دورة الخصوبة لدى البادجى

[samir yahia]

دورة الخصوبة للبادجى
يقوم هواة تربية البادجى بتفريخة فى مختلف أوقات السنة , البعض يقوم بتفريخة طوال العام , والبعض فى موسم محدد من السنة , وهذا الموسم يتحدد ببعض العوامل الخارجية اهمها الطقس . فمن يربى خارج البيت يختار الوقت الذى يكون فية الجو ربيعى معتدل , أما من يربى داخل البيت فى حجرة مغلقة ويستطيع التحكم فى عوامل الحرارة والرطوبة , فيمكنة التفريخ فى اى وقت يشاء .
وهناك جدل بين مؤيدى التفريخ الموسمى والتفريخ طوال العام , فهناك أعتقاد كان سائدا لفترة طويلة بأن البادجى من الطيور دائمة التفريخ على مدار العام . وان الرغبة لديها للتكاثر مستمرة لاتنقطع , إلا فى حالات المرض او الشيخوخة او الطقس السيئ . ولكن هذا الاعتقاد تبين انة غير صحيح . حيث ان الابحاث الحديثة اثبتت ان للبادجى مواسم ودورة خصوبة . ومما يؤيد ذلك ان اسراب البادجى البرية فى جنوب استراليا تتكاثر فى موسم الربيع , اما فى الجو الحار الاستوائى فى شمال استراليا فهى تتكاثر فى الشتاء , بينما فى وسط استراليا فنجدة يتكاثر فى موسم الربيع والصيف .
وحتى بالنسبة للبادجى الذى يربى بواسطة الانسان , اثبتت الابحاث وجود 4 فترات فى السنة لانتاج الحيونات المنوية , ويكون الذكر بينهم عقيم . ويصاحب فترة العقم هذة بعض التغييرات الظاهرية مثل تغير لون الكير , وتغير فى الريش , وحتى نوع الالحان التى يصدرها . كما يصاحبها فترة قلش للريش , ويعزو بعض العلماء هذة التغييرات الى قلة او عدم انتاج هرمون التستوستيرون . واستنتج بعضهم ان البادجى فى الاساس لا ينتج هذا الهرمون إلا اذا تعرض لبعض المؤثرات الخارجية , وقام العلماء بتسميتها " عوامل الأنتاج " وهى .
المؤثرات البيئية
صندوق التفريخ
التوالف بين الزوجين
تأثير المطر
النشاط الجسمانى
مكان التربية
التغذية
1 - المؤثرات البيئية
الفترات الضوئية وهى تاثير طول او قصر فترة التعرض لضوء النهار على قابلية الطائر للتكاثر , وهذا العامل قد يمثل اهمية قصوى فى بعض الطيور , ولكن بالنسبة للبادجى فهذا العامل يعتبر ثانوى , حيث تبين ان تاثيرة متباين , كما اثبتت تجارب بعض العلماء :
فوجين اختار هذا العالم مجموعتين من الذكور , عرض المجموعة الاولى لاضاءة صناعية مستمرة . والمجموعة الاخرى لضوء النهار الطبيعى . وبعد فترة 85 يوما , وجد ان ذكور المجموعة الاولى أظهرت نمو محدود للخصية , وغياب الحيوانات المنوية . بينما اظهرت المجموعة الثانية نمو طبيعى للخصية وانتجت حيوانات منوية طبيعية .
فانتين هوفن _ عرض مجموعة من الاناث لضوء النهار العادى , ومجموعة اخرى لفترة 14 ساعة ضوء / 10 ساعات ظلام . فوجد ان اناث المجموعة الاولى انتجت بيض بصورة طبيعية , بينما انتجت انثى واحدة فى المجموعة الثانية من اصل 12 انثى .
بوتمان وهايند _ لم يكن هناك اى اختلاف فى انتاج البيض بين ثلاث مجموعات , الاولى تعرضت لضوء النهار الطبيعى , الثانية تعرضت لساعتين فقط من الضوء و22 ساعة ظلام , والثالثة تعرضت ل 6 ساعات ضوء و18 ساعة ظلام .


