الحلقة الثانية
فكرة
الوقت ليلا في مملكة القطط. الوضع هادئ والأمن مستتب، وحراس الأمير دومينيك يجوبون المملكة لمنع أي متطفل من التسلل إليها.
صراصير الليل تعزف أعذب الألحان مضفية جوا من الشاعرية الخلابة.
الفئران والهامسترات تعيش بأمان في مملكة القطط دون أي خوف من القطط نفسها والتي عقدت صلحا معها.
يقع القصر الكبير في وسط المملكة تحيط به الحدائق المشذبة بعناية من كل جانب، يتكون القصر من القاعات الواسعة المجهزة بأفخر أنواع المفروشات والتحف تتوسطها الأعمدة المذهبة المشغولة بالأحجار الكريمة .
يتكون الطابق العلوي من عدة أجنحة فخمة وتشغل إحداها الأميرة ميسي .
الأميرة ميسي قطة دلوعة متعلمة على الدلال وان تلبى جميع رغباتها دون مناقشة، اعتادت على النوم الوفير والكسل، فهي تسهر ليلا على شبكة الانترنت أو التلفاز تتابع كل جديد في عالم الموضة القططية والشامبوهات والكريمات التي ستفيد فراءها وتزيد من جماله.
كانت الأميرة ميسي مستلقية على الصوفا وقد فتحت إحدى صفحات الانترنت التي تروج لمنتجات العناية بالفراء والشامبوهات والكريمات وقد نعست فقد كانت تشير الساعة إلى الثانية ليلا. فجأة طرق احدهم الباب فانتفضت مذعورة، فليس من عادة أي من سكان القصر أن يستيقظ إلى ذلك الوقت المتأخر .
مشت على أطراف أقدامها الصغيرتين مرتدية ثوبها الوردي ذو الأكمام القصيرة المزمومة وأمسكت بمقبض الباب وهمست دون أن تترك الفرصة للطارق على الرد :
" منو؟؟ منو ماترد "
أجاب دومينيك :
" انا ميسي فتحي..
كنتي نايمة شنو ؟"
ففتحت ميسي الباب فأكمل دومينيك
" مو من عادتج تنامين، العادة تسهرين " ودخل فأغلقت ميسي الباب قائلة :
" لايبا مو نايمة انت بعد، شينومني هالحزة !
قاعدة عالنت، أما طافك دمدم منزلين شامبو يديد يخلي شعرك هالأغبر يلق لق "
عبس دومينيك :
" بس عاد.. تدرين !
الشرهة مو عليج.. الشرهة علي أنا اللي ياي باخذ شورج...
روحي حق لابتوبج وايد ابرك "
واستدار ليخرج
فأمسكت ميسي بذيله الكثيف الشعر فرجع إلى الخلف وقالت
"لحظة زين تعال " ( الأميرة ميسي فضولية، فان لم تعرف ما كان ينوي دومينيك قوله لن تستطيع النوم تلك الليلة – ملقوفة - )
"شفيك صاير ما تتحاجه.. شبغيت ؟
كلّي آذان صاغية يا أخي العزيز قول يالله "
وجلست على الصوفا متربعة ، تأفف دومينيك وسكت قليلا ليجمع أفكاره ثم قال :
" شرايج نسوي حفلة؟ نعزم فيها كبارية المملكة
منها نتعرف عليهم ومنها تتعرفين على بناتهم بدل قعدتج هذي كليوم سهارية للصبح
أمي سارة قالت لازم نكون علاقات طيبة معاهم، شرايج "
ابتهجت ميسي وأخذت تصفق بيديها كمن يشجع في مباراة لكرة القدم ( تشربك ) وسارعت بالقول بدون تفكير :
" هيييييا
حفلة حفلة حفلة
أييبا بكشخ وبحط جيل بشعري وبلبس طوق يديد
أيبا بكشخ بصك على بناتهم
أيواا "
كل هذا و دومينيك فاتح عينيه مصدوما وقال في نفسه :
" هذي اللي ياي بتاخذ شورها
أفا والله أفا
آخرتها دمدم تاخذ شورك من وحدة فاصلة
مو هذا العشم والله "
وقال:
" أقول ميسيو
تصبحين على خير"
واستدار ليخرج رافعا حاجبيه بدهشة ، فقفزت ميسي من الصوفا وأمسكت بذيله وقالت بلهفة :
" تعاااااال وين رايح
ماكو نوم والله ماكو نوم
قوللي شبتسوي حق الحفلة
شوووووف عطني فلوس أبي أشتري أغراض ماعندي إي... وعاد ييب بوفيه سنع مو تقص علينا تييب مال موفت نبي من الشيراتون قول حق ماما سارة تطلبلنا وابــ "
قاطعها دومينيك صارخا:
" هيييه انتي لحظة جنج موشايفة خير لحظة
أولا أمي سارة قالت انتوا سووا الحفلة وانتوا تصرفوا
ثانيا طبابيخ القصر شفيهم، أمي سارة حاطتلنا درزن طبابيخ و كل واحد أحسن من الثاني، ماتشوفين شمتنج صايرة"
هنا عبست ميسي وكتفت يديها وجلست على الصوفا غاضبة ( وبرطمت )
أكمل دومينيك :
" بعدين لازم نسنع القصر بدل هالعفسة اللي عافستنا اياها..
