الأتروبين بحسناته وسيئاته
قبل كل شيئ أود أن أوضح أن أختصاصي هو تخدير يعني أن مادة الأتروبين هي إختصاص حصري لنا ولكن يتم إستعمالها في إختصاصات أخرى لكن قبل كل شيئ هي خاصة بتحضير المريض للعمليات من أجل تنظيم ضربات القلب كي لايتأثر بالمخدرات التي نعطيها للمريض وأيضاً أثناء العمليه إذا لاحظنا إتخفاض في عدد ضربات القلب تحت ال 50 نبضه لللبالغ بالدقيقه نضطر لإعطاء الأتروبين لإعادة النبض لحالته الطبيعيه وأتذكر أن السؤال عن الأتروبين كان السؤال الأول في ورقة الإمتحان والمهم في ذلك يجب أن نعرف أن للأتروبين بعض المساوئ فهو يؤدي لجفاف الفم ويقلل من إفراز اللعاب ويمنع حركة الأمعاء ويسبب توقف نظر لفترة يوم ويوم آخر تكون الرؤيه ضبابيه أما عن إستعماله لدى الحيوانات الأليفه فلكوني لست من أهل الإختصاص تجاهلت إعطاء الطبيب أمبوله كامله للقط إيفان صاحب الست أشهر والذي فارق الحياة مع العلم أننا لانعطي الأطفال حتى عمر 14سنه هذا المعيار ونعطيه مخفف أي أننا نحل ربع أمبوله أونصف أمبوله ونعطي جزء من الذي حليناه ولكن لكوني لحظة مرض إيفان كنت غير طبيعي ومتجمد التفكير لم أمنع الطبيب البيطري وقلت في نفسي هذا إختصاصه وصراحة لاأعرف ما أعطاه إلا بعد أن أنتهى وسألته عن ذلك ولكن الآن أراجع حالات إيفان بعد الإبر وأتذكر شربه للماء كثيراً مع أنه مع الأتروبين معدته ستكون معطله وبالتالي سيصاب بإختناق ولكن كما قلت أني في تلك اللحظات كنت متجمد التفكير والآن أدركت سبب مشيته المتعجرجه واملتايله وكأنه سكران وهذا بسبب عدم رؤيته ولكن سبحان الله حتى وهو يموت لم يتبول إلا بالليتر بوكس وكان يمشي مسافة عشرين متر حتى يصل لليتر بوكس وهو في قمة مرضه وكنت أحمله لأوصله لكنه يرفض من ألم الأبر الأربعه وحتى أنه لم يستفرغ طوال مشوارنا بالسياره نحو العياده وعندما فتحنا الباب أستفرغ مباشرة وكأنه كان يحصرها إضطرارياً من أجل عادته وأحترامه وياسبحانك ياربي وحتى هو في عز مرضه كان حريص على النظافه والأدب وأكثر ماأذكره هو البوسه فعندما أقول له أعطيني بوسه أحنى ظهري فلاأصل له فيرفع قدميه ويقف على القدمين الخلفيتين ويمد فمه لأقبله وربما أنا شاركت بوفاته لتسليمي له لطبيب بيطري لايهمه إلا مراضاة الزبون وإقناعه أنه عالجه بحرفيه وصراحة الطبيب البيطري أعلم مني فربما أفهم بالمضادات الحيويه واالضغط والدم والنبض والصدر والمحاليل لأننا نستعملها يومياً عشرات المرات ولكنه يمر عليه حالات كثيره لقطط مريضه وبالتالي خبرته في هذا المجال أوسع فمعاينة حالات عديده يومياً لقطط أوكلاب تعطيه الأفضليه بالحيوانات الأليفه ولكن الفرق هو الحرص والإهتمام والتركيز فنحن كون حالاتنا بشريه نكون حريصين ودقيقين جداً بالمقادير ولكن يبدو أنهم بالبيطره لاخوف حقيقي على صحة الحيوان وكما ذكرت أني عالجت القطه لوليتا لوحدي وهي الحمدلله الآن رائعه ولكن خطأ عمري وحياتي كلها أني أمّنت بيطري على روح وحياة من أعزه أكثر من البشر ومن قال لي الله يعوضك باحسن منه لايعرف كيف كانت العلاقه ولايعرف أني كنت أعتبره أخ لي وليس حيوان مثله مثل أي حيوان فهو عاش وأخذ الطباع مني ولم يعرف تصرفات القطط لأنه منذ صغره مع البشر فمن نظره واحده كان يفهم ماذا أريد وما أحضرته من القطط كلها من أجل سعادته حتى أني أحضرت له قطه صغيره بعمر شهر واحد كان يلاعبها ويهتم بها ويحبها أكثر من الجميع وهي لاتأمن غيره والله ياجماعه كان يعلمها كل شيئ وعندما أغسلها يترجاني لكي أتركها وعندما أجففهابالمنشفه يأتي ويجففها معي بلسانه وعندما أنتهي يحضنها ويلاعبها كأنها من أمه وأبوه والآن هي بعمر شهرين ونصف تبحث عنه في كل مكان وتأتي لعندي تنوي وليست هي فقط بل الأخريات يبحثون عنه بكثره في كل الأماكن دون أن يجدوه فلا يلاعبون بعضهم كما كان يلاعبهم جميعاً ويعطف على الجميع وكان لايأكل لوحده إن أطعمته الذي يحبه دون أن أحضر البقيه وفوق كل هذا كان يعشق أن يستمع للغناء الجميل وإن كان يلعب وسمع أغنيه جميله يجلس ليسمع وكثيراً ماكان يتابع معي قنوات فضائيه ولاحظت أنه يفضل الأغاني فإن أعجبته الأغنيه صمت وحدق بالشاشه وإن كان صاحب الأغنيه لايملك صوت جميل لاتعجبه ويدير رأسه بعيداً عن التلفزيون يطلب تغيير القناة،،نعم معي حق أن أزعل عليه فهو فريد بصفاته ومستحيل أن تتكررتصرفاته في أي قط بالعالم كله وسبب ذلك لأنه كان يشعر كم أحبه وكم كانت علاقتنا روحين بروح واحده ورغم البكاء اليومي على فراقه أعلم أنه قضاء الله وعبره لي في أمر ما فهو الوحيد (الله)الذي يعلم لماذا يرسل ملك الموت ليقبض الأرواح وكم كانت الروح المقبوضه غاليه ،،أشعر الآن أن الحياة بلاطعم وليس لها معنى رغم قصر الفتره التي عاشها أوجمعتنا(6أشهر) أماماتبقى من القطط ه ذكرى أصدقائه وهذا هو سبب وجودهم الحالي رغ أن صاحبة ال6أشهر جننتي بالصراخ والمواء دون توقف
|