حكمة الملك
.
.
.
.
.
.
ازدادت دهشتى فى هذ المشهد كثيرآ من كبرياء الأنثى .. وازدادت دهشتى وحيرتى أكثر من صبر الأسد على رعونتها ..لقد كظم الأسد غيظه الشديد ولم يواجه زوجته بصورة مماثلة ..
فهو يدرك جيدآ كيف تذوب فيه أنثاه عشقآ وحبآ وولعآ _تمامآ_ كما يذوب الملح فى الماء .. ويدرك جيدآ كيف ترعى أشباله الصغار .. وتحافظ عليهم من كل الأخطار …
لذلك تراه كيف يصبر على سخافة الأنثى … ويتعامل معها بمنتهى الرحمةو اللين والعطف ..مع الحزم .. فرغم أن الأسد أقوى جسمانيآ وعضليآ من اللبؤة .. إلا أنه لا يكسر لها عظمآ ..ولا يحطم لها أنفآ .. كما ترى بعض الرجال وهم يستأسدون على نساءهم .. وقد خلقن من ضلع أعوج اذا أردت له أن يستقيم ،كسرته وحطمته ..ولن يستقيم.. ربما فهم الأسد جيدآ كيف يتعايش مع طيش الزوجة _ النادر _ أكثر من بعض الأزواج ..
ورغم أن اللبؤة تبدو لنا وهى تتطاول و تتعالى على الزوج .. إلا أنها ربما أرادت أن تشاكس الأسد وتشاغبه .. فهى وقد تراها رفعت يدها اليمنى فى وجه الزوج.. إلا أنها قد جمعت أصابعها ولم تُبرز مخالبها الحادة .. وأظفارها القوية .. كما لم ترفع قامتها ..وبقيت واقفة فى ثبات على قدميها الخلفيتين ويدها اليسرى .. مما يعنى أنها ربما قد تُمازح الأسد وتداعبه .. ولكنه مزاح من النوع الثقيل ..الذى ربما لا يقبله الملك ..حفاظآ على هيبته وسطوته وسلطته بين وحوش الغابة..
ربما يكون هذا المزاح مقبولآ ..داخل عرين الأسد .. وليس هكذا أمام الجميع .. و كل من هب ودب من وحوش الغابة
عظيمها وحقيرها .. صغيرها وكبيرها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[
]
.
.
.
.
.
.
.
.
غادر الأسد المكان الذى كان يجمعه منذ قليل مع زوجته ,, فلم يشأ أن يدخل معها فى صراع .. أو نقاش حاد .. لا فائدة من وراءه .. وأنت تراه الآن وقد جلس تحت ظل هذه الشجرة .. بعيدآ عن زوجته وعن جو التوتر وبعيدآ عن حر الشمس .. فقد أراد أن تهدأ ثورة غضبه العارمة .. ويتفكر فيما سيصنع وقد جلس فعلا فى حاله استرخاء نفسى الان فقد فتح فكّيه القويين .. وقد برزت أنيابه ..وقد تدلى لسانه وهو يتثآب
——————————–
[
]
.
.
.
.
.
.
.
قد أدركت أنثى الأسد مدى غضب الأسد ، فلم تمضي ساعة واحدة من النهار ، إلا وهى تواصل البحث و تسعى إليه سعيآ .. تنشُد وده.. وتطلُب عفوه .. تريد أن تستعطفه وتستسمحه عن خطأها فى حقه .. ولم تتمادى فى كبرياء مذموم ..كبعض الآدميات .. وهنا نلحظُ مشاعر الحب الجارف الذى يملأ قلب اللبؤه .. وعدم صبرها على غضب زوجها
كماترى فى هذا المشهد عتاب الأسد الشديد ترى ذلك فى نظرات عينيه ..والعتاب غير الحساب ..
ـــــــــــــــــــــــــــ
[
]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
.
.
.
.
.
.
هنافى هذا المشهد البديع .. أرى زوجة الأسد وهى تتحدث إليه سرآ ، أن يتجاوز عن ما بدر منها ، من خطأ غير متعمد.. ورغم أننى لا أسمع هذا الحوار الخاص جدآ .. بين أحب وأحن زوجين فى الغابة [ لأنهما لا يطيقان ولا يريدان أن يتدخل بينهما أحد.. فى شئونهما العائلية .. مهما كانت درجة قرابته .. أو صداقته منهما ] إلا أننى تخيلتها تقول
معذرة و عفوآ أيها الزوج الحبيب ..
فإن السخافة والرعونة من الإناث ليس لها طبيب
كما قال ذلك الحكيم اللبيب
فاصفح الأن عنى .. ولا تلمنى ..فإن غضبك منى.. يكاد يقتلنى.. أعتذر اليك .. فاقبنلى ..وقبلنى ..
جاريتك ..خادمتك .. يا ملكآ على كل الوحوش .. وسيدآ على كل الغابات ..
غير أن الملك الحكيم .. قدأنصت إليها جيدآ فى هدؤء شديد .. وهى تعتذر إليه بشده ..وتعتذر عما كان منها ..
وهو مشهد فى الحقيقة .. يحمل الكثير من المعانى .. والكثير من الخصوصية ..والأسرار ..التى لا تكون إلا بين الزوجين .. من الصعب على مثلى إدراكها أو معرفتها ..وأنا ما زلت أطير بجناح واحد..أو ما زلت على البر .. أخشى أن أخوض هذا البحر
++++++++++++++++++++
[