الضفادع والسنتها ومعلومات عامه
الضفدع حيوان برمائي عديم الذيل له عينان جاحظتان. ولمعظم الضفادع ارجل خلفية طويلة وقوية تمكنها من القفز الى مسافات طويل. وتعيش الضفادع في كل القارات باستثناء القارة المتجمدة الجنوبية المعروفة بانتاركتيكا، لكن أكبر عدد من الانواع يوجد في المناطق الاستوائية.
ظهرت الضفادع على وجه الارض لأول مرة قبل نحو 180 مليون سنة ولقد ظهر منها نحو 2700 نوع. وتقضي بعض الانواع حياتها كاملة في الماء او بالقرب منه، في حين تعيش انواع منها بشكل رئيسي في البر ويأتي الى الماء بغرض التزاوج فقط، لكن البعض منها لا يدخل الماء مطلقاً حتى من اجل التزاوج.
كانت الضفادع مصدراً للخرافات عبر التاريخ، إذ تقول اسطورة قديمة ان الضفادع سقطت من السماء مع المطر، والحقيقة ان كثيراً من الأنواع التي تعيش تحت الأرض، تغادر مخابئها خلال موسم المطر او بعده في بداية فصل التزاوج ولأن الناس نادراً ما يشاهدون الضفادع خلال بقية السنة، فإنهم يتخيلون انها قد سقطت من السماء مع المطر.
الشراغيف
يتميز الضفدع بنعومة جلده الرطب دائماً وبانعدام الذيل، وبمنخريه اللذين يقعان على نتوء من الرأس مما يتيح له ان يتنفس الهواء حيث يكون مغموراً تماماً بالماء، وبفم مزود بأسنان صغيرة دائمة النمو على الفك الاعلى فقط وعلى الحنك. ولسان الضفدع كثير الحركة وهو معلق في مقدمة الفم ويمكن قذفه بسرعة الى الخارج للقبض على الفرائس الصغيرة.
وتدفن أغلبية الضفادع نفسها في الطين خلال فصل الشتاء، وطوال فترات الجفاف وتضع في الربيع بيوضها ليخرج منها بعد ايام عدد من الفراخ التي لا تزيد على العشرة فراخ (الشراغيف). وتعيش هذه الشراغيف فترة كالاسماك في المياه متنفسة عن طريق الخياشيم وتسبح مستعينة بأذنابها وبعد فترة تظهر قائمتا الشرغوف الخلفيتان ثم يختفي الذنب، فالخياشيم، ثم تظهر القائمتان الأماميتان ثم يبدأ الضفدع بالتنفس بوساطة الرئتين.
وتبيض الضفدعة من 1000 بيضة حتى 9000 بيضة بحسب الجنس ويراوح طولها بين 4 سم و8 سم وهي تعمر من 5 سنوات وحتى 17 سنة وذلك كله حسب الجنس والنوع.
ويعتبر الضفدع العملاق اكبر انواع الضفادع في العالم وهو يعيش في وسط غرب افريقيا اذ يبلغ طوله 30 سم تقريباً اما اصغر الانواع فيزيد طوله قليلاً على سم واحد، وتختلف الضفادع في اللون فمعظم الانواع خضراء أو بنية اللون وبعضها مرقط بألوان عدة.
وثمة نوع من الضفادع في امريكا الشمالية له ما يشبه الذيل القصير. وللضفادع كذلك اعضاء داخلية مثل الحيوانات الراقية كالقلب والكبد والرئتين، إلا انها تتنفس أيضاً من خلال الجلد.
وتمتلك الضفادع التي تعيش على الشجر ممصات قرصية الشكل في نهائيات أصابع الأيدي والأرجل تساعد الحيوان على الالتصاق بجذع الشجرة أثناء التسلق. وتتميز كثير من الانواع بوجود غدد سمية على جلدها حيث يرشح منها السم ليساعد على حمايتها. فمثلاً اذا امسك به عدو من فمه فإن ذلك السم يسبب له هيجاناً فيجبره على اطلاق الضفدع.
