت عن أحد القطع الخشبية و حولت الخيوط البيضاء الى اللون الأزرق مع ملاحظة اني لم استخدم الخل (بنسب معينة) أو حتى المنظفات اللطيفة, فقط ماء. قمت بعد ذلك بنقعها في الماء يوم كامل, لأفاجأ بتحول الماء في الوعاء الى اللون الأزرق. طبعا لم أعاود وضع اللعبة في القفص مجددا, فمن الواضح أن صناعة اللعبة رديئة و ال Finishing أسوأ , و لن أغامر بوضع لعبة من الممكن إنتقال صبغاتها الرديئة الى ال system الداخلي للبغاء.
ذهبت لإرجاع اللعبة يوم أمس الى المحل, و لاحظت أن صاحب المحل صافحني بيده و عيونه على اللعبة متسائلا, فوضحت له الأمر و إذا به و بكل برود يقول لي: و لماذا غسلتها !!
طبعا بدأت بمحاضرته كأي مبتدئ أن تنظيف محتوى الببغاء يشمل القفص و الألعاب أيضا و التي من الممكن أن تتعرض لبراز الطائر و لأن فيها أنسجة فمن الممكن مع جو جدة الرطب توالد البكتيريا (معلومة يعرفها خريج الإبتدائي) !! , لاحظت أن كلامي لم يعجبه و سألني ببرود و إمتعاض: و المطلوب؟ , أجبته بنفس البرود و التحدي أنني لن أضع اللعبة مجددا في القفص (طبعا واضح جدا أنني كنت أريد إسترجاع نقودي, و لكن أخينا المتعالم أو المتحاذق كان يريد شراء الوقت و تشتيت الموضوع بأي طريقة) و لما وجد مني الإصرار, أرغم على إرجاع المبلغ

الدروس المستفادة:

1- للأسف الشديد تكثر البضائع المقلدة و السيئة عموما و التي تخص مجال هوايتنا, و ليس بالضرورة أن يكون المحل كبيرا و جميلا ليوفر بضائع ممتازة.

2- الألعاب ضرورية للبغاء حتى لا يشعر بالملل و لكن أخطار بعضها كبيرة على الببغاء.

3- بحسب خبرتي في المحلات عموما و من واقع عشته ما بين أمريكا و منطقتنا العربية (طبعا مع وجود تفاوت) أكثر العاملين بالمحلات خبراتهم قليلة و هو فقط متمم لل show ليس أكثر... همه في النهاية تسمين حصالة المحل , و أصحاب المحلات عموما قد يوجد لديهم الخبرة و لكن تنقصهم الأمانة (مع الأسف هذا لاحظته عندنا و بكثرة)


4- بالنسبة لل breeders أو المربين المحترفين و خصوصا في أمريكا وجدت العلم و الخبرة و الأمانة و معظم هؤلاء من أصحاب التخصصات العلمية و بعضهم لديه الموهبة و الباع الطويل في مجالنا , يعلم الله كم تعلمت من هؤلاء, بالنسبة لمنطقتنا العربية الخير باق والله في كثير ممن قابلت و لكن هناك أصلا قلة في ال breeders أو مزارع الإنتاج الخاصة.

5- قبل شراء أي منتج أو لعبة, راجع الملصق أو ورقة التعريف بالمنتج و من المستحيل عدم وجود صفحة للشركة المنتجة في الإنترنت خصوصا و أننا في القرن الواحد و العشرين , قم بالدخول على الموقع من خلال هاتفك و انت في المحل قبل شراء المنتج و راجع معلومات المنتج و من ثم توكل على الله. طبعا لم يوجد موقع انترنت في الورقة التعريفية باللعبة التي إشتريتها, و سبحان الله لم أهتم بالموضوع وقتها ربما لأن اللعبة كان شكلها جذابا جدا, بعكس لعبتين ابتعتهما قبل ذلك من محل كبير آخر كان عليها ورقة تعريفية كاملة و موقع للشركة المنتجة.

و في الختام آسف على الإطالة و لكن أبدا ما تسوى عليك يتضرر ببغائك بسبب لعبة أو منتج مقلد أو رديئ الصنع إشتراه صاحبه بأبخس الأثمان ليبيعه عليك بأضعاف مضاعفة !!