عرض مشاركة واحدة
قديم 30-10-2010, 08:49 PM   #4
ماروكو
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية ماروكو







رد: مخطوطة ابن اسحاق(مدينة الموتى)..قصة رعب نياهههاهاهاها

بداية النهاية

الساعة الثامنة والربع في شقه ( يوسف )
22 / 1

تن تن .... تن تن .... تن تن.... دوم دوم دوم
بالطبع لا احتاج لتوضيح أن التن تن هو صوت جرس شقة ( يوسف ) , والدوم دوم هو صوت الطرقات على الباب
- << مييييييييييييييييييييين >>
كانت تلك من ( يوسف ) وهو يتجه إلى باب الشقة ليفتحه , ولكنه كان يعرف مسبقاً أن الطارق هو أحد أصدقاءه ....
- << معك ( حامد ) من وزارة القوى العاملة ... حان وقت تعيينك لأنك شخص رائع جداً >>
قهقه ( يوسف ) ضاحكاً وهو يفتح الباب ليظهر خلفه ( حامد ) بابتسامه بلهاء ....
كان يرتدي تي شيرت ملتصقاً بجسده , وسروال من الجينز , وغطاء للرأس شبابي ( أيس كاب )
- << صباح الفل يا ست الكل >>
- << أرجوا أن توقف تهييسك الليلة لأني لست في البال الرائق لأمثالك >>
دخل ( حامد ) للشقة وهو يبتسم ببلاهة , ولكن قبل أن يغلق ( يوسف ) الباب وراءه ظهر على باب الشقة ( مصطفى ) و ( محمود ) وهما يصعدان لاهثين حتى يلحقا بباب الشقة قبل أن يغلق , فيبدوا أنهم سمعوا ( يوسف ) يتحدث مع ( حامد ) وهما مازالا في الدور الأول
- << أهلا أهلا بشباب مصر الواعد ... >>
دخل الاثنان للشقة وأغلق ( يوسف ) وراءهم الباب .... ثم مشوا جميعاً باتجاه الصالون , ليجلسوا جميعا وهم يتبادلون النكات والقفشات القديمة
فتح ( يوسف ) جهاز الكومبيوتر ليستمعوا لبعض الأغاني ...
- << يا هلا يا هلا يا شباب >>
فرد ( مصطفى ) باسماً :
- << لقد قلت أنك تريدنا الليلة لمناقشة موضوع المخطوطة , هل توصلت أنت لشيء فيها >>
- << الموضوع سنناقشه بانفتاح أكبر بعد أن يأتي ( إسلام ) و ( أحمد ) , أعتقد أنهم لن يتأخروا >>
قال ( حامد ) بشك وهو ينظر إلى ( يوسف ) :
- << أعتقد أنك لم تذكر لي شيئاً عن أنك تريدنا الليلة لمناقشة موضوع المخطوفة .... >>
- << تقصد المخطوطة >>
- << أياً كانت , لم تنبهني لذلك , بل قلت أننا سنجلس سوياً لنتسامر , أليس كذلك >>
- << سامحني هذه المرة , كنت أحتاج رأيك السديد في مناقشة موضوع المخطوطة معنا , وأردت أن تأتي بشدة , لقد فعلت ذلك من قبيل حبي لك .....( أنا بأحبك ليه أنت لا ...!!! ) >>
- << وتتركني أضيع على فريقي فرصة الفوز في التصفيات قبل النهاية .... عليك اللعنة , اغرب عن وجهي ... هذا المنزل محرم عليك إلى يوم الدينونة >>
- << اهدأ يا يوسف بك وهبي ... ولا تنسى أن هذا المنزل منزلي ... >>
فقال ( محمود ) ببراءة :
- << هل أنت مشترك في التصفيات النهائية لفريق كرة ؟؟ >>
وهنا اعتدل ( حامد ) بحماسه ليتكلم مع ( محمود ) , ولكن صوت جرس الباب أتى ليخرسه
ذهب ( يوسف ) ليفتح الباب ليرى ( إسلام ) وبجواره ( أحمد ) يرتديان ( تريننج ) من الذي يرتديها اللاعبين في الملاعب , ويرتديها أمثالنا في المنزل .... وذلك ليس غريباً أن يحضرا بملابس عادية , لأنهم يقطنون في أخر الشارع الذي يقع فيه منزل ( يوسف )
- << تفضلاً ..... >>
- << احم احم , يا رب يا ساتر >>
- << ادخلا بلا فزلكه , لا يوجد أحد في الشقة غيرنا >>
دخل ( إسلام ) و ( أحمد ) إلى الصالون ليقابلا باقي أصدقاءهم , الذين أخذوهم بالأحضان والقبلات والمداعبات الساخرة .....
- << ثوان وأعود >>
كانت تلك من ( يوسف ) وهو ذاهب إلى المطبخ قبل أن يغلق الصالون من خلفه .....
وضع برادان الشاي على الموقد , ثم أضاف السكر إلى الأكواب , وبعض ملاعق الشاي ..... جميل لقد بدأت المياه في الغليان
صب الماء في الأكواب , ثم أخذ الصينية وأتجه بها ببطء ناحية غرفة الصالون ....
- << أهلاً بالعروسة , تعالي يا شابه لا تخافي ... تعالي اجلسي بجانب حماتك >>
أطلق ( حامد ) تلك الكلمات وأنفجر ضاحكاً عليها
- << اتركه يا ( حامد ) فهو يبدوا أنه خجول , تعالي سلمي على عريسك >>
كان ذلك رد ( أحمد ) على عبارة ( حامد ) , فأنفك الجميع في الضحك حتى ( يوسف ) نفسه , وكاد أن يوقع صينية الشاي على أحدهم لولا أن الأخر هرب من الخوف ...
جلس الجميع على مقاعد الصالون وفي أيدي كل واحد منهم كوب الشاي الذي يمسكه كل واحد منهم بطريقة غير الأخر ...