التغريد : تبين من الابحاث ان سماع الاناث لتغريد الذكور . لة الاثر الاكبر على الخصوبة وهو اهم من عامل الضوء , واوضح الباحث " بروكواى " ان تغريد الذكور وهى تغازل الاناث يساعد على نمو المبيض وجاهزيتة للانتاج , حتى لو تعرضت الانثى لفترات قصيرة من الضوء او عدم وجود صناديق التفريخ.

كما اوضح الباحث " فيكين " ان الازواج اللتى تعزل عن الازواج الاخرى , تظهر اهتماما اقل بصناديق التفريخ عن الازواج القريبة من ازواج اخرى وتسمع تغريد الذكور .
وهناك بحث اخر للباحث " بروكواى " اثبت فية ان الذكور اللتى تسمع تغريد الذكور الاخرى , يحفز عندهم نمو الخصية وانتاج الحيوانات المنوية . كما ينمى السلوك الانجابى للاناث .


2- صناديق التفريخ

وجود صندوق التفريخ او العش يحفز نمو الاعضاء التناسلية للانثى والذى بدورة يتهيأ لانتاج ووضع البيض . فى الايام الاولى يشجع تغريد الذكر الانثى على الاهتمام بالعش , وبعد دخول الانثى للعش يبدأ المبيض فى انتاج البويضة , وينمو حجم قناة المبيض , وتبدأ فى أفراز الالبيومين " بياض البيض " والذى يغطى البويضة عند مرورها بقناة المبيض , فى نفس الوقت يتساقط الريش فى منطقة الحضانة ,كل هذة الاحداث تبدأ بعد مكوث الأنثى بالعش حوالى 4 ايام , بعد هذا تتوالى عملية تكوين البيض ووضعة خلال 6 أيام دون الحاجة لاى مؤثرات خارجية اخرى . اى بعد 10 ايام من دخول الانثى العش تبدأ فى وضع البيض , ويكون هناك فارق يومين بين كل بيضة واخرى .
تنقسم الطيور من حيث وضع البيض الى مجموعتين , مجموعة تضع عدد محدد من البيض , والمجموعة الاخرى تضع عدد غير محدد . وينتمى البادجى للمجموعة الاولى , أى عند دخول الانثى فى دورة وضع البيض ينمو عدد محدد من البويضات " العنقود " يتراوح بين 4 – 12 بيضة , تضع الانثى هذا العدد من البيض ولا تستطيع ان تعوض اى واحدة اذا كسرت او اخذت . على عكس المجموعة الثانية مثل الدجاج , اذا جمعت البيضة اللتى تبيضها كل يوم فسوف تبيض فى اليوم التالى .
ورغم هذا فيمكن زيادة انتاج طيور البادجى , أذا أخذنا البيض من تحت الام , ووضعة تحت ام بديلة , فان الام الاولى تدخل فى دورة جديدة لوضع البيض .
الأظلام النسبى : فى 1973 أوضح الباحثان " بوتمان وهايند " أن من العوامل المهمة فى العش لحث الانثى على وضع البيض هو الاظلام الجزئى , بمجرد دخول الأنثى للعش يبقى اهتمامها معلق بالخارج لفترة ,فنجدها تنظر الى الخارج , او تقف على فتحة العش , وتقضى وقتها تمشط ريشها او تقرض أرضية العش , وكلما اقترب ميعاد وضع البيض , نجدها تقضى وقت أطول بالداخل .حتى تضع أول بيضة , فنجدها تمضى حوالى 90% من وقتها بالداخل . من علامات أقتراب موعد وضع البيض , هى زيادة فترات قرض الانثى للعش والتى تكون قبل وضع البيض بحوالى 4 – 6 أيام .وفى هذا الوقت نلاحظ دخول الذكر الى العش , ولكن يقتصر نشاطة على تمشيط ريشة وريش الانثى , وأطعامها , وأشعارها بالرعاية , وعند وضع اول بيضة نجدة يرقد بجانبها . منتهى الرجولة والاحساس بالمسؤلية .