وليس للضفدع شعر، لكن ذكور النوع الافرييس المسمى بالضفدع الأشعر تبدو كثيفة الشعر خلال موسم التزاوج، ففي هذا الوقت تنمو نتوءات دقيقة غنية بالدم تدعى “الحليمات” وهي تشبه الشعر على جوانب الجسم، وهذه التراكيب تزود الضفادع الذكور بالاكسجين الاضافي خلال فترة تكون فيها نشطة جداً.
ويمكن لبعض الضفادع تغيير لون جلدها مع تغير الرطوبة والضوء ودرجة الحرارة حيث تبدل الضفادع الطبقة الخارجي من جلدها مرات عدة في السنة، وباستعمال ارجلها الامامية تخلع الضفدعة الجلد القديم من فوق رأسها وغالباً ما تلتهمه بعد ذلك.
رؤية رادارية
وعينا الضفدع البارزتان تمكنانه من الرؤية في جميع الاتجاهات تقريباً، ولكثير منها قرص جلدي خلف كل عين، ويسمى كل قرص طبلة وتجعل الامواج الصوتية غشاء الطبلة يتذبذب، فتنتقل الذبذبات الى الاذن الداخلية المتصلة بالاعصاب الى مركز السمع في الدماغ. ولمعظم الضفادع حاسة لمس مرهفة وهي متطورة بشكل جيد خاصة في الانواع التي تعيش في الماء. أما عن حاسة الشم فهي تختلف بين الضفادع من نوع لآخر فالضفادع التي تصطاد بالليل بشكل رئيسي او تلك التي تعيش تحت الارض لها حاسة شم افضل.
وتستخدم غالبية انواع الضفادع صوتها لدعوة الاناث خلال فصل التزاوج وصوت الاناث غير مرتفع بعكس صوت الذكور.
وفي كثير من الانواع تمتلك الذكور كيساً صوتياً ينتفخ بشدة اثناء عملية المناجاة بحيث يصدر صوتاً اعلى من صوت الضفادع التي ليس لها هذا الكيس. كما ان لبعض انواع الضفادع نداء للتزاوج، فإن لها أيضاً نداء منطقة وهو نداء لتحذير الذكور الاخرى من النوع نفسه، وإخطارهم بأن المنطقة مسكونة ولا ترحب بالدخلاء.
والضفادع مثل جميع البرمائيات من ذوات الدم البارد مما يعني ان درجة حرارة جسمها تميل الى التساوي مع درجة حرارة الهواء أو الماء المحيط بها لذا تلجأ ضفادع المناطق الباردة الى السبات طوال فصل الشتاء في حين تسبت بعض الانواع في الجحور وتقضي الاخرى الشتاء مدفونة في الوحل في قاع بركة او جدول بينما تتنفس من خلال جلدها.
ويمكن للعلماء التعرف الى انواع الضفادع من نداءاتها بسهولة اكثر من مظهرها، ولا تستجيب اناث الضفادع إلا الى النداءات التي تطلقها الذكور من النوع نفسه.
وبعد ان يصبح الضفدع بالغاً قد يستغرق فترة تراوح بين اشهر قليلة او سنوات قليلة قبل ان يكتمل نضجه تماماً ويصبح قادراً على التزاوج. وتتغذى غالبية الضفادع على ديدان الارض والاسماك الصغيرة والعناكب وغيرها حيث تقوم بابتلاع فريستها دفعة واحدة.
ولتسهيل عملية الابتلاع تغور عينا الضفدعة في فتحات موجودة بالجمجمة الأمر الذي يدفع الطعام الى النزول من خلال الحلق ليتم هضمه.
ويقسم علماء الحيوان الضفادع الى 19 فصيلة تنقسم بدورها الي مجموعتين: مجموعة الضفادع الحقيقية وهي الاكثر شيوعاً والتي تضم نحو 700 نوع تقريباً من الضفادع الحقيقية في العالم، ومنها الضفدع الاوروبي الشائع والضفدع الصالح للأكل وضفدع الثور الامريكي الشمالي وضفدع النمر اضافة الى الضفدع العملاق. وهناك ايضا ضفادع الشجر وضفادع الاصابع النحيف والعضلية وضفادع الابر السامة. اما المجموعة الثانية فتضم العلاجيم الحقيقية الضيقة الفم والمعولية الاقدام والذيلية.