* * *


- << حان الوقت لنتكلم فيه بجدية عن تلك المخطوطة , وسنحاول جميعاً أن نجمع خيوطها في أيدينا لنعرف نهاية تلك المخطوطة >>
كان ( يوسف ) يقول تلك العبارة السابقة وهو ينظر في وجوه أصدقاءه ويتفحص نظراتهم
فرد علية ( محمود )
- << أعتقد أن مصطفى أبلغك برأي أحد أساتذة القسم عندنا ؟؟؟ >>
فنظر الجميع باتجاه ( محمود ) باندهاش وهم ينتظرون أن يكمل
فقال ( يوسف )
- << نعم أخبرني , ولكن يجب أن نحلل الموضوع بهدوء منذ البداية ونعرض جميع الآراء حتى نصل لرأي أستاذ القسم >>
فرد ( إسلام ) :
- << إذن أبدأ في سرد الموضوع كيفما تريد ... ولكن لي عندك طلب , أريد أن أرى المخطوطة ... >>
فنهض ( يوسف ) متجهاً إلى غرفة نومه , ثم عاد وفي يده المخطوطة ...
تلقفتها الأيدي بلهفة وهم يلمسونها وينظرون لها مراراً , ويتشممونها , وكأنهم بتك الطريقة سيعرفون إن كانت أصلية أم لا ....
- << هل تأكدتم الآن من امتلاكي للمخطوطة >>
وكان الرد لـ ( مصطفى ) و ( محمود ) وهم يهزون رأسهم مبتسمين , أما الباقي فقد اكتفى بالنظر للمخطوطة التي وضعوها بجانب الكومبيوتر ...
- << والآن لنتكلم منذ البداية .... لقد ذهبت لسور الأزبكية مع ( أحمد عادل ) أحد القاطنين بشارعنا , وهناك وجدنا دكان صغير اشترينا منه بضعه ورقات وعدت بها أنا إلى المنزل , وبعد أن قرأتها بحثت في شبكة الانترنت عن أي شيء عن القصة الموجودة في ذلك الورق الذي اشتريته ...
وكانت المفاجأة هي أنني رأيت معلومات في أكثر من موضوع على الانترنت عن حكاية ( بن إسحاق ) الذي سافر لمصر وفي طريقة وجد مدينه أطلق عليها في كتابه كنز الرحلة اسم ( مدينه الموتى ) ..... وكل من في المدينة كانوا موتى لسبب لا يعلمه إلا الله , وفجأة يقابل رجل يدعى ( محمد السالمي ) وقال له الرجل أنه اللحاد , ثم يدعوه اللحاد للمبيت معه ويحكي له حكاية ... أن هناك ساحراً أتى للبلدة , وطلب أربعه من الرجال الفقراء ليجعلهم أغنياء ....! وتقدم له الأربعة رجال , ودخلوا للدار مع الساحر ولكنهم خرجوا وهم أغنياء ولم يخرج معهم الساحر , ثم يموت أولهم بعد سبعه ليال بعد أن يشكوا من أعراض كثيرة كالحلم المزعج وأعراض أخرى غريبة ... ويموت الثاني بعد سبعه أيام أيضاً , ويموت الثالث بعد سبعة أيام وكلهم بنفس الأعراض والتوقيت وطريقة الموت ... ثم يهرب الرابع ولا يعرف أحد مكانة , وبعد سبعه ليال يصيب البلدة مرض غريب يجعلهم يموتون كالذباب , ولم يبقى منهم على قول اللحاد إلا هو ....؟
وبعد أن ماتت البلدة بالكامل تم دفنهم , وإلى هنا ينتهي اللحاد من سرد قصته لابن إسحاق .... ثم يدعوا ( بن إسحاق ) إلى النوم إلى الصباح , وبعد أن يستيقظ ( بن إسحاق ) لا يجد اللحاد في الدار , ولكنه يجد ورقتان كتبهم اللحاد قبل رحيله الغريب .... والورقتان شرح فيهما اللحاد ما حدث للأربعة رجال داخل دار الساحر ... وفي داخل الورقتان الكلمات التي نطقها الساحر لاستدعاء أحد مردة الجن الذي سيجعل الأربعة فقراء أغنياء ....