ولو سمحتي شيلي هامستراتج لا أقطهم بالشارع
أذوني ذبحوني
ماغير ور ور
ور ور
اعنبوا داركم هيعوا همدوا ماكو ..
واهم شي لازم أكلم انتونيو علشان يضبط بطاقات الدعوة لأن أنا خطي بالكتابة خنفشاري وأنا علي بس ابصم "
دومينيك يتكلم وميسي عابسة لاوية شفتيها إلى الأسفل فقد كانت متضايقة من وزنها الزائد وملاحظته القاسية، لاحظ دومينيك عبوسها فقال :
" شفيج مبرطمة؟؟ وليييييين
أتغشمر أتغشمر ماتتحملين غشمرة بعد..
يبا قمر والله قمر تقولين حق القمر قووووووووووم أنا أحلى ... شتبين بعد "
ضحكت ميسي بسرور وقالت :
" أي جذي.. مو كله طايحله طنازة وعياب
كيفي.. أنا أحب أصير متينة علشان مايقولون بنت فقر ماعندها تاكل "
يضحك دومينيك ويعتدل في جلسته :
" الحمدلله بنت خير ونعمه..
يالله ووهذي قعدة.. إنتي شتبين تسوين ؟"
كان يجاملها فقط لكن ميسي تربعت على الصوفا وأخذت تعدد بأصابعها كالأطفال :
" أول شي أول شي
أبي أفصل نفنوف يديد ماكو عليه ماصار ولا استوى كله سواروفسكي.
بعدين أبي أييب كوافيرة لين القصر تستشور شعري
وتسويلي بف من فوق والباجي ستريت "
هي تتكلم ودومينيك يجاملها بابتسامة ويتأفف وقال في داخله:
" الله يعين"
تكمل ميسي:
" وأبي اطلب طوق يديد من النت عاجبني من زمان
تعال صج
متى بتسوي الحفلة أصلا؟ "
انتبه دومينيك لها:
" ها حبيبتي شقلتي ؟"
صرخت ميسي بغضب:
" لا والله!!
صارلي ساعة أحاجيك انا
انشالله بعد ماسمعت شنو أبي؟!!!"
يحاول دومينيك أن ينقذ نفسه من الموقف فيوقع نفسه في ورطة أخرى :
" لا حبيبتي سمعتج، بس قاعد أفكر بمصمم أزياء زين حقج"
تهللت أسارير ميسي فأخذت تقفز فرحا على الصوفا :
" صج؟! احلف احلف
يااااي بعد جبدي دمدم أموووت فيك انا
عيل باجر من الصبح بوصي أنتونيو
علشان يطرش على أحسن مصممين الأزياء في المملكة"
يقاطعها دومينيك:
" انتي ماسدأتي؟!
يبا وصي أمي سارة تشتريلج أحلى نفنوف جاهز بلا مصممين بلا دوخة راس "
تصرخ ميسي غضبا وتضرب الأرض بقدميها :
"مالي شغل مابي
انت قلت كيفك تتحمل
بفصل يعني بفصل ليش تقص علي
مالي شغل"
تكتف يديها غاضبة
دومينيك :
" تدرين شلون
آنا الغلطان اللي قلتلج
بروح أنام عيوني ما تتبطل والصبح يصير خير"
تقاطعه ميسي:
" لاااعفيا قولّي بعد شراح نسوي بالحفلة
تو القطاوة شنو دياية تنام هالحزة
مافيني النوم"
يرد دومينيك بالهدوء الذي يسبق العاصفة :
" ميسيوووو احترمي نفسج شنو دياية ؟
ترى شوتة وحدة أطير كرشج يالبطة
يالله عاد... روحي نامي ومن اصبح افلح "
تتأفف ميسي وتتمتم بصوت خافت :
" افففف شنو هذا
ماكو نفنوف ماكو صالون ماكو بوفيه شنو هذا "
دومينيك :
" هييه انتي شتخربطين
هااه
ما اسمع "
ميسي:
" ماكو شي روح نام لا تموت علي تصبح على خير
يالدياية " ( بهمس )
أمسى دومينيك على ميسي وخلد إلى فراشه وهو قلق من تصرفات ميسي، فليس في كلامها أو تصرفاتها ما يدل على وجود ذرة من الأنوثة وقد لا تجد من يتحملها مستقبلا.
أطفأت ميسي اللابتوب وألقت بنفسها على فراشها وأخذت تلعق فراءها إلى أن غلبها النعاس ونامت وهي تحلم بالفستان المثير وفي شوق وانتظار إلى موعد الحفل الكبير .
يتبع في الحلقة القادمة ...
.
.
.