نوع نادر
الضفادع مخلوقات مفيدة للانسان، فهي تأكل اعداداً كبيرة من الحشرات التي تسبب آفة خطرة كما تزود بعض الناس بالغذاء حيث تعتبر الارجل الخلفية اللحمية للضفادع الكبيرة طبقاً شهياً في كثير من الأقطار كما تستعمل في المختبرات وفي علم التشريح. ويعتبر الانسان ألد اعداء الضفدع لأن الانسان يقوم بتدمير بيوت الضفادع وأماكن تزاوجها كما يلوث ويسمم المياه التي تعيش فيها الضفادع. وثمة نوع نادر من الضفادع يسمى ضفدع سورينام وهو ذو شكل غريب وقد سمي باسم دولة سورينام التي اكتشف فيها لأول مرة. وهذا الضفدع مسطح وله رأس يشبه المثلث كما ان له عينين صغيرتين وليس له لسان او اسنان وليس لأصابع قدميه الاماميتين غشاء خلافاً لأصابع قدميه الخلفيتين اللتين بهما غشاء.
ومن الأمثلة المهمة التي يضربها العلماء لإظهار الانسجام الكامل بين التكوين الخلقي للضفادع وأنماطها السلوكية، امتلاك الضفدع تجويفاً خاصاً في جسمه يستخدمه للحفاظ على البيض، ومن عجائب الضفدع انه يمتلك أطول لسان نسبياً بين الكائنات الحية اذ يبلغ لسانه نصف طوله، وقد اعد بما عليه من مواد لزجة لصيد الذباب، وهو مثبت من الامام وسائب من الخلف بعكس لسان الانسان. ومن اعجب ما يلاحظ في الضفدعة انها لما لم يكن لها عنق تستطيع به ان تحرك رأسها لترى ما حولها، فإنها زودت بعيون بارزة تتحرك في الاتجاهات كافة.
الضفدع المغرد
أما أكثر الاخبار غرابة عن الضفادع فيفيد ان العلماء في الصين عثروا على ضفدع ذكر يتغنى كالعصافير تماماً لجذب الضفادع الاخرى. ولوحظ ان لهذا الضفدع طبقات صوتية متعددة وفريدة تدخل في دائرة الموجات الصوتية فوق السمعية. والواقع ان الفريق الذي ذهب للبحث عن مصدر الصوت توقع انه سيعثر على طائر مغرد لم يعرفه التاريخ، لكن دهشتهم كانت كبيرة عندما عثروا على نوع يعرف بأمو لويس تورموتس أي الضفدع المدفون الغائر الاذنين حسب تسمية السكان المحليين.
الغريب ان هذا النوع من الضفادع تتنافس ذكوره على إصدار النغم الاكثر تعقيداً، وبالفعل قام 21 شخصاً بتسجيل الاصوات الصادرة عنها على مدى 12 ساعة، فلم يجدوا حتى مجرد صوتين متشابهين. ومما يعرف عن الضفدع أيضاً انه قادر على البقاء من دون طعام لأكثر من 6 أشهر! “ويخلق ما لا تعلمون”.
ومن أسماء الضفدع العلجوم، الغيلم، العينوم، النقاق، أبو هبيرة، أبو معبد، أبو الضحضاح، أبو غائص. ويجمع الضفدع على ضفادع وضفاد.
ويطلق على ولده، الشرعوف والشرغوف والشرغ والشُّقدُع أما صوته فهو النقيق والنقنقة والكش والهدر والهدير.
وقد جاء ذكر الضفادع في القرآن الكريم في سوة الاعراف: 133 حيث يقول تعالى: “فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم، آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوماً مجرمين”.
ويضرب المثل في الضفدع في الرسح (خفة لحم الاليتين ولصوقهما) والعطش والري فيقال أرسح من ضفدع وأعطش من النقناقة. وفي الشعر العربي قال الاخطل:
وضفادع في ظلماء ليل تجاوبت
فَدَلّ عليها صوتُها حية البحر
منقول مع التعديل
|