وفي نهاية الورقتان يدعو اللحاد ( بن إسحاق ) للذهاب لمقابر البلدة لقرأه الفاتحة على روح أموات البلدة
ويذهب ( بن إسحاق ) إلى المقابر ليجد مفاجأة تنتظره هناك ... أن هناك قبر مكتوب عليه اسم لحاد البلدة ... أي أن الشخص الذي كان يحدثه كان شخصاً ميتاً منذ سنوات ....!!
ويهرب ( بن إسحاق ) ويعود للقاهرة , ثم يكتب تلك الحكاية في كتابه ( كنز الرحلة ) والذي يحرق مع كتابه ( غواص اللؤلؤ ) بعد أن أعتقد الناس أن ( بن إسحاق ) يشتغل بالسحر ..... ويظهر على مسرح الأحداث تلميذ لابن إسحاق يدعى ( عبد الرحمن بن ابراهيم ) , وهو الذي نقل عن كتاب ( كنز الرحلة ) رحلته الغريبة إلى مصر في بضعه ورقات , والتي أعتقد أن تلك الورقات معي الآن بطريقة لا أفهمها ....
هذه هي المعلومات التي جمعتها من خلال الورق الذي اشتريته ومن خلال الانترنت , ثم ذهبت للجامعة لأخذ مشورتكم واتفقت مع ( مصطفى ) و ( محمود ) ليسألا أحد أساتذة قسم التاريخ في موضوع حقيقة تلك الحكاية التي تروى عن ( بن إسحاق ) .... وفي نفس الوقت ذهبت أنا إلى سور الأزبكية للبحث عن الشخص الذي باعني المخطوطة .....
لأجد مفاجأة غير متوقعة وأرجوا أن تصدقوني ....
لقد وجدت مكان الكشك الذي اشتريت منه الورق أرض خالية بها شجرة مزروعة ......!! وعندما سألت الكشك المجاور له , ووصفت العجوز الذي باع لي الورق , قال لي الرجل الذي يقف في الكشك أن هناك عجوز بهذه المواصفات وكان له كشك مجاور في المنطقة الخالية الآن .... لكنه مات منذ سبعه عشر عاماً >>
انطلقت سبة بذيئة من فم ( حامد ) , وقال ( إسلام ) بغضب
- << هل تمزح معنا >>
- << والله العظيم أنا لا أمزح , يمكنكم التأكد من صديقي الذي رافقني لسور الأزبكية , ويمكنكم السؤال في سور الأزبكية عن شخص يدعى عم ( صبحي ) مات منذ سبعه عشر عاماً ..... >>
رد ( محمود ) بتهكم
- << إنك الآن تصف قصة رعب , وربما كان بطلها أنت , تكلم بكلام عاقل >>
- << دعني أكمل واتهمني كما تريد >>
- << أكمل >>
- << عندما عدت لمنزلي في تلك الليلة التي زرت فيها سور الأزبكية , ظللت أفكر هل أنا قد جننت , أم أن ما حدث كان صحيحاً , إلى أن نمت .... وحلمت بكابوس رهيب .... حلمت أنني أقف أمام كرسي كبير مطعم بالذهب , وهناك أربعه رجال مكبلين بالقيود أمامي , والأربعة رجال بدأ جسدهم يسيح من حرارة لا أدري من أين تأتي ........ >>
وقبل أن يكمل ( يوسف ) الحلم .. تكهرب الجو
لقد رأى النظرة على وجوه أصدقاءه تتبدل إلى الشك , ثم الفزع ....
ولم يكن استنتاج ذلك عسير علية
فقال ( يوسف )
- << سأقول استنتاج ارجوا أن أكون وفقت فيه ..... أعتقد أن كل شخص فيكم حلم بهذا الكابوس , أول أمس حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل >>
هنا قام ( حامد ) و ( أحمد ) من مكانهم وهم ينظرون بذهول إلى ( يوسف ) .... أما الباقيين فظلوا ينظرون لبعضهم البعض بدهشة وهم فاغرين الأفواه لا يدرون ماذا يقولون


* * *

__________________
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
استغفر الله العظيم و اتوب اليه .. <3
ماروكو غير متصل