الحسون في المغرب
الحسون في المغرب
تاريخ تربية الحسون في المغرب بدأت منذ القدم, فمن الأمد البعيد ونحن نعشق هذا العصفور ونوليه كل الاهتمام, نرعاه بكثير من الحب والحنان , فأينما تجولت وفي أي مدينة من المغرب لسمعت تغريده الرائع, ولاحظت أقفاصه في شرفات البنايات و في واجهات المحلات والمقاهي، اسمه بالعربية الحسون إما في بلادنا فاسمه يختلف من منطقة إلى أخرى, ففي مدينة مراكش الكل يتحدث على (ولد مقنين) وفي مدينة الدار البيضاء يلقبونه ب(السطيلة) و الجميع يعطيه كل وقت فراغه وفي عطلة الأسبوع نلتقي لتبادل الآراء والمعلومات, ولكن وللأسف الشديد الوقت تغير كثيرا وأصبحت هذه الهواية عبارة عن تجارة حقيقة تهدد في اختفاء عصفوري المفضل، أصدقائي إذا بقينا مكتوفي الايدى فى السنين القادمة دون توقيف هذه الكارثة فلن نشاهد الحسون إلا في الصور في مواقع الانترنيت, و لن نسمع تغاريده إلا في الأشرطة و الأسطوانات التي تبقى كذكرة تواجده في المغرب.
و الأخطر ما في الأمر أنهم يصطادونه في وقت تكاثره فإذا احتسبنا في كل شبكة 5 ذكور من الحسون في قبضتهم فذلك يعني 5 من إناث الحسون تركوا وإذا قلنا أن كل زوجان من الحسون يقوما ب 2 إلى 3 من الحضن في السنة وفي كل حضن 4 من صغاره سنتحصل على 16 صغير فإذا تكررت العملية لعشرة شبكات فقط فسنحصل على 600صغير حسون و إذا ضربنا هذا العدد في 5 ولايات من المغرب فسنحصل على 3000 صغار حسون ضائعة كل عام، أصدقائي الخسارة كبيرة جدا، فما نطلبه منهم أن يحاولوا الكف على تدميره ويركزون على نشأته في القفص فمع مرور الوقت سيكون لهم الكثير منه وبخاتمهم الشخصي وسيتسنى لهم التمتع برؤيته في الطبيعة وهذا من نوافذ منازلهم وفي حدائقهم الصغيرة.
حياة الحسون أغلى بكثير من تلك الدراهم القليلة التي تربحونها فكل حسون نضيعه كاننا ضيعنا جيلا بكامله في مهب الريح، وما يدريك فلعله تغير وراثي جديد كان بإمكاننا تنميته.
|