محللون : رصد انفلونزا الطيور في افريقيا لن يكون سهلا
جوهانسبرج (رويترز) - قد يكون مرض انفلونزا الطيور يقتل الدجاج بالفعل في قرية افريقية الان. لكن قد يمر ذلك دون أن يلحظه أحد.
ورغم أنه لم يتم رصد اي نوع من أنواع مرض انفلونزا الطيور في أفريقيا يقول الخبراء ان رصد الفيروس والسيطرة عليه في حال ظهوره في المناطق الريفية بالقارة قد يكون مهمة مستحيلة.
فالطبيعة غير الرسمية للانتاج وحقيقة أن معدل نفوق دجاج افريقيا الذي يربى في البيوت مرتفع للغاية بالفعل قد يصعب عملية رصد المرض.
ومما يزيد من صعوبة احتواء المرض الافتقار للبنية الاساسية ومحدودية الموارد واحجام المزارعين عن التخلي عن المصدر الوحيد المتاح لهم للبروتين أو للدخل اذا قررت الحكومات اعدام الطيور.
وقالت سيليا ابولنيك الباحثة البارزة في معهد اوندارستيبورت البيطري في جنوب افريقيا "العديد من هذه القرى ناء والمرض امر معتاد فيها."
وأضافت "مرض نيوكاسل قد يقضي على 80 بالمئة من الطيور لكن لا أحد يبلغ عنه لان لا أحد سيحمل دجاجة نافقة ويسير بها عدة كيلومترات للابلاغ."
وينتشر مرض نيوكاسل في افريقيا وقد يكون قاتلا للطيور لكنه لا يشكل أي خطورة على البشر. لكن سلالة اتش5ان1 من مرض انفلونزا الطيور قد تكون قاتلة للطيور كما انها قتلت أكثر من 60 شخصا في جنوب شرق آسيا بعد تحولها.
ويخشى العلماء ان تتحول هذه السلالة إلى نوع ينتقل بسهولة بين البشر مما يبدأ وباء عالميا قد يقتل الملايين ويشل الاقتصاد العالمي.
وقالت نانسي مورجان من منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة (فاو) "وجود أمراض أخرى مثل نيوكاسل قد يخفي ظهور انفلونزا الطيور ويصعب اجراءات العزل والمراقبة."
وافاد مقال نشر في الفترة الاخيرة في نشرة علوم الدواجن العالمية ان 80 في المئة من الدواجن في افريقيا توجد في نظم تقليدية وليس في عمليات تجارية.
أنه دجاج يربى في البيوت لتستهلكه الاسرة او تبيعه في السوق غير الرسمية.
وقال كاتبو المقال "المشكلة الاكبر فيما يتعلق بانتاج الدواجن في القرى هي ارتفاع معدل النفوق. المعدل قد يصل الى ما بين 80 و90 بالمئة خلال العام الاول بعد الفقس."
فاذا نفق الكثير من الدجاج في قرية نائية في الكونجو او كينيا فان ذلك قد لا يثير ريبة أحد.
وجنوب افريقيا هي على الارجح أكثر دول القارة استعدادا لرصد المرض نظرا لوجود شبكة ريفية من الفنيين الحكومين المختصين بالحيوان وبرنامج لمراقبة الطيور البرية.
وعلى مستوى القرية سيكون النساء والاطفال هم الاكثر عرضة لانفلونزا الطيور لتعاملهم مع الطيور الحية.
وتعتبر منطقة غرب افريقيا اقل عرضة للخطر من شرق افريقيا حيث يقول الخبراء ان الطيور المهاجرة تتوقف على الممرات المائية فيما قد يكون ممرا محتملا للفيروس.
ونظرا لمعاناة افريقيا الكبيرة من الامراض مثل الايدز والملاريا فان الوفيات بين البشر بسبب انفلونزا الطيور قد ترجع خطأ لاسباب أخرى.
والدجاج مصدر رئيسي للبروتين في افقر قارات العالم وفي العديد من المناطق الريفية يعد نوع اللحم الوحيد المتوفر.
وتظهر بيانات الفاو ان بافريقيا نحو 1.5 مليار طائر داجن. ويقدر الانتاج بنحو 3.5 مليون طن سنويا اي 28 بالمئة من اجمالي انتاج اللحوم في حين تمثل الواردات السنوية من الدواجن للقارة اقل من مليون طن.
وتشير دراسات الى ان الدجاج الذي يربى في القرى لا يبيض سوى 30 بيضة في السنة بالمقارنة مع 300 بيضة في السنة في المزارع التي تستخدم البطاريات.
ونظرا لارتفاع معدل النفوق من المستبعد أن يتخلى المزارعون بسهولة عن طيورهم لمسؤولين حكوميين لاعدامها في حال انتشار المرض.
وقال فيليب اوكارو الذي يبيع الطيور في قفص على جانب شارع مزدحم في احدى ضواحي نيروبي "اعتمد على الدجاج انه مصدر العيش لاسرتي اعلم ابنائي من ايراد بيعه."
وأضاف "لن اسمح للحكومة ان توقف عملي ما لم تضمن لي اطعام اسرتي."
ورفض مسؤولون زراعيون كينيون التعليق عندما سئلوا ما اذا كانت تعويضات ستدفع للمنتجين في حال اعدام طيورهم لاحتواء المرض. وتدفع جنوب افريقيا للمنتج "القيمة السوقية" لاي حيوان تعدمه.
المصدرك موقع مصراوى
__________________
د خالد محمد محروس
استشارى تربية الدواجن - النعام - الأرانب
قسم الدواجن - كلية الزراعة - جامعة الزقازيق - مصر
|