الفراش ذكر في القرآن الكريم
الفراش ذكر في القرآن الكريم

قال تعالى: ( يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ) (القارعة:4)

والمبثوث : تعني المنتشر والمتفرق وذهابهم ومجيئهم في حيرة من أمرهم فهم (كأنهم جراد منتشر) أيضاً وهكذا الفراش يهيم بدون هدف محدد أثناء طيرانه حتى أن النوع منه المسمى العث يظل يطير ليلاً حول السراج حتى يحرق جناحيه وحتى نفسه دون هدف.

والفراشة تضع عددا من البيض تخرج منه يرقات تتغذى بأوراق الشجر ثم تمر بمرحلة الشرنقة وتبقى بها حتى يتم نموها ثم تخرج فيها فراشة كاملة .

ولا يزيد عمر بعض أنواع الفراش عن أسبوع وقد يمتد إلى 18 شهرو يتغذى الفراش على رحيق الأزهار وحبوب اللقاح وإن كان بعض الفراش ليس له أجزاء فمية فيتغذى على ما اختزنته الفراشه في طور الخادرة .

ومن الفراش ما يهاجر لمناطق دافئة قد تبلغ 3000كيلومتر وقد يموت البالغ منها قبل العودة إلى موطنها في الربيع مثل فراشة الملكة التى تهاجر من كندا الى المكسيك. و يصعب تحديد الاختلاف الدقيق بين العث(Moth) والفراشات، لكن معظم أنواع العث تظهر ليلاً ولها قرون استشعار ريشية وتثني اجنحتها أفقيا على ظهرها.

بينما تطير معظم الفراشات نهاراً ولها قرون استشعار ذات نهايات منتفخة وتثني أجنحتها عامودياً على ظهرها.

وتلد الفراشة (وهي حشرة الحرير) في المرة الواحد ما يقارب (450_500) بيضة في المرة الواحدة وللمحافظة على البيوض يتم ربطها بعضها ببعض بواسطة مادة خيطية لاصقة تقوم بإفرازها وبهذا تمنع تناثر البيوض في الأطراف.
وبعد خروج هذه اليسروعات تقوم بربط نفسها بأغصان شجرة ملائمة لها بواسطة الخيوط التي تفرزها.
ومن اجل نموها تقوم بإفرازات خيطية لحياكة الشرنقة، فهذه اليسروعات في خلال 3-4 أيام تقوم بهذه الأعمال كلها.

وفي خلال هذه المدة تبدأ بالالتفاف الآلاف المرات حول نفسها ونتيجة لذلك تنتج ما يقارب 900-1500 متر من الخيوط وبعد أن تنتهي من هذا العمل وبدون ان ترتاح تقوم بعملية التغيير من دودة داخل شرنقة الى حشرة كاملة (الفراشة).
ولو نظرنا وبدقة إلى أجنحة الفراشة نرى فيها تناظر واضح وبدون قصور فهذه الاجنحة الشفافة ، إشكالها، نقاطها، والألوان التي تجملها فأنها خلقت كلوحة مرسومة فأجنحة الفراشة تماماً تشبه الواحدة الآخر في أدق رسوماتها وانتظام نقاطها وألوانها فلا توجد اختلاط في ألوانها الموجودة. فهذه الألوان تتكون من أقراص صغيرة جدا مرتبة واحدة بجانب الآخر.

فاذا ما لمسنا هذه الاقراص الصغيرة فأنها تتشتت (تتفرق) فكيف تكون هذه الأقراص الصغيرة دون أن تفقد أو تضل صفوفها فتكون نفس النقشة في كلا الجناحين انه فعلا من صنع رسام واحد الذي هو الله ولا مثيل لخلقه يبين لنا صفاته في اجنحة فراشة.{هُوَ اللهُ الخَالَقُ البَارِئُ المُصَوِرُ لَهُ للأسماء الحُسنى يُسَبّحُ لَهُ مَا فِى السَّموَاتِ وَالارضِ وَهُوَ العَزيُز الحَكيمُ} (سورة الحشر، 24).

لطيفة: سئل الإمام الشافعي يوماً: كيف عرفت الله، فأجاب: عرفته بورقة التوت تأكلها النحلة فتخرج عسلاً، وتأكلها الشاة فتخرج بعراً، وتأكلها الدودة فتخرج حريراً، ويأكلها الغزال فيخرج مسكاً.
تابع
__________________
لاتخف ماصنعة بك الاشواق واعلن عن هواك فكلنا عشاق فأنا عاشق (الخيل والليل)
مع تحيات فارس الادب والترويض\حسن العمري
|