3 – أختيار الرفيق والرابطة الزوجية
من المعروف ان الرابطة اللتى تنشأ خارج موسم التزاوج تظل متصلة طوال العام , ومن صفات الزوج المتوالف ما يأتى :
• وقوف الزوج معا لفترات طويلة , أكثر من الوقوف مع الاخرين .
• يمشط الذكر نفسة بجانب أليفة , بينما تمشط الانثى ريشها بعيدا عن الذكر .
• التغريد فى البادجى لا يكون للشريك فقط , ولكن تغريد الذكر لشريكتة دائما يتبعة أطعام لها .
• تلامس المنقارين المتكرر هو من سمات الالفة .
• أيضا الاطعام فى البادجى سلوك عام , ولكن يطعم الذكر الانثى الوليفة أكثر من أطعامة للاخريات .والحالة الوحيدة اللتى تطعم فيها الانثى الذكر عندما يكون مريضا .
• تكون الاناث أحيانا عدائية مع الذكور الاخرى عدا الذكر الشريك .
وأثبتت الابحاث أن القرار النهائى على مشروع الخطوبة يرجع للانثى , ويؤثر فى قرارها ثلاث نقاط :
1. حجم البقع على رقبة الذكر .
2. القدرة على التمييز بين التغريد العادى والغزل .
3. الطباع والمزاج المشترك .
وبينت الأبحاث ايضا ان هذة الرابطة تنشأ منذ اليوم الاول الذى يتقابل فية الزوجان , وتستمر طالما بقيا معا , اما اذا انفصلا لمدة 4 – 5 أيام فأن هذة الرابطة تنكسر .
كيفية التوالف :
يقوم بعض راغبى الحصول على صفات خاصة فى البادجى بتربية الذكور فى معزل عن الاناث , حتى لا يرتبط اى ذكر مع اى انثى , ولكن هذا على غير الطبيعى , فلا توجد فى الطبيعة شجرة لذكور البادجى وأخرى لاناثها . وفى الواقع ان وجود الذكور ينشط حركة الاناث , ولا تصبح كسالى وتكتسب سمنة , مما يؤثر على أدائها فى قفص التفريخ . وبالنسبة للذكور اللتى تربى مع الاناث تكتسب خبرة جنسية وينمو فيها الاهتمام تجاة الاناث , ويحفز عندهم الرغبة الجنسية . كما ان الذكور والاناث اللتى تربى فى معزل عن البعض , تختلف جاهزيتهم للتزاوج , فقد يكون الذكر جاهز , ولكن الانثى تمر بمرحلة قلش , او العكس .
والطريقة الامثل للتوالف هى ان يربى الذكور مع الاناث , وقبل موسم التزاوج نقوم بتنظيف الاقفاص وتنظيف الاعشاش وتركيبها , ووضع حفنة من نشارة الخشب الخشنة فى كل عش , حتى تقوم الاناث بقرضها بدلا من ان تقرض خشب العش , وقد ترمى الاناث بالنشارة خارج العش ظنا منها انها تنظف بقايا دورة التفريخ السابقة , وأيضا ترتيبا لبيت الزوجية .
المهم , بعد اعداد الاقفاص نضع الاناث المراد تفريخها فيها , ثم نأخذ باقى الاناث ونضعها فى سلاكة أخرى تاركين الذكور وحدهم .
وبعد مرور 5 أيام نأخذ الذكور ونضعها فى اقفاص التفريخ مع الأناث , حسب الصفات المراد الحصول عليها , ويتم ذلك فى الصباح الباكر حيث تكون الطيور فى قمة نشاطها . وبما أن الأنثى تكون قد اعتادت القفص وتشعر بالاطمئنان تجاة البيئة المحيطة بها , فأنها توجة كل أهتمامها بالجميل اللى دخل عليها , وتقبلة بعلا لها على الفور .
أما بالنسبة للذكر , فهو لا يصدق حظة , ويضرب جناح بجناح , مزة وعندها شقة , فيقبلها دون تفكير , وقد يتم الجماع فى نفس اليوم . ولكن قد لا يكون الذكر جاهز من حيث عدد الحيوانات المنوية .
4- تأثير المطر
من المعروف ان البادجى لايعتمد بالاساس على شرب الماء , ولكنة ياخذ حاجتة من الماء الموجود فى الطعام اللين مثل الخضروات , والماء الذى يتولد من أحتراق الغذاء فى جسمة لانتاج الطاقة .
كربوهيدرات + اكسجين --------> ثانى اكسيد الكربون + ماء
ولكن تحير العلماء من الارتباط الموجود بين هطول المطر والتكاثر عند البادجى , ويعزوا البعض هذا الارتباط لمعرفة الطيور بان المطر يتبعة زيادة فى انتاج الحبوب ووفرة الغذاء لفروخهم . أو قد تكون الرطوبة اللتى تتبع المطر لها تأثير فى تحفيز أنتاج الهرمونات الجنسية .

5- النشاط البدنى
أن النشاط البدنى المتمثل فى الطيران هام جدا للطائر , ولة تأثير على معدل الفقس , ووزن الفرخ الناتج .فقد وجد ان التفريخ فى قفص بالابعاد 40 * 30 * 20 سم ينتج عنة معدل فقس حوالى 40 % بينما فى الطبيعة معدل الفقس 90 % وينتج فروخ أقوى .
وكما فى الانسان , نجد ان بعض العائلات فى البادجى قابلة للسمنة عن البعض الاخر .وكما أسلفنا بان تربية الذكور مع الاناث تسبب حالة من النشاط الحركى للاناث . الذى يمنعها من الكسل والسمنة . فالسمنة تقلل من قابلية الطائر الجنسية , وتجعل عملية التكسير أصعب , وتزيد من احتمال حبس البيض , وتزيد من المجهود الواقع على القلب .

6- البيئة المحيطة
الكثير من مربى البادجى يعتقد ان رفع مستوى الرطوبة فى العش يحسن من أنتاج الفروخ , ولكن التجارب التى اجريت فى جامعة ليفربول بأنجلترا أثبتت أن البيئة تحت الام الحاضنة هى الامثل بالنسبة للفقس أو للفرخ النامى , ولا تتأثر بالعوامل الجوية الخارجية ,فأى محاولة لتغيير الحرارة أو الرطوبة ليس لها أى تأثير , حيث أن الانثى لها القدرة على تعديل الحرارة والرطوبة الى الدرجة الامثل دون اى تدخل خارجى . كما ان محاولة زيادة الرطوبة برش بعض الماء داخل العش قد يكون لة الثر السيئ حيث ان تبخير هذا الماء قد يسبب خفض درجة الحرارة , كما ان الرطوبة الزائدة تسبب انتعاش لنمو البكتيريا الضارة .
7- التغذية
لا شك ان التغذية تلعب دورا هاما فى كل نواحى حياة البادجى من وضع البيض , وفقسة , لنمو الفراخ , وحيوية الطائر . ولابد ان نعرف ان المواد الغذائية قد تنسجم وقد تتعارض مع بعضها .
وكمثال على ذلك فاننا نقدم لطيورنا عظام السيبيا , والاصداف , والبيض واللبن , وكل هذا الطعام غنى جدا بالكالسيوم , ومع ذلك نجد ان نقص الكالسيوم هو الاكثر انتشارا بالنسبة للمعادن الاخرى . والسبب فى ذلك أمران هامان . الاول هى البذور اللتى تحتوى على نسبة عالية من الدهون والزيوت , فالدهون فى هذة البذور تتحد مع الكالسيوم فى الامعاء وتكون مادة تسمى " الصابون الصلب " والذى يخرج مع البراز دون الاستفادة بة .
اما بالنسبة للامر الاخر . نجدة فى الطيور اللتى تربى داخل البيوت ولا تتعرض للشمس , مما يمنع تكون فيتامين " د " والهام جدا فى امتصاص الكالسيوم وترسبة فى العظام . فاذا لاحظت ان قشرة البيضة رقيقة وطرية . فهذا الطائر يحتاج الى الكالسيوم وفيتامين "د"
اما بالنسبة للفيتامينات , فان فيتامين " أ " هو من اكثر حالات نقص الفيتامينات اللتى نصادفها ,واللتى تسبب قلة نسبة الفقس . وزيادة معدل موت الفروخ , كما يسبب بعض الامراض اللتى تتعلق بالتكاثر .
ومن اهم المعادن الزنك والمنجنيز والذى يؤدى نقصهما على انتاج البيض ومعدل الفقس ونمو الفروخ . والكثير من الفسفور فى بعض البذور الغنية بة يغير من النسبة الصحيحة بين الكالسيوم والفسفور وفيتامين " د " وهذا يؤثر على عظام الطائر .

